في مقاله عن مصر الفرعونية في اللغة والتاريخ يكشف رضا جنينه وهو المهندس المرموق والرائد في صناعة شبكات الغاز الطبيعي يكشف عن مثقف من طراز رفيع وصاحب فكر سياسي جديد واجتماعي غير تقليدي ويبدأ رضا جنينه فى مقاله عن اللغة ليوضح أن الاستخدام الخاطئ لبعض مفرداتها وتركيباتها يقود إلى مفهوم يخالف حقيقة المعنى فلفظ الحكومة أو الحاكم الذي يصف من يدير الدولة يذكرك بالتحكم والسيطرة في حين أن التعبير الأصلح هو الإدارة حيث أن ذلك يمثل ويؤكد إدارة الشعب لشئونه، الشعب إذن لا يختار حاكماً بل يختار خادماً للشعب يعينه الناس بإرادتهم الحرة ويعزلهم إن جانبهم الصواب ويؤكد الكاتب أنه ما لم يتحقق ذلك فلا يوجد حكم ديموقراطي حقيقي ولا توجد ديموقراطية وهذا هو الحال في عصرنا الحديث
ثم يستطرد الكاتب في كيفية تشويه بعض الألفاظ لتعبر عن واقع يجافي الحقيقة بل يقلبها إلى باطل متخذاً من تاريخ مصر الفرعونية مثالاً على ذلك فقد دأبت بعض الأقلام على نسبه الاستبداد والقهر لفرعون مصر على حين أن حكم الفراعنة عبر تاريخ حضاراتهم قدم لمصر إنجازات عجز عنها السابقون واللاحقون وأقام حضارة سبقت العالم في اكتشاف العلوم الطبيعية والإنسانية مثل الطب والهندسة والفلك والأدب والشعر والموسيقى وعلوم الإدارة وفنون الحرب.
هكذا يهيل الكاتب التراب على كل الديموقراطيات الحديثة ويمسح الغبار عن الفرعون النبيل ويحق له بعد ذلك أن يفخر كما يفعل كل مصري بالفراعنة وينتسب إليهم ويهتف لهم. نحن فراعنة وهذا هو سر مصر التي بزغ في سمائها فجر الحضارة وفجر الضمير منذ سبعة آلاف سنة