رحت على جمل جيت على قطة" مثل مصرى جميل يعد أفضل تعبير عن حال عصام الحضرى حارس مرمى منتخب مصر وأفضل حراس افريقيا العائد من رحلة الندامة فى جبال الألب السويسرية. بدأت رحلة الندامة بالعند ولأن العند كما فى الأمثال المصرية "يورث الكفر" فقد كفر عصام الحضرى بكل تاريخه وبطولاته وجماهيريته مع النادى الأهلى وهرب بعد أن زن اصحاب المصالح على ودانه ليترك الأهلى وجحيمه الى الأبد ويبدأ مشوار جديد من التألق مع واحد من كبار الاندية الأوروبية فى الدورى الانجليزى أو الاسبانى من خلال بوابة نادى سويسرى اسمه سيون ورئيسه العبقرى كريستيان قسطنطين صاحب العلاقات القوية بكبار الفيفا الذى سيضمن القضاء على أى مشكلة مع النادى الأهلى . ولأن "الزن على الودان أمر من السحر" صدق الحضرى الكذبة وقارن فى خياله حراسة مرمى تشيلسى والمان يونايتيد بحراسة مرمى الأهلى واختار الدورى الانجليزى المزعوم بعيدا عن تحكم المسئولين فى النادى الأهلى واقتناصا لفرصة الاحتراف الأخيرة قبل فوات الأوان وبعد مسلسل درامى هابط على طريقة أفلام المقاولات وسفر وعودة واعتذار وهروب وزوجة وأولاد وحجاب واغتراب وتصريحات وحوارات استقر عصام الحضرى فى مدينة سيون السويسرية الجميلة بين قمم جبال الألب الشهيرة وبدأ فى المشاركة مع فريقه فى الدورى السويسرى استعدادا للانتقال مع بداية الموسم الجديد الى انجلترا وسط تغطية اعلامية مكثفة لمشوار الحضرى وفى الأهلى أعلن الجميع حدادا سريعا على حارس المرمى الراحل وعلى نهج النادى سارت الجماهير سريعا ووصمت الحضرى بلقب الهارب ورفضت حتى قيامه بحراسة مرمى المنتخب واحتفت بأمير عبد الحميد مؤكدة أن النادى الذى صتع ابن كفر البطيخ قادر على صنع المزيد من الحراس ومع مرور الأيام "راحت السكرة وجت الفكرة" ليكتشف الحضرى أن نادى سيون لن يكون محطة فى الطريق الى الدورى الانجليزى بل مقبرة لأحلامه وطموحاته التى ضحى من أجلها بأحلى سنين عمره وأن رئيس النادى العبقرى رجل نرجسى وصل به الى الجنون الى درجة تعيين مديرين فنيين للفريق وأنه يشبه كثيرا رئيس سابق لنادى الزمالك وبعد خسارته الأخضر واليابس وبعد أن تأكد الحضرى أنه وقع ضحية لعبة كبيرة وأنه أخطأ بالهروب من الأهلى حاول الحضرى عبثا مد حبل الود المقطوع بينه وبين النادى الأهلى ولكن النادى "عمل ودن من طين وودن من عجين" وأصر على موقفه بتجاهل الحضرى مع مع توعده بالانتقام منه على هروبه أشد انتقام وبعد اليأس من الأهلى وعلى طريقة ابراهيم سعيد حاول الحضرى اللعب على الحبال الزملكاوية البيضاء – بخطين حمر- لكن المشروع فشل سريعا برحيل ممدوح عباس من رئاسة النادى وتوقفه عن تمويل صفقات النادى حتى لا يحصد غيره ثمار ما يزرع وهو أمر أصبح عرفا بين رؤساء القلعة البيضاء فى الأعوام الأخيرة وفى الأيام الأخيرة نجح مدير اعماله المغربى داوودا فى نسج شباكه على نصر ابو الحسن رئيس النادى الاسماعيلى واقنعه بأهمية الفوز بصفقة انتقال الحضرى التاريخية التى ستعيد للاسماعيلى هيبته وتعلن فوزه على الأهلى فى فى احدى معارك انتقال اللاعبين فى الحرب الطويلة بين الطرفين وهو ما يؤدى بالضرورة الى ارتفاع اسهم ابو الحسن فى الشارع الاسماعيلاوى المتيم بكره قلعة الجزيرة وبعد الرحلة الطويلة اقترب الحضرى اخيرا من العودة الى مصر حاملا "خفى سيون" يتسول ناديا يلعب له حتى يحافظ على مكانه فى المنتخب ولكن العودة جاءت للأسف .. "على قطة"