أخيرا أغلق باب سوق الانتقالات الصيفية للاعبي القارة الأوروبية للموسم (2012/2013)، وشهد الميركاتو الصيفي سخونة كبيرة في أيامه الأخيرة على عكس البداية الهادئة له. جنون الانتقالات كالعادة كان في اليوم الأخير أمس الجمعة، حيث شهدت الساعات الأخيرة العديد من الصفقات بمختلف دوريات القارة العجوز، كان أبرزها انضمام الظهير البرازيلي مايكون إلى مانشستر سيتي قادما من إنترناسيونال الإيطالي، وذلك بعد منافسة شرسة مع ريال مدريد الذي كان يرغب في التعاقد مع اللاعب حتى اللحظات الأخيرة. وكذلك تعاقد الفريق الملكي الإسباني الغير متوقع مع لاعب الوسط الغاني مايكل إيسيان على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد من تشيلسي، حيث فقد إيسيان مكانه الأساسي في تشكيلة البلوز لصالح النيجيري ميكيل، بجانب حاجة بطل الليجا للاعب في مواصفات النجم الغاني لإضافة القوة البدنية على وسط ملعبه. كما شهدت اللحظات الأخيرة انتقال الهولندي دي يونج من مان سيتي إلى ميلان وهوجو لوريس حارس ليون الفرنسي إلى تونتهام، بجانب حصول شالكه الألماني على خدمات اللاعب الهولندي المغربي الأصل إبراهيم أفيلاي من برشلونة، وتوقيع فان دير فارت عقدا للانضمام لهامبورج، وإتمام انتقال برباتوف من مان يونايتد إلى فولهام. فترة الانتقالات الصيفية تبدأ في الأول من شهر يونيو، وتستمر حتى يوم 31 أغسطس، حيث تسعى فرق القارة العجوز لتدعيم صفوفها جيدا استعدادا لبدء منافسات الدوريات المحلية والبطولات القارية. وبدأ الميركاتو الحالي بداية هادئة جدا، وذلك لزيادة أسعار اللاعبين بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة، ولكن في نهاية الفترة وخلال الأيام القليلة الماضية، انتعش سوق الانتقالات الأوروبية بالعديد من الصفقات المدوية، كان أبرزها تعاقد ريال مدريد الإسباني مع صانع ألعاب فريق توتنهام الإنجليزي، الكرواتي لوكا مودريتش مقابل ما يقارب ال35 مليون يورو. وكذلك الصفقة الكبيرة التي عقدها نادي باريس سان جيرمان الفرنسي مع نظيره ميلان الإيطالي، والتي انتقل بموجبها العملاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والمدافع البرازيلي الصلب تياجو سيلفا إلى نادي العاصمة الفرنسية في صفقة تعدت قيمتها المالية ال 65 مليون يورو. ليواصل الفريق الباريسي سلسلة صفقاته القوية في الفترة الماضية، بهدف تكوين فريق مميز قادر على منافسة الأندية الكبرى على الألقاب الأوروبية، وذلك بعدما ذهبت ملكية النادي إلى رجل الأعمال القطري ناصر الخليفة الذي وعد بحصد جميع الألقاب خلال المواسم المقبلة. وبخلاف ثنائي الميلان، نجح سان جيرمان في التعاقد مع الموهبة البرازيلية الصاعدة بقوة "لوكاس مورا" من نادي ساوباولو البرازيلي مقابل 30 مليون يورو، وذلك بعد منافسة شرسة من أندية مانشستر يونايتد الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي، وكذلك الأرجنتيني "لافيتزي" القادم من نابولي. أما الفريق الملكي الإسباني فكان يركز بشدة على ضم "لوكا مودريتش"، حيث بدأت المفاوضات مع مسئولي توتنهام منذ ما يقارب الشهرين، لرغبة النادي اللندني في الحصول على أكبر استفادة مادية من بيع اللاعب الدولي الكرواتي الذي تألق مع منتخب بلاده في كاس الأمم الأوروبية الأخيرة "يورو 2012"، لتعد الصفقة هي الأطول من حيث المفاوضات في تاريخ ريال مدريد. وإن تحدثنا عن الفريق الملكي، فنجد أنه اكتفى بضم مودريتش فقط خلال فترة الانتقالات الحالية بجانب إستعارة الغاني إيسيان من تشيلسي، وذلك على غير عادة فريق العاصمة الإسبانية الذي يعد أغنى أندية العالم، والذي دوما ما يفاجيء الجميع بصفقاته المدوية وبالأرقام القياسية التي يدفعها لشراء اللاعبين. ولكن إصرار البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب الريال على التعاقد مع مودريتش ، جعل مسئولي النادي يهملون باقي خطوط الفريق التي تحتاج لتدعيم فوري، كمركز الظهير الأيمن الذي يعد الأسوأ في التشكيلة المدريدية على الاطلاق، حيث لا يتواجد به سوى اللاعب ألفارو أربيلوا الذي يراه الخبراء والمحللين أقل لاعبي مدريد من الناحية الفنية، لتسببه في العديد من الأهداف التي سكنت شباك إيكر كاسياس خلال الموسمين الماضيين. وفي المقابل، قام ريال مدريد ببيع كل من فيرناندو جاجو وسيرخيو كاناليس إلى فالنسيا، وإعارة نوري شاهين إلى ليفربول، بالإضافة لبيع حميد التينتوب إلى جالطة سراي التركي، ودانييل كارفاخال إلى بايرن ليفركوزن الألماني. أما برشلونة الغريم التقليدي لريال مدريد، وتحت القيادة الفنية الجديدة من المدرب تيتو فيلانوفا مساعد جوارديولا سابقا، فنجح خلال سوق الانتقالات الصيفية في دعم مركزين كان يعاني منهما خلال الموسم الماضي وهما الظهير الأيسر وخط الوسط الدفاعي. واستطاع مسئولو النادي الكتالوني في بداية فترة الانتقالات، خطف خودري ألبا ظهير أيسر فالنسيا والمنتخب الإسباني مقابل 14 مليون يورو، وذلك عقب تألقه اللافت مع إسبانيا بمنافسات يورو 2012 التي حصد لقبها الماتادور بعد فوزه على إيطاليا في المباراة النهائية برباعية نظيفة، شهدت توقيع ألبا على الهدف الثاني للأسبان. وبذلك نجح البرسا في تدعيم الجهة اليسرى التي عانى منها كثيرا بعد المرض الذي تعرض له الفرنسي الدولي بلال أبيدال، وجعله يغيب عن برشلونة خلال النصف الثاني من دوري الموسم الماضي. كما نجح برشلونة في التعاقد مع متوسط الميدان الدفاعي الكاميروني الدولي ألكسندر سونج من صفوف أرسنال الإنجليزي مقابل 19 مليون يورو. اللاعب الكاميروني صاحب ال25 عاما، سيضمن لتيتو فيلانوفا تعويض رحيل المالي سيدو كيتا الذي انتقال للعب في فريق داليان الصيني، كما سيشكل مع كل من تشافي هيرنانديز وأندريس إنتيستا وسيرجيو بوسكيتس وسيسك فابريجاس وتياجو ألكانتارا خط وسط قوي، بالإضافة إلى تمكنه من اللعب كقلب دفاع وهو المركز الذي يحتاج البرسا إلى تدعيمه، حيث يتواجد به كارلوس بويول وجيرارد بيكيه فقط. ومن ضمن أندية الليجا الإسبانية أيضا التي نشطت خلال فترة الانتقالات الجارية، نادي فالنسيا الذي نجح في تدعيم صفوفه جيدا بلاعبين مميزين أبرزهم الظهير الأيسر الفرنسي على سيسوكو القادم من ليون، ولاعبا الوسط جاجو وكاناليس من ريال مدريد، ونيلسون فالديز من روبين كازان الروسي، واليخاندرو دومينيجز من ريفر بليت الأرجنتيني، بالإضافة إلى الظهير الأيمن البرتغالي الدولي بيريرا. وعندما نتجه إلى إنجلترا، فنجد أن تشيلسي كان النادي الأقوى والأكثر نشاطا خلال موسم الانتقالات الصيفية، وذلك بعدما نجح مدربه الإيطالي الشاب دي ماتيو في جلب أكثر من لاعب مميز للتشكيلة الزرقاء. النادي اللندني بدأ موسم الانتقالات بضم اللاعب الألماني ماركو مارين من فيردربريمن مقابل 5ر6 مليون يورو، وذلك بعد منافسة مع توتنهام الإنجليزي على اللاعب صاحب ال23 عاما. وبعدها أتم البلوز صفقتهم الثانية بالتعاقد مع البلجيكي إدين هازارد جناح فريق ليل الفرنسي، في صفقة بلغت قيمتها 32 مليون جنيه إسترليني، كما ضم تشيلسي الشقيق الأصغر لهازارد ثورجان هازارد من لانس الفرنسي. كما أشعل تشيلسي انتقالات الصيف عندما أعلن عن تعاقده مع البرازيلي الصاعد "أوسكار" من صفوف فريق إنترناسيونال البرازيلي مقابل 25 مليون إسترليني، حيث نجح النادي الأزرق في خطف اللاعب الذي تألق مع منتخب البرازيل الأولمبي بدورة الألعاب الأولمبية الأخيرة لندن 2012 من أندية مانشستر سيتي وميلان. وفي الأيام الأخيرة لفترة الانتقالات، ضم البلوز كلا من المهاجم النيجيري "فيكتور موسيس" من ويجان مقابل 8 مليون إسترليني، والمدافع الأيمن الإسباني "سيزار أزبيليكويتا" من نادي مارسيليا الفرنسي مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني. ويعد أرسنال هو ثاني الأندية الإنجليزية نشاطا خلال سوق الانتقالات الحالية، حيث دخل النادي اللندني بقوة في السوق الصيفية على غير عادته، وذلك بعدما أقتنع أرسين فينجر مدرب الجانرز بضرورة التعاقد مع لاعبين جدد بجانب الاعتماد على لاعبي الفريق الشباب، حيث يأمل فريق المدفعجية في العودة إلى منصات التتويج بعد طول غياب. أرسنال نجح في التعاقد مع ثلاثي هجومي قوي يتكون من المهاجم الألماني الدولي لوكاس بودلسكي من كولن الألماني، في صفقة لم يتم الكشف عن تفاصيلها المادية، والمهاجم الفرنسي الدولي أوليفيه جيرو هداف فريق مونبلييه بطل الدوري الفرنسي، وذلك مقابل ما يقارب من 11 مليون جنيه إسترليني. وأخيرا تعاقد مسئولي الجانرز مع الجناح الطائر لفريق فياريال والمنتخب الإسباني سانتي كازورلا في صفقة كلفت خزينة أرسنال 17 مليون جنيه إسترليني لضم اللاعب صاحب ال27 عاما، وذلك بعد أن كان اللاعب قريبا جدا من الانضمام إلى ريال مدريد الإسباني، حيث كان جوزيه مورينيو يريد ضمه لصفوف الفريق الملكي. وكان عشاق الفريق اللندني يمنوا النفس بالحفاظ على كيان الفريق ولاعبيه الأساسيين، بالإضافة إلى انضمام الصفقات الجديدة القوية حتى يعود النادي إلى المنافسة على لقب البريميرليج مع الأربعة الكبار قطبي مدينة مانشستر "سيتي ويونايتد" وتشيلسي وليفربول. ولكن رحيل فان بيرسي هداف الدوري الإنجليزي إلى مانشستر يونايتد، وكذلك لاعب خط الوسط الكاميروني ألكسندر سونج الذي انتقل إلى برشلونة، عاد بالفريق إلى الوراء مرة أخرى، وأصاب المشجعين بصدمة كبيرة. أما مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي فلم يحضر بقوته المعهودة خلال السوق الصيفية لانتقالات اللاعبين، حيث ضم مايكون من الإنتر، ولاعب الوسط جاك رودويل من إيفرتون مقابل 16 مليون إسترليني، والجناح سكوت سكنلير من فريق سوانسي سيتي مقابل حوالي 6 مليون إسترليني، والحارس ريتشارد رايت من بيرستون، وماتييا ناستاستش من فيرونتينا. وفي المقابل ، قام السيتيزين ببيع أكثر من لاعب، هم آدم جونسون إلى سندرلاند وواين بريدج إلى برايتون والحارس تايلور إلى ريدينج وإتمام انتقال التوجولي أديبايور إلى توتنهام ودي يونج إلى ميلان وسانتا كروز إلى ملقا. أما الفريق الاخر لمدينة مانشستر (مانشستر يونايتد)، فاكتفى هو الاخر بضم ثلاث صفقات فقط، ولكنها صفقات من العيار الثقيل على عكس جاره السيتي، حيث ضم الشياطين الحمر اللاعب الهولندي روبن فان بيرسي من أرسنال، كما تعاقد مع صانع ألعاب بروسيا دورتموند الياباني شينجي كاجاوا، بالإضافة إلى المدافع الهولندي الاخر بوتنر من فريق فيتيسه. في حين استغنى يونايتد عن بول بوجبا إلى يوفنتوس، وبارك جي سونج وفابيو دا سيلفا إلى كوينز بارك رينجرز. وأخيرا ليفربول، آخر الخمسة الكبار في إنجلترا، فنجح في ضم ثلاثة لاعبين مميزين، وهم المهاجم الإيطالي فابيو بوريني من روما، والمغربي أسامة السعيدي من هيرينفين الهولندي، بجانب التركي نوري شاهين الذي قدم إلى الريدز على سبيل الإعارة من ريال مدريد لمدة موسم واحد بعد منافسة شرسة مع الأرسنال. أما النادي الأحمر فقام ببيع كلا من الإيطالي ألبرتو أكويلاني إلى فيرونتينا، والهولندي ديريك كويت إلى فناربخشة التركي، والأرجنتيني ماكسي رودريجز إلى أولد بويز الأمريكي. وعندما نذهب إلى إيطاليا والكالتشيو الإيطالي، فنجد أن نادي إنترناسيونال هو الأكثر نشاطا في (السيريا أ)، حيث يسعى الفريق الأزرق والأسود إلى العودة لحصد لقبه المحبب في الكالتشيو تحت قيادة فنية من المدرب الشاب ستراماتشيوني، وقام مسئولي فريق مدينة ميلانو بضم لاعب الوسط والتر جارجانو من نابولي، والظهير الأيسر ألفارو بيريرا من بورتو البرتغالي وأنطونيو كاسانو من ميلان وماتياس سيلفيستر من باليرمو. أما فريق مدينة ميلانو الاخر، أيه سي ميلان يعد أكثر اندية العالم تضررا من فترة الانتقالات الصيفية الجارية، حيث فقد الميلان أهم لاعبيه السويدي إبراهيموفيتش، والبرازيلي تياجو سيلفا لصالح باريس سان جيرمان الفرنسي، كما استغنى عن خدمات أنطونيو كاسانو إلى الإنتر، والنيجيري تايي تايو إلى دينامو كييف الروسي. في المقابل قام الميلان باستقدام صفقات باهتة لم ترض عشاقه ومحبيه، حيث ضم المهاجم باتزيني من الإنتر والمدافع زاباتا من فياريال والمهاجم نيانج من كان الفرنسي. وكانت النتيجة سريعة، حيث خسر الميلان أول مبارياته بالدوري أمام سامبدوريا الصاعد حديثا (صفر/1) على ملعبه سان سيرو. أما يوفنتوس حامل لقب الدوري الإيطالي، فاكتفى بالتعاقد مع المهاجم مانولو جابياديني من اتلانتا، ووبول بوجبا من مانشستر يونايتد، أما روما فريق العاصمة الإيطالية، فنجح في ضم المهاجم ماركينيوس من كورنثيانز البرازيلي فقط.