يرتبط عندى القلق ارتباطا وثيقا بالابتعاد عن منهج الله والإيغال فى المعصية والإنسان الذى يعيش حالة الإيمان لايمكن له أن يتوتر أو يقلق.قال الله تعالى(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) فالخوف على الحياة والخوف على الأرزاق حالة تنافى نعمة الرضا والإيمان بالقدر والوثوق فى تدبير الله للعبد وعدم مقابلة المصائب والمحن بالرضا والإيمان والصبر والمعاصى التى يقع فيها الإنسان ويمارسها تطمس على قلبه وتتسبب فى كل بلاء ولايسلم صاحبها والواقع فيها من تحصيل أثرها انظر معى فى كلام المولى عز وجل حيث يقول سبحانه:(وماأصابك من سيئة فمن نفسك ) (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) ولذا كان فى الأخذ بأسباب الإيمان القضاء على القلق والتوتر ففى الصلاة وقراءة القرآن والدعاء والتسلح به والذكر والعمل المباح راحة (واستيعنوا بالصبر والصلاة)(ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ...)(أرحنا بها يابلال) أعط كثيرا ولو حرمت تشعر بلذة العطاء وسمو النفس فما نقص مال من صدقة ولم أر فى حياتى رجلا يعطى وينفق دون أن يبدله الله ويزيد له فى العطاء وليس الأمر فى المال والمادة فقط ولكن كن دائما معطاء تشعر براحة ما بعدها راحة فنعمة أن تكون فى خدمة الناس تمسح عنهم دمعة أو ترفع عنهم بلاء أو تقدم لهم عونا ومنفعة – هى نعمة لايعرف طعمها الحلو إلا من عاينها وعاشها البساطة راحة وهى فى ظنى قرين للتواضع الذى لايجعل الإنسان متكلفا والتكلف والاصطناع يوفران قدرا هائلا من التوتر فانظر إلى ماوهبك الله بعين الرضا لابعين السخط ولاتحمل الأمور أكثر مما تحتمل فالرسول صلى الله عليه وسلم مع عظمته ومسئوليته وكثرة أعباء الدعوة وهمومها كان يخدم فى بيته فيعاون أهله ويخيط نعله وثوبه ويحلب شاته ويبتسم ويداعب أهله ولم ينقص ذلك من قدره شيئا بل علا بكيانه وشخصه