كتب - أحمد أباظة مساحه اعلانيه تتشابك الكثير من النقاط الفنية عندما يكون معرض الحديث هو لقاء الكلاسيكو بين ريال مدريدوبرشلونة الإسبانيين، ولكن فى الوقت الحالى نسلط الضوء على مدى تشابه نقاط الضعف والقوة الذى وصل الفريقان إليه مؤخراً، والذى بدا أكثر وضوحاً الموسم الماضى ومطلع الموسم الحالى رغم التدعيمات الصيفية، وهو ما ينذر إما بكرنفال تهديفى، وإما بمباراة دفاعية مطلقة التحفظ. 1- حراسة المرمى: أخيراً بات من الممكن الثقة بحراسة المرمى فى برشلونة مع كلاوديو برافو، فبعد زمن طويل من التذبذب بقيادة فيكتور فالديس و.. بينتو، ربما لم يصل إلى مستوى فى غاية الارتفاع ولكن على أقل تقدير يحافظ على مستوى جيد ثابت، وهو ما افتقده الكتلان فى السابق، فيكتور فالديس على مدار 10 مواسم بين جدران النادى الكاتالونى لم يؤدى موسم بروعة الموسم الماضى، قبل أن يصاب. على الجانب الآخر يقف إيكر كاسياس فى حيرة من أمره قبل خوض أكبر تحديات البحث عن الذات المفقودة، حيث مر "القديس" باضطرابات عدة بدأت بإصاباته وفترة خلافه مع جوزيه مورينيو مدرب الريال السابق، قبل أن يستعيد مركزه الأساسى مطلع الموسم الحالى على جثة "دييجو لوبيز" الذى تم نفيه إلى ميلان الإيطالى، ولكن حتى لو كان مستوى كاسياس قد هبط مؤخراً، فإنه لا يقف على بعد خطوات بعيدة من برافو الذى يعيش أفضل فتراته حالياً. 2- خط الدفاع: يبدو أن العدوى قد انتقلت للريال، فبعد عامين من المعاناة الكاتالونية مع هذا الخط، أصبح نقطة ضعف مشتركة بينه وبين خصمه، سيرجيو راموس وبيبى يصدران الهفوات من آن للآخر، كارفاخال متميز ولكن إن غاب، يلعب أربيلوا بدلاً منه ولا داعى لذكر ما يحدث فى تلك الحالة، كوينتراو "ممتاز فى الاختراق" فقط، قلما تذكر له لقطات كتلك، فهو تارة يؤدى دوره الدفاعى بامتياز وتارة يتحول لثغرة قاتلة، أما مارسيلو فهو بالطبع متميز، لكن إن صادف ولم يكن فى يومه يعيد إلى الأذهان ذكريات كلاسيكو ال"1-0" عام 2009، وهو أمر لن يتذكره سوى من شاهده بدقة، ولا يريد أى مشجع مدريدى أن يتذكره. هذا فيما يخص من أصيب بها مؤخراً، أما عن "أصل الداء" فإن كان برشلونة قد دعم دفاعه بجيريمى ماثيو وتوماس فيرمايلين والظهير دوجلاس كوستا، فإن هذا لا يعنى إطلاقاً أن الأزمة قد انتهت، بيكيه مازال محتفظاً بأداء ردئ، وفيرمايلين لم نراه بعد وربما لن نراه، ومارك بارترا وإن كان تحسن مازال تنقصه الخبرة، ولا أعتقد أن هناك كاتالونى على استعداد لرؤية جاريث بيل "يهرب" مجدداً. يبقى ماسكيرانو وماثيو، أفضل لاعبين دفاعيين فى برشلونة منذ بداية الموسم، وهو ما يغنى عن اللجوء لأى من الأسامى الثلاثة أعلاه، ولكن تبقى معضلة "الارتكاز الدفاعى" أو قاطع الكرات فى وسط الملعب غير محلولة فى ظل تراجع مستوى سيرجيو بوسكيتس، وهو ما يرشح ماسكى لسد تلك الثغرة. أما الأظهرة ألبا وألفيس، فإن إنريكى بلا شك يعول على سرعة الأول وقدراته الدفاعية، وعلى أن يكون الثانى فى أفضل حالاته، لأنه لو صح العكس، لا أظن بوجود من نسى دور ألفيس الحاسم فى خسارة الكأس بالكلاسيكو الأخير. 3- خط الوسط: ربما يفتقد الريال أنخيل دى ماريا، ولكن إضافة تونى كروس لهذا الخط واضحة إلى جانب لوكا مودريتش، ربما يحتاج أنشيلوتى للدفع بقاطع كرات وهو لا يملك سوى واحد فقط "سامى خضيرة"، وهو الذى كاد أن يرتكب كارثة فى مباراة ليفربول الأخيرة فى أول لمسة له تقريباً، مما يجعل الأمر برمته مخاطرة فى الوقت الحالى لا حل لتفاديها سوى استمرار تبادل كروس ومودريتش الأدوار الدفاعية والهجومية. فى الوقت ذاته ليس من المستبعد على كارلو أنشيلوتى أن يضيف لمسة دفاعية كالتى تسببت فى خسارته أول كلاسيكو له بالدفع بأحد قلوب الدفاع (راموس أو بيبى) فى خط الوسط على أن يلعب الآخر بجوار فاران، ومن المرشح أن يكون بيبى عقب إثبات راموس لعجزه عن سد هذا المركز. بينما فى برشلونة نجد إيفان راكيتيتش فقط فى قمة مستواه، أندريس إنييستا يعيش فترة غير جيدة لكن من المتوقع خاصةً عقب مباراة أياكس الأخيرة أن يسترد مستواه، أما بوسكيتس فهو يمثل علامة استفهام كبرى منذ بداية الموسم، وكما سبق الذكر قد يحل ماسكيرانو محله مما يعنى أن هجوم ووسط الريال سيعانون كثيراً لتخطيه. 4- خط الهجوم: أفضل خطوط الفريقين على الإطلاق، الريال مسلحاً بكريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة الذى بدأ فى استغلال مواهبه ومهاراته بالشكل الأمثل مستفيداً من تقدم "الدون" لجواره، إلا أن خاميس رودريجيز وجاريث بيل لم يقدما المنتظر منهما حتى الآن، خاميس يعانى أزمة ثقة واضحة، أما بيل فلا يوجد تفسير لذلك سوى عدم إجادته للعب على الجهة اليمنى، لكن اليسرى قد خلت أخيراً بتقدم رونالدو لأداء دور المهاجم الثانى فى 4-4-2 الجديدة، فهل بقيت أعذار؟ على الجانب الآخر ليونيل ميسى استفاق أخيراً بعد موسم مزرى، نيمار وجد نفسه فى برشلونة بعد عام من المعاناة، بيدرو خرج ولم يعد منذ عام ونصف، منير الحدادى مستقبل يبدو مشرق ولكن الاعتماد عليه فى ليلة بتلك الأهمية قد يقتله، وأخيراً النجم المنتظر لويس سواريز، والذى من المستبعد مشاركته أساسياً، إلا أن الدور الجديد الذى يتم إعداده له عقب تغير أدوار ميسى ونيمار بشكل واضح تحت قيادة إنريكى يفتح له أبواب التألق، فقط إن اندمج فى إطار المنظومة.