كتب: خياط خليفة على الرغم من الانتقادات الدولية الواسعة للتدخل التركي في ليبيا، وتوالي الدّعوات المطالبة بضرورة الحل السلمي للأزمة الدائرة في البلد المتوسطي، تصر تركيا على تأجيج الصراع بين الفرقاء الليبيين، من خلال دعمها المتواصل لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، في صراعها ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر. وفي هذا الصدد، كشف رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن استمرار تركيا في نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، تجهيزًا لمهاجمة مدينة سرت ذات الأهمية الاستراتيجية، على الرغم من تحذير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من ذلك، وتشديده على أن محور "سرت- الجفرة" خطّا أحمر لن تسمح مصر للقوات التركية وميليشيات الوفاق بتجاوزه، لأن في ذلك مساسًا بأمنها القومي. وأكد "عبد الرحمن"، في حديث ل "سكاي نيوز عربية"، الأحد، حصوله على معلومات تفيد بأن تركيا أرسلت في الأسبوع الماضي 400 عنصرًا من المرتزقة السوريين إلى ليبيا، مشيرًا إلى عودة نحو 250 آخرين إلى سوريا خلال الفترة نفسها، ما يرفع عدد المرتزقة السوريين في ليبيا إلى نحو 16500 مرتزق. وأشار مدير المرصد السوري إلى أن عدد قتلى المرتزقة بلغ 480، من بينهم 34 طفلًا، وتحدث عن أن هناك 5 آلاف من المرتزقة كانوا قد عادوا إلى سوريا، لكن تركيا تخطط لإعادتهم مجددًا للقتال في ليبيا، وذلك وفقًا لتأكيدات قادة الميليشيات التي ينتمي لها هؤلاء المرتزقة. وبدوره، نشر الجيش الوطني الليبي، السبت، مقاطع فيديو جديدة تظهر نقل طائرات تركية مرتزقة سوريين جدد إلى ليبيا. وفي إشارة إلى الدور القطري، قال "عبد الرحمن"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يدفع الأموال للمرتزقة السوريين في ليبيا، بل تتولى قطر وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ذلك. وكشفت تصريحات مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ل "سكاي نيوز عربية"، أن تركيا التي كانت تنقل المرتزقة بالسفن والطائرات، تكتفي حاليّا بنقلهم إلى ليبيا جوّا عبر المطارات التركية، وخاصة مطار إسطنبول. وأضاف أن المرتزقة السوريين يتفاخرون بدورهم في معارك قوات الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، ويعتبرون ذلك "ردًّا للجميل" لمن ساعدوهم، مثل الإرهابي عبد الحكيم بلحاج، المدعوم من قطر والمقيم حاليا في تركيا.