هل تورطت فعلا افريقيا فى اسرائيل تلك الدولة الحديثة النشأة التى ملئت الحياة صراخا وعويلا وصخبا غير محتمل وتطور بها الامرلكونها تمثل عقبة فى تاريخ البشرية وعدم انسجام بين اعضائها وادت الى اختلاف متواصل حول –هل اسرائيل دولة شرعية ام انها دولة غير شرعية وكيان مصطنع لا احقية له فى الوجود ؟ واختلفت التبريرات حول وجود اسرائيل وهل وجودها يساهم فى حل مشكلة ما مؤثرة فى المجتمع الدولى؟ , حيث يمثل تواجد اليهود فى العالم ازمة انسانية لعدم تواصلهم مع المجتمع, ولانعزالهم الذى ايدته شريعتهم وانكرته كل المجتمعات الانسانية التى عاش بين جدرانها اليهود وبين هل وجود اسرائيل مثل مشكلة حقيقية للعالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط واسست لمبدأ قيام الدول على اساس دينى؟ حيث ان معظم دول العالم قائمة على اساس مدنى وديمقراطي عادل امافى اسرائيل فالوضع مختلف .حيث رسخت اسرائيل لقيام الدولة الدينية الامر الذى ادى الى قيام بعض حركات المقاومة على اساس دينى ايضا فى المنطقة وبدأ الصراع يتحول من قيام دولة على خلاف الوضع القائم فى دول العالم , الى دولة دينية بالاساس تحوى متطرفين دينيين من اليهود , قابله فى الوضع قيام حركات دينيه مسلحة داخل فلسطين وخارجها وكانت المواجهات بين هذه الحركات المسلحة وبين هذه الدولة اساسها دينى , وباتت المعركة تتمثل فى مواجهة بين دين واخر كل منهما يوجه قوات ردعه للدين الاخر وتوقف الصراع عند مواجهة بين الاسلام\ واليهودية , وظل التساؤل المطروح – هل تورطت افريقيا بالفعل فى هذا المضمار وهذا الصراع حيث نشأة اسرائيل على مشارف الشمال الشرقى من القارة الافريقية ؟ مما اتاح لها فرصة القرب من القارة الافريقية والتعرف على مشكلات كل الدول واحتياجاتها, وجاءت معظم الكتابات لتعبر عن موقف واحد لابديل له وهو كون الدول الافريقية مفعول بها – وليست فاعلا حقيقيا حيث باتت الكتابات سواء العربيه او العبريه تؤكد على إستلاب الارادة من الدول الافريقيه ووقوفها مكان الدول المتلقية للمساعدات والطامحة فى اقامة علاقات مع اسرائيل تلك الدولة الحديثة النشأة بالنسبة لباقى الدول الافريقية وابدا لم يكن هذا هو الوضع الحقيقى حيث ان من كانت فعلا فى حاجة للدعم والمساعدات سواء ماديا او معنويا هى بطبيعة الحال اسرائيل تلك الدولة الصغيرة الضعيفة حديثة النشأة ومعنى الصمت المطبق الذى مارسته الدول الافريقية وحكوماتها وظلت تمارسه حتى اليوم تجاه توضيح الدور الحقيقى للدول الافريقية فى دعم اسرائيل ومسانداتها منذ قيامها وعلى مدار 60 عام هى كل عمر اسرائيل اذا فقد تورطت فعلا هذه الدول الافريقية فى صخب دولة اسرائيل , واصبحت تمد لها يد العون دون التطرق الى دورها الحقيقى , وان كانت قد اشارت بعض الكتابات العربيه الى اختصار الدور على دعم القرارات الخاصة بأسرائيل فى الاممالمتحدة او حتى بالامتناع عن التصويت تجاه القرارات التى تسيء لأسرائيل او تدينها وبالتالى لم تدافع هذه الدول عن وجودها وتأثيرها الحقيقى على اسرائيل , بل ويعد الدعم الذى قدمته الدول الافريقية لصالح اسرائيل من اهم وأكثر انواع الدعم تأثيرا فى وجودها . وذلك على الرغم وتأثير دولة فى حجم جمهورية جنوب افريقيا على اسرائيل ومدها منذ قيامها عام 48 بتقديم الدعم المادى والمعنوى بل وصل الامر الى مد اسرائيل بما يصل الى 27 مليون دولار عام 73 بعد حرب اكتوبر ومدها ايضا بالسلاح النووى وتبادل الخبرات فى هذا المجال تحديدا على عكس ما تشيعه اسرائيل من انها هى من تمد يدها للدول الافريقيه بل وقد دعمت دولة جنوب افريقيا اسرائيل اقتصاديا من خلال شراء منتجات المستوطنات الاسرائيلية والتى رفضت معظم دول العالم شرائها لأنها مدن تمثل سلطة الاحتلال فى الضفة وبناءا عليه منتجاتها يشوبها نوع من الاستغلال لموارد المناطق المحتلة – وبالتالى ترفضها دول العالم المختلفة – ولكن اقدمت جنوب افريقيا على شراء تلك المنتجات دون حذر دعما لاسرائيل حتى تظل مصانع اسرائيل مفتوحة ومليئة بالعمال . اذا فقد اعطت جنوب افريقيا دعما هائلا لاسرائيل لم تتحدث عنه الا نادرا لا الكتابات العربية ولا العبرية . وظل الموقف متجمد عند قبول الدول الافريقية فقط للمساعدات وانها عجزة عن الاختيار –بالرفض او القبول . وظلت هنا المشكلة المحيرة بالنسبة لكل الباحثين فى اللغة العربية – لماذا لا يتم ذكر فضل هذه الدول الافريقية على اسرائيل وذكر حجم دعم المساعدات التى تقدمها وهل فعلا تورطت هذه الدول الافريقية فى إيجاد دولة اسرائيل ودعمها المتواصل دون ان تشعر؟؟؟ اذا فلابد ان تتوقف هذه الكتابات العربية عن وصف اسرائيل ومراحل التعامل معها بالنسبة للدول الافريقية بأوصاف لم يستخدمها علماء الدراسات الافريقية او حتى علماء الدراسات السياسية مثل- مراحل الهرولة – والهيمنة – والسيطرة – حيث لم تكن اسرائيل بأى حال من الاحوال مهيمنة ومسيطرة على وضع العلاقات مع أفريقيا وبالمثل لم تهرول الدول الافريقية بأى حال من الاحوال لاقامة علاقات مع اسرائيل , بل هى من سعت