وكأن الأزمات تأبى أن تترك الوسط الرياضي المصري وشأنه .. فبعد سلسة من الخناقات والفضائح والمعارك الطاحنة على الهواء مباشرة بين من أطلق عليهم "نجوم الفضائيات الخاصة"، والتي سببت جروحاً غائرة في جسد الإعلام الرياضي، جاء الدور على طعنة أخرى جديدة استقرت هذه المرة في قلبه، عندما منع حكم قضائي أكثر الإعلاميين البارزين في مصر من الظهور على شاشة إحدى الفضائيات فقط لأنه أعلن عن رأيه صراحة دون مجاملة أو تزييف للحقائق أو استخدام الرتوش لتجميلها. فقد قرر الإعلامي أحمد شوبير أن يخوض بمفرده معركة جديدة ضد بعض الدخلاء على الساحة الرياضية المصرية ففتح الباب على مصرعيه ينقد وينتقد ويعلن عن أرائه صراحة يظن أن مصر قد تحررت أخيراً من سطوة القيود والأقفال المحكمة على حرية العمل الإعلامي، غير إنه اصطدم بواقع أليم حول مهمته من نقل الحقائق ومعالجتها، إلى الإهتمام بانقاذ نفسه ومهنته من الضياع على يد بعض الدخلاء. شوبير الذي أحدث طفرة غير مسبوقة في الإعلام المصري يقف كالعادة في الواجهة للدفاع عن الإعلام والإعلاميين تؤيده الملايين من الجماهير المحبة ليس لشخصه بل لمهنيته وإحترافيته في عمله، وتأبى أن يضيع الأفضل وينزوي الأحسن لمصلحة آخرين، رغم إنه كان البداية لكل جديد في الإعلام الرياضي المصري. ولسنا هنا بصدد الحديث عن دور شوبير في الطفرة غير المسبوقة التي شهدها الإعلام الرياضي أو الدفاع عنه في مواجهة شخص بعينه، بل إننا وجدنا أن تقديم الدعم والمساندة له هو الطريق الوحيد الواصل والنافذ والمضمون لبقاء مهنتنا قوية شامخة بدون سواد الشاشات وبعيداً عن المواقف الضعيفة والإنحناءات .. فنحن نعرف إنه الرجل الفولاذي وننتظر عودته كالمعتاد والتعبير عن دعمنا هو أمر يخصنا ويفيدنا وجميع الإعلاميين قبله، ولذا كان من الضروري أن نقدم هذه الرسالة للجميع، خاصة بعد أن صدمتنا بعض المواقف لإعلاميين مشهورين تعاملوا مع الموقف بشكل غريب .. فها هو زميل ملاعب وزميل مهنة واحدة يقدم التهنئة لمرتضى على الحكم الصادر لصالحه، وها هو خال الغندور وعلامات الشماتة قد ارتسمت على وجهه عندما استقبل بسعادة بالغة المحامي الكبير على الهاتف وهنأه على إنتصاره المزعوم. في المقابل، فاننا نحيي ونساند إعلام متزن وهاديء وموضوعي كالذي قدمه محمد شبانة الذي عالج القضية بهدوء ودعم زميله وسمح للطرف الآخر بالرد في الوقت نفسه، وأيضاً الإعلامي عمرو أديب الذي تعامل بذكاء، مقدماً نوعاً جديداً من الدعم عبر أسئلة غاية في الذكاء أنصفت زميل مهنته، وذلك عندما تساءل عن مدى صحة تعامل مرتضى مع المكالمة التي تلقاها من رئيس قناة الحياة الدكتور السيد البدوي وزعم أن الأخير هنأه فيها على الحكم الصادر لصالحه، وأشار إلى إنه قام بتسجيلها، حيث استطاع أديب أن ينصف زميله فقط عبر أسئلة بدت منطقية إلى حد كبير .. فهل يعقل أن يقوم شخص بتسجيل جميع المكالمات التي يتلقاها ؟ .. وهل يمكن أن يكون السيد البدوي قد أجرى تلك المكالمة ليهنيء ويبارك رغم إعلانه إنه بصدد إطلاق قناة جديدة (الحياة سبورت) لإخراج شوبير من الأزمة؟ .. وهل يعقل أن يسعد البدوي لإبعاد إعلامي لديه من الحضور الكبير ما يجعل برنامجه محل إقبال جماهيري عظيم وبالتالي مصدر لا ينضب للربح المالي الكبير؟ الأزمة الجديدة وأن كانت قد ضربت الإعلام الرياضي في مقتل، إلا إنها يجب أن توحد الجميع داخل هذا الوسط للدفاع عن هدف واحد .. فشوبير ليس وحيداً في حربه ولا يجب أن يكون كذلك أبداً، بل هنا وهنا فقط كلنا أصبحنا شوبير وعلى البارعين داخل ساحات القضاء والمتضررين من إجتماعنا أن يخوضوا حربهم وأن يحتفلوا ببطولاتهم القانونية داخل المحاكم فقط بعيداً عن الإعلام والإعلاميين.