أدهشني كثيراً الهجوم على اللاعب عماد متعب فور أن أعلن خطبته على ملكة جمال مصر عام 2007 يارا نعوم , لمجرد أنه ارتبط بواحدة من الوسط الفني أو من المشاهير . فيارا نعوم التي قامت بالتمثيل في أدوار قصيرة في أفلام قليلة بالسينما المصرية في الأعوام الأخيرة وجدت نفسها سٌبة على جبين عماد متعب لمجرد أنهما قررا الإرتباط والزواج . هجوم الجميع على لاعب النادي الأهلي بدءاً من جماهير نادي القرن وحتى الإعلام ورجل الشارع العادي كان مستنداً بكل وضوح وشفافية إلى أن متعب "ابن بلد" وبيفهم في الأصول ولا يجب أن يتزوج امرأة لا تلتزم بالتقاليد والعادات وترتدي ما طاب لها من الثياب بغض النظر عن تلك التقاليد . والمدهش لدرجة تكاد تصيبني بالتحول إلى كتلة نار هو أن معظم مهاجمي اللاعب المصري لارتباطه بيارا نعوم , يلومونه على "تبرج" خطيبته دون النظر إلى -ذويهم- , وسأكون أكثر أدباً وأختصر ما أريد أن أقوله في كلمة "ذويهم" فعليكم أن تقرأو معي ما بين السطور دائماً !! فهل لا توجد يارا في حياة كل منهم ؟ هل كل من يهاجم عماد متعب لم يحب يوماً ما ويطلب الزواج ممن أختارها قلبه ؟ وهل يختار دائماً أفضل نساء الدنيا وأكثرهن إلتزاماً وخلقاً وتديناً ؟ وهل عندما يختار قلب أحدهم "يارا" جديدة خاصة بهم يعاقبه الأخرون على هذا الاختيار لمجرد الحكم على الشكل الخارجي لها وعلى ملابسها ؟! بالتأكيد هناك عادات وتقاليد يتمسك بها الشارع المصري من أجل الحفاظ على البقية الباقية من الأخلاق , ولكن عندما تكون يارا نعوم هي الأزمة الوحيدة وهي - عفواً - المتبرجة الوحيدة في مصر , فوقتها سيكون من حق الجميع أن يسلطو كل سهام الغضب حول مهاجم منتخب مصر لتفكيره الزواج بها , فنحن لا نعيش في المملكة السعودية حتى يرفض المجتمع يارا كزوجة لمتعب - وذلك مع كامل تقديري وشكري وإحترامي وإمتناني لما تفعله هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأراضي المقدسة - . ولكن هناك أمثلة كثيرة ل"يارا" تحت حُكم هؤلاء الذي يهاجمون متعب , وإذا كان كل رجال مصر أصحاب الدم الحُر والشهامة يهاجمون عماد متعب لارتباطه ببنت ترتدي الملابس القصيرة , فمن المسئول إذاً عما نراه في الشوارع والأماكن العامة المصرية ؟ هل أناس غير الذين يهاجمون متعب ؟ أم أنهم لديهم أزواج أجانب ! باختصار شديد أود أن أقول أن عماد متعب له مُطلق الحرية في اختيار شريكة حياته , وهو اختار فنانة وملكة جمال سابقة من أسرة فنية معروفة , فلم يختر مثلا - ساقطة - أو - فتاة ليل - حتى يهاجم بهذا الشكل البشع من الإعلام والصحافة والجمهور العادي , والشق الثاني من هذه الرسالة هو أن الوحيد الذي من حقه مهاجمة متعب لعلاقته بيارا هو فقط من كان ليس مسئولاً عن إحداهن أو حياته لا يوجد فيها "يارا" , وأؤكد مرة أخرى على ضرورة قراءة الكلمات التي تكتب -بالحبر السري- بين السطور !