أسعدني كثيراً أن أرى الإعلامي الرياضي الأول في مصر أحمد شوبير وقد بدأ يتعافى تدريجياً من أثار الصدمة التي تعرض لها مؤخراً، وكادت أن تعرقل مسيرة ناجحة استمرت لسنوات، وتقتل نموذج ومثل أعلى للعديد من الشباب الذين نظروا حولهم ليتحسسوا أول الخطوات على طريق النجاح فلم يجدوا أمامهم سوى القليل كان هو أبرزهم. فقد استطاع نجم الأهلي السابق صاحب الشخصية المؤثرة والصوت المتزن - معظم الأحيان - في معالجاته للقضايا المطروحة على الساحة أن يحقق انتصارا جزئيا خلال الأيام الماضية في أزمة ال "سي ديهات" والإتهامات المثيرة للجدل التي وجهت له ونالت من شخصه أمام الرأي العام .. انتصاراً لم تمنحه إياه الجهات المسئولة ولم تقدمه له الأوراق والمستندات، بل الجماهير التي أعلنت رفضها لأن تتحول الرياضة إلى ساحة منازعات وأدارت ظهرها إلى أصحاب الصوت العالي وهواة المشاحنات، وقالت كلمتها بصوت عال .. لا لمن يعيشون على أصداء المعارك ويتلذذون بالصراعات. وبعد أن منح شوبير صكوك براءته من الجماهير قبل الإعلان الرسمي، كان لابد من مخاطبة شوبير الإنسان بعيداً عن هذا الإعلامي القدير وذلك النائب الغارق في حل مشاكل وأزمات أبناء مدينته ومحبيه في طنطا، وتوجيه رسالة له قد تبدو قاسية للوهلة الأولى، ولكن على قدر المحبة يكون العتاب. فكم كنت أتمنى أن تكون المعركة التي خاضها شوبير في الأيام الماضية ومازال يخوضها حتى الآن، في سبيل نصرة قضية عادلة أو المساعدة في تحقيق إنجاز ما أو حتى التأثير في الشارع الرياضي بالايجاب تجاه موقف مضيء أو سلباً في واقعة مشينة، ولما لا؟ وهو الذي أثرى الإعلام الرياضي في مصر طيلة السنوات العشر الماضية وقدم للجماهير عبر برامجه المختلفة نجوم التحليل والنقد الرياضي المنتشرين في القنوات الفضائية حالياً وعلى رأسهم الأستاذ محمد سيف والإعلامي مدحت شلبي والشيخ طه إسماعيل وغيرهم. كما كنت أمني نفسي بأن أرى الجماهير ملتفة خلف الرجل الذي أحبوه لاعباً ومعلقاً ومقدماً للبرامج ونائباً لمجلس الشعب، وأيضاً انساناً صاحبهم في رحلة الحياة كأخ أو أب أو صديق، بسبب تألقه ونضوجه في المجال الذي يعمل به أو مواقفه الإنسانية التي يشهد بها الكثيرون، وذلك بدلاً من أن يكون في موقف المدافع عن نفسه والمدان أمام جماهيره التي ساندته وستظل كذلك حتى نهاية الازمة، ولكن على شوبير الإنسان أن يدرك جيداً أن الجماهير التي ثابرت وصبرت وساندت ودعمت وانتظرت الحصول على البراءة من أجله هذه المرة، لن تقبل بأن يتكرر الموقف مجدداً في المستقبل ويقف نجمها مرة أخرى في وضعية المدان، لأنه حينها لن تنفعه مستندات أو أدلة، وسيكون في نظرها خاسراً حتى وأن فاز .