د ب أ ربما اعتاد المنتخب العراقي لكرة القدم عبر السنوات الماضية على المشاركة بالبطولات في أحلك الظروف بسبب ما مرت به بلاد الرافدين من أزمات سياسية وحروب عديدة ، لكن عزيمة لاعبي الفريق كانت دائما هي العنصر الحاسم في تحقيق أفضل النتائج الممكنة. مساحه اعلانيه ولا تخلو مشاركة أسود الرافدين في بطولة كأس الخليج المرتقبة (خليجي 22) بالعاصمة السعودية الرياض من المشاكل أيضا لكنها لا تتعلق هذه المرة بالأوضاع السياسية في بلادهم بقدر تعلقها بالأمور الفنية في الفريق إضافة لغياب أحد أبرز عناصر الفريق عن صفوفه في هذه البطولة. وما أشبه الليلة بالبارحة حيث فوجئ الجميع برحيل المدرب البرازيلي زيكو من منصب المدير الفني للفريق في نوفمبر 2012 قبل أسابيع قليلة من انطلاق فعاليات 21 بالبحرين متعللا بعدم وفاء الاتحاد العراقي للعبة ببعض البنود المتفق عليها بينهما ليصبح المدرب الوطني حكيم شاكر هو من تولى قيادة الفريق رسميا في البطولة. وقاد شاكر الفريق لبلوغ المباراة النهائية في خليجي 21 لكنه أصر على العودة لتدريب منتخب الشباب بعد انتهاء البطولة الخليجية وبالفعل قاد منتخب الشباب إلى إنجاز رائع حيث حصل الفريق للمرة الأولى في تاريخه على المركز الرابع في بطولة كأس العالم 2013 . وخلال مسيرة شاكر مع منتخب الشباب ، كان المنتخب الأول تحت قيادة الصربي فلاديمير بيتروفيتش الذي قاد الفريق من فبراير 2013 إلى سبتمبر من العام نفسه ولكنه خسر ست من المباريات السبع التي خاضها مع الفريق وفاز في مباراة واحدة ليرحل عن صفوف الفريق ويعود شاكر لقيادة أسود الرافدين. وسبق لشاكر أن قاد المنتخب العراقي للشباب إلى نهائي البطولة الآسيوية للشباب في 2012 بالإمارات ولكنه خسر أمام كوريا الجنوبية بضربات الترجيح كما قاد المنتخب العراقي إلى نهائي بطولة كأس غرب آسيا بالكويت في ديسمبر 2012 وخسر النهائي أمام نظيره السوري. ولكن خليجي 22 ستكون ذات أهمية خاصة بالنسبة لشاكر لأنه سيقود بعدها الفريق في بطولة كأس آسيا 2015 بأستراليا والتي تقام بعد شهرين فقط. ورغم غيابه عن عدة بطولات خليجية إما للانسحاب أو للابتعاد بسبب الأوضاع السياسية لبلاده ، كان للمنتخب العراقي نصيب رائع من تاريخ البطولة حيث أحرز لقبها ثلاث مرات في أعوام 1979 و1984 و1988 وكان أول من كسر احتكار المنتخب الكويتي للقب الخليجي. ولكن أسود الرافدين عانوا كثيرا من الظروف السياسة لبلادهم مما أبعدهم عن منصة التتويج لفترة طويلة بلغت 26 عاما. وبعد فترة من الغياب عن المشاركة في البطولة ، عاد أسود الرافدين للساحة الخليجية من خلال النسخة السابعة عشر التي استضافتها قطر في أواخر عام 2004 ولكنه خرج من الدور الأول لثلاث بطولات متتالية منها بطولة 2007 رغم فوزه في نفس العام بلقب كأس آسيا. ورغم ذلك ، وصل الفريق للدور قبل النهائي في خليجي 20 باليمن عام 2010 وأصبحت الخطوة التالية على طريق استعادة وضعه الطبيعي في كأس الخليج هو الوصول للنهائي والمنافسة على اللقب بقوة وهو ما تحقق بالفعل في خليجي 21 حيث خسر الفريق اللقب بالهزيمة أمام الإمارات في النهائي بصعوبة. وأصبحت الخطوة التالية لأسود الرافدين هي الفوز باللقب لتعويض عدم استضافة كل من خليجي 21 و22 حيث كان مقررا أن تقام النسخة الماضية في البصرة ونقلت إلى اليمن وتكرر هذا مع النسخة الجديدة لنفس الأسباب التي تتعلق باستعدادات التنظيم من ناحية والمخاوف الأمنية من ناحية أخرى. ويمتلك المنتخب العراقي كل المقومات التي تساعده على الفوز بلقب خليجي 22 خاصة وأن معنويات لاعبيه في أعلى درجاتها من خلال تغلبهم على كل الصعاب ووصولهم لكأس آسيا. وخلال الشهور الثلاثة الماضية ، فاز الفريق على كوريا الشمالية وبيرو بنتيجة واحدة هي 2/صفر كما تعادل مع اليمن 1/1 ومع البحرين سلبيا. ويعول الفريق كثيرا على خبرة لاعبيه الكبار وإن تلقى صدمة كبيرة بإصابة أبرز نجومه وهو الهداف الخطير يونس محمود (السفاح) ليحل مكانه اللاعب كرار جاسم في قائمة الفريق للبطولة وذلك في اللحظة الأخيرة. وتغلبت المجموعة الحالية من لاعبي الفريق على أبرز العقبات التي توقع البعض أن تعرقل مسيرتهم وهي عدم انتظامهم في دوري محلي يضمن لهم الانسجام سويا نظرا لانتقالهم بعيدا عن لهيب الحرب والغزو في العراق إلى اللعب في أندية خليجية عديدة ولكنهم تغلبوا على هذه المشكلة بالانصهار سويا في بوتقة المنتخب بعدما لعبوا إلى جوار بعضهم البعض لعدة سنوات. ويستهل الفريق مسيرته في البطولة بلقاء منافسه التقليدي المنتخب الكويتي في مواجهة تصلح لأن تكون نهائي مبكر لما تتسم به لقاءات الفريقين من قوة وإثارة إضافة إلى فوز كل منهما بلقب البطولة برصيد ثلاث مرات للعراق وعشرة ألقاب (رقم قياسي) للكويت. ثم يلتقي الفريق بعدها نظيره العماني قبل أن يختتم مسيرته في الدور الأول للبطولة بلقاء المنتخب الإماراتي في إعادة للمباراة النهائية لخليجي 22 .