منذ بدأت أزمة الإعلامي أحمد شوبير التي أبعدته لفترة ليست بالقصيرة عن جماهيره على شاشات الفضائيات، وهو الذي طالما صال وجال وقدم من خلالها المعلومة الصادقة واللقاءات الحصرية وأيضاً الإنفردات، انقسم الجميع ما بين مؤيد ومعارض هذا يساند وذاك ينقد وآخر يتابع ويرصد، وفقاً للمشهد العام وتبعاً لبعض المعلومات السطحية التي تتناثر هنا وهناك، غير أن أحداً لم يطلع على كواليس إدارة الأزمة داخل أسرة العمل والفريق التابع لشوبير، والتي كانت سبباً في عودته للساحة الإعلامية من جديد. شوبير الذي تعرض لأزمة عنيفة كادت تعصف بمسيرته الإعلامية الحافلة بالخطوات المميزة بتنقله بين ديرم ثم التليفزيون المصري والحياة، وأخيراً "مودرن كورة" أصبح الحدث والحديث على الساحة المحلية الرياضية خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد الإعلان الرسمي عن عودته للشاشات من جديد، وذلك لأهمية تواجده الإعلامي على الساحة من جهة، وإنتصاراً لمن أيدوه وساندوه من الجماهير وأيضاً من أفراد طاقم العمل الخاص به، الذين أداروا في الكواليس أزمة أشد ضراوة وأكثر قسوة من تلك التي تابعها الإعلام ونقلها للجماهير المصرية على الملأ. إنها ليست المرة الأولى التي أتحدث فيها عن أحمد شوبير، فقد تناولناه مراراً إنسانياً وإعلامياً ورصدنا أزماته وساندنا فيه الإعلام وضرورة منحه حرية التعبير دون المساس بالآخرين، والآن وبعد العودة كان لابد من أن نحيي صمود إعلامي كبير كان يملأ الساحة الرياضية باطلالته المميزة على شاشات الفضائيات والإذاعة أيضاً، وفجأة وجد نفسه مطارد وممنوع من كل شيء حتى خاف البعض أن يتم مصادرة جهاز التليفزيون الخاص به فقط لأنه موجود في منزل "أحمد شوبير". وفي أزمة تتحالف فيها أطراف كثيرة لمنع شخص من ممارسة أبسط حقوقه وهو أن يعمل، لم يكن طبيعياً أن يتحملها شخص بمفرده، فإذا كان شوبير قد صمد حتى نال العودة التي يستحقها، فهناك من تحمل ضغوط لا حصر لها ومغريات كبيرة فقط رداً للجميل وتقديراً لقائد العمل الذي حققوا معه العديد من النجاحات، وهو فريق عمل شوبير .. فقد راقبت هؤلاء عن قرب في ذروة المحنة، بعد فشل تعاقد شوبير مع "أو تي في" ورفض اتحاد الكر برئاسة سمير زاهر "المخلوع" حالياً منحها إشارة بث لقاءات الكأس، وأجبرت على مساندتهم عندما رأيتهم يتلقون الصدمة تلو الأخرى بصبر وصمود وعمل وإجتهاد وتفكير وأيضاً تفاؤل أدهشني كثيراً. فيصل زيدان هذا المراسل النشيط المجتهد، والذي إرتبطت قصة صعوده ونجاحه بأحمد شوبير وعرفته الجماهير من خلاله، وإبراهيم فايق وماجد غراب وعبد الرحمن مجدي، إضافة إلى وليد عبد السلام دينامو فريق العمل المنظم للغاية والدقيق جداً،.. إنهم من كانوا الأساس وراء العودة، فإنني لن أنسى دعاء ماجد المستمر لله من أجل التوفيق أو قفشات فايق التي أضحكتني كثيراً خاصة عندما كان يهتف "هوبا أيه .. هوبا آه .. طالعين إن شاء الله"، أنه فريق "الصمود"، والذي أثبت برفضه للعروض المغرية مادياً وأدبياً التي تلقوها من جهات أخرى وأكد بصموده الكبير أن هناك سر أكبر وراء هذا التأييد الجارف يمكن تلخيصه في كلمتين فقط "شوبير الإنسان". لقد لمست في عيون الجميع الرغبة في العودة بشكل مختلف وبصورة أكثر تفاعلاً وإهتماماً وتلبية لرغبات الجماهير، كما لمست إعترافاً ضمنياً بأخطاء إرتكبت في السابق عقد هذا الفريق الناجح وقائده العزم على تلافيها في الفترة القادمة، يمهد لطلة جديدة وعودة حميدة لأهم وأكبر صناع الإعلام الرياضي في مصر على الإطلاق.