عملت مع أحمد شوبير في قناة مودرن كورة، والحقيقة أنني لم أتصور يوماً أنه سيأتي يوم أعمل فيه في مجال الإعلام الفضائي ولم أتصور أن يكون العمل مع أحمد شوبير. بزغ أحمد شوبير كنجم إعلامي كبير مع قناة دريم، وهو رائد الإعلام الفضائي المصري وكانت برامجه تجمع كافة المهتمين بالشأن الرياضي في مصر، وعلى يديه خرج نجوم آخرين في المجال الفضائي، أكرر كان رائداً لا شك للإعلام الفضائي المصري، وربما يعرف القليل أن شوبير بدأ إعلامياً بمقال في مجلة الشباب في منتصف التسعينات من القرن الماضي، قبل أن يعمل بالقناة المحلية السادسة في التليفزيون المصري. في هذه الأيام كنت أعاني كما يعاني الكثيرون من أجل متابعة برنامج "الكرة مع دريم" مساء كل جمعة، في ظل وجود أفراد الأسرة الذين لا تستهويهم الرياضة فما كان مني إلا أن قمت بشراء جهاز تليفزيون وريسيفر حتى أستطيع متابعة برنامج شوبير "الكرة مع دريم". صنع شوبير في ذلك الوقت حالة جديدة في الإعلام الرياضي، خاصة مع تعامله الموضوعي مع كافة الأحداث الرياضية واهتمامه بالرأي والرأي الآخر، حتى جاءت إنتخابات مجلس الشعب وإنتخابات مجلس إدارة إتحاد الكرة ومعها تغير أحمد شوبير، وأصبح يأخذ جانب طرف على حساب أطراف أخرى، أخرجه إتحاد الكرة من حياده الإعلامي فأصبح لا يرى أخطاء الإتحاد، وتعددت مواقفه التي جامل فيها أطرافاً من مسئولي الأندية مثل ممدوح عباس وغيره على حساب أطراف أخرى، وأدخله مجلس الشعب طريق المجاملات المستمرة لرجال الحزب الوطني عبر شاشته الفضائية، في ظل أحوال اقتصادية سيئة تجعل من مجاملات شوبير لرجال الحزب الوطني الفجة أمراً يثير استياء جمهور المشاهدين من شوبير، وبدأ جمهور شوبير وأنا منهم يشعر أن وجهاًُ مختلفاً لشوبير هو الذي يظهر على الشاشات. انتقدت شوبير كثيراً وهاجمته بقسوة شديدة، وقمت بعمل مداخلات تليفونية معه في برنامجه بقناة الحياة انتقدت فيه بشدة هجومه القاسي على شباب الألتراس الأهلاوي رغم أخطائهم الشديدة جماهيرياً، رافضاً إدخال حياتهم الشخصية تحت المنظار الفضائي، رفضت إدخال الشأن الخاص بالشأن العام عند التعامل معهم، هم مخطئون لا شك فيما يجري من تراشق وشغب بالمشاركة مع نظرائهم مع ألتراس الأندية الأخرى، وملاحقتهم إعلاميا ليتوقفوا عما يفعلونه أمر واجب، لكن دخول بيوتهم خلسة أمر مرفوض مهما كانت المبررات. كان اختلافي مع شوبير واضحاً للجميع ممن يتابعون مواقع شبكة الإنترنت، وكان يعلم بكل ما أكتبه، وحدث حوار تليفوني بيننا أتبعه لقاء في وجود خالد شاكر رئيس رابطة مشجعي الأهلي المجمد نشاطها حالياً، أوضحت فيه كل تحفظاتي وحقيقة وجدت تفهماً كبيراً من شوبير، كان هذا في أوائل عام 2009، وفي أوائل 2010 فاجئني أحمد شوبير بطلبه أن أكون ضمن فريق العمل معه. حقيقة كانت مفاجأة لي أن يطلبني أحمد شوبير للعمل معه، ولم أفكر كثيراً بل وافقت، ووجدت مرة أخرى أحمد شوبير القديم، أحمد شوبير "دريم" عاد مرة أخرى، عاد ببطء نعم لكنه عاد، عاد حراً بعيداً عن إتحاد الكرة، ولم ينجح في إنتخابات مجلس الشعب، وتفرغ تماماً للعمل الإعلامي كمان كان من خمسة سنوات، وعاد للتميز والتفرد من جديد، ظهر في نيولوك جديد قديم أعاد حوله جمهور المشاهدين، عاد للموضوعية في التناول، والأجمل أنه يعترف دائماً عبر الشاشة أنه أخطأ كثيراً من قبل، ولا يخجل من إعلان ذلك. يفعل شوبير ما لا يفعله غيره في مجال الفضائيات، وكمثال بسيط فغيره يعيش على خبر لا يدري صحته من عدمها، وربما يعلم تماماً عدم صحة الخبر المنشور، ويظل وراء الخبر الكاذب عدة أيام دون خجل أو حياء، بل بعضهم يرفض دخول أحد للرد على الخبر الكاذب، بينما وبرؤية شاهد عيان شاهدت شوبير وهو يسعى للتأكد من كل خبر سيظهر معه على الشاشة وضرورة وجود مصدره وإن كان هناك من يريد الرد عليه، لا يتاجر شوبير بالخبر الكاذب بل يسعى للتحقق منه، بينما الآخرين يتخذون من الخبر الكاذب مجالاً للحديث بالساعات في برامجهم والتقطيع في خلق الله، ويخرج بعضهم يقول "احنا ما بنقولش كلام من عندنا، الصحافة أهيه كاتبة في الجريدة الفلانية والجريدة العلانية"، وكأن ما يكتب في الصحف قرآن منزل لا يحتمل الكذب، وغير هذا كثير، ولأنهم خاويين فكرياً لا يملكون ما يقولونه، يتخذون من أي كذبة خبراً يضحكون به على الجماهير الذكية التي تفهم جيداً الفارق بين الغث والسمين، وهذا فارق كبير بينهم وبين شوبير. ما ذكرته قليل من كثير يتفرد به شوبير الذي اختلفت معه كثيراً من قبل، وناقشته كثيراً واختلفت معه في رؤى كثيرة وأنا أعمل معه، وسأختلف معه كثيراً في الرؤى مستقبلاً، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، عاد شوبير وعادت معه التغطية المتميزة للمباريات وعلى رأسها مباراة القمة، عاد ومعه لقاء تاريخي مع مانويل جوزيه، لعلي أرى أنه اللقاء الذي ولدت معه قناة مودرن كورة وتحولت فعلياً يومها من البث التجريبي للبث المباشر، لقاء شاهدته مصر كلها والمنطقة العربية، لقاء أعتبره لقاء السحاب بين قمتين اختلفا كثيراً من قبل... شوبير ومانويل جوزيه. كابتن شوبير مبروك العودة لجمهورك، وأرجوك أن تبتعد عن الانتخابات سواء في مجلس الشعب أو إتحاد الكرة، فمن وجهة نظري فهي السبب الرئيسي لغيابك عن جمهورك أربعة سنوات من عمرك الإعلامي، فقد كنت أقوى وأكثر حضوراً بدون هذه المقاعد المقيدة، وأعتقد أنك الآن تشعر بالحرية أكثر دون قيود وبعيداً عن مجاملات هذا وذاك، وأعتقد أن حب الجمهور لشوبير الإعلامي أهم وأكبر كثيراً من حبه لشوبير في أي منصب آخر. تركت العمل مع أحمد شوبير منذ أسبوعين لظروف خاصة منعتني من الاستمرار، ولهذا أكتب بصراحة عن أحمد شوبير، ربما لو كنت لازلت أعمل معه ما كتبت ما كتبت، فوقتها سيكون رأيي مجروحاً فيه، لكني أكتب وقد تحررت من قيد الكتابة المجاملة لرجل يرأس قناة مودرن كورة، أكتب لأشكره على العودة القوية الموضوعية... أكتب لأشكره على شهور قليلة عملت فيها معه، أعطاني فرصة التعرف على مجال إعلامي جديد، تعلمت كثيراً في هذه الشهور القليلة، ومهما كتبت وقلت فلن يكفيه ما أكتب أو أقول، وتعرفت أكثر على أحمد شوبير. كابتن أحمد شوبير... شكراً. * في الأيام الأخيرة شعرت بانعدام تعاطفي مع حسام البدري، فرغم أنني انتقدته كثيراً إلا أنني كنت متعاطفاً معه للحمل الثقيل الذي حمله بقيادة الإدارة الفنية للنادي الأهلي، لكن بعد استقالته وللكم الكبير من التصريحات التي خرجت منه فقد تعاطف الكثيرين معه وأنا منهم. كنت مؤيداً لمرحلة تغيير لابد فيها أن يترك مانويل جوزيه الأهلي لأن مرحلة التغيير سيدمرها الإعلام المناوئ لجوزيه، وستنهال المعاول عليه وتبدأ العناوين الهدامة على شاكلة "ها هو جوزيه فشل بدون الكبار" عندما يبدأ في تغيير جلد الفريق، وأيدت تدريب البدري للفريق لكن لموسم واحد فقط على أن يتولى مدير فني أجنبي كبير فالأهلي وكما قالها المايسترو الراحل صالح سليم لا يستطيع قيادته إلا مدير فني أجنبي لا يتعامل بالعاطفة ولا يتأثر بمن حوله، وكان خطأ من وجهة نظري استمرار البدري للموسم الثاني وثبت ذلك بالفعل، فالفريق تراجع من الدور الثاني الموسم الماضي وكاد يفقد الدوري، وبدأ الموسم الجديد مترهلاً بلا شكل أو لون أو رائحة، ونسى اللاعبون كل ما تعلموه من تكتيكات وأصبح الفريق بلا شكل هجومي أو دفاعي. وآفة الإنسان ألا يعترف بأخطائه، أو يفكر دائما في أن من حوله على خطأ وهو الوحيد الذي على صواب، والأخطر أن يشعر دائما بالتربص ممن حوله، وأن المؤامرات تحيط به من كل جانب، وهذا ما لم نتعود عليه من العاملين في منظومة الأهلي. خرج البدري علينا ليقول أنه استقال ليحدث صدمة للفريق ليفيق، يعني ضحى من أجل الأهلي، وأكمل بالقول أن أحد المدربين قام بمؤامرة مع الجماهير ودفع ثمن لافتات الجماهير ضده، والمضحك أن البدري في حوارات مع بعض الأهلاوية الذين عاتبوه على تصريحاته قال إنه يقصد ضياء السيد، بينما اتجهت أنظار الجميع تجاه علاء ميهوب الذي تناثرت أنباء عن وجود خلافات بينه وبين البدري أكدها عدم الاستعانة بميهوب معه في جهازه الفني بالمريخ السوداني في الوقت الذي طلب فيه أحمد ناجي قبل أن يتراجع الأخير ويعود لتدريب حراس مرمى الأهلي، وضياء السيد بعيد عن الأهلي من عامين ولم يكن هناك اى صلة له بالفريق الاول ولا يوجد اى سابق له فى التعامل مع جماهير الاهلى الحالية مباشرة وحديثك عنه بهذا الشكل نكتة كبيرة. ومازال البدري يتخبط ولا يشعر بحجم الخطأ الذي فعلته تصريحاته، ولا زال يعيش في وهم المؤامرة ودور الضحية التى كان يمكن لها أن تحقق الإعجازات وليست الانجازات مثل آخرين يلاحقون آذاننا وعيوننا على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد بان القوى الكونية تتحداهم وتقف فى طريق ابداعاتهم، وحقيقة أرثى لحال البدري ولا أعتقد أن هذا التفكير وهذه العقلية ستتيح للبدري فرصاً للنجاح مستقبلاً او سيتمكن من قطف ثمار توازى حجم جهده وانجازه التى ستحصدها كثرة تصريحاته فى الفاضى والمليان وبلا مناسبة، ولا مجال من وجهة نظري للنجاح إلا بتغيير الأفكار وقلة الكلام للسماح للعمل بأن يتحدث عن نفسه، وهذا من وجهة نظري أيضاً... مازال أمر بعيد جداً عن البدري، وأنصحه مخلصاً: من فضلك اعمل كثيراً وأصمت قليلاً يا بدري فكل يوم تخسر الكثير والكثير.