تغشى العلاقة التى تربط العالمى محمد صلاح باتحاد الكرة بعض الغيوم ويكتنفها الوهن وتقل الثقة بين الطرفين وهذا يؤثر على أداء اللاعب ويضعف من إنتاجيته.. وقد وضح هذا جلياً فى مشاركته الأخيرة مع المنتخب الوطنى أمام النيجر والتى انتهت بسداسية نظيفة.. فرغم أن صلاح كان أبرز نجوم اللقاء وأكثرهم حركة ونشاطاً وأدقهم تمريراً وأفضلهم تعاوناً مع الزملاء غير أنه أصيب بالشرود والتشتت الفكرى عندما تصدى لضربتى جزاء وتمكن الحارس من صدهما وساند الله صلاح فى الثانية عندما ارتدت الكرة أمامه ليكملها مرة أخرى داخل الشباك.. من الإنصاف أن نعترف بسوء نوايا اتحاد الكرة وتربص أعضائه بالعالمى وسعيهم للتراجع فى تنفيذ شروطه والتخلى عن وعودهم له.. وليس هذا تجنى عليهم فهم كذلك لا يمكن انتمائهم على عهد أو ضمانهم الوعد خاصة إذا كان هذا سيكلفهم مشقة مادية وإدارية.. ولعل صلاح يدرك هذا جيداً فطلب منهم قبل مغادرته الوطن منحه صكاً مكتوباً بالوفاء بما طلبه على أن يتم التحاور بينهم وبين وكيله رامى عباس فى كل مرة قبيل الاستدعاء.. وبالطبع الجهابذة وجدوا فى هذا التحاور عنفاً غير لائق وتنازلاً غير مقبول فأعلن كبيرهم هانى أبو ريدة لجوئه للمحكمة الرياضية الدولية للفصل فى هذا النزاع وصرح بأن اللاعب مهما علا قدره وسمت قيمته فهو ملك لمنتخب بلاده بكل مخرجاته ومعطياته. ولعلى هنا أرى أن أبو ريده وهو الدولى والعالمى قبل أن يولد صلاح فى قرية بسيون قد أخطأ وجانبه الصواب وليس عن جهل وإنما عن عمد.. اللاعب لم يطلب لبن العصفور ولم يشأ إحراج الجبلاية وإنما أراد له ولزملائه السلامة والأمان والراحة وعدم استخدام شهرته وسيطة لأغراض شخصية كما حدث فى روسيا ومعسكر الشيشان عندما زجوا به وبهم فى الأتون السياسى واستغلوه للتكسب والتربح عندما تولى بعض المنفلتين من اللاعبين إدارة حجرته وكأنها استديو للتصوير بمقابل مادى باهظ للدقيقة وليس الساعة كذلك عندما قام نجل العضو الفلانى وقريبه العضو العلاَّنى بتنظيم زيارات لغرف اللاعبين فى أوقات متأخرة من الليل وكذلك الصباح الباكر للتصوير وأخذ لقطات تذكارية بمقابل مادى كبير.. بعض أعضاء اتحاد الكرة ونفر من اللاعبين الدوليين يترهلون ويتكالبون على التربح المادى على حساب النزاهة والأمانة بل وضد المصلحة الوطنية العليا.. ولابد أن ننصح أبو ريدة حتى لا يكابر ويعاند ويتعنت أمام شروط صلاح لأنها ليست مجحفة ولا تمثل خرقاً فى الأعراف الدولية.. فاللاعب الموهوب سبق وأن استخدم طائرة خاصة على حساب ناديه الإنجليزى ليفربول ليحضر حفلاً لتتويجه كأفضل لاعب بالقارة السمراء حتى يضمنوا سلامته وعدم ارهاقه.. أما نحن فيصعب علينا أن نوفر له تذكرة فى الدرجة الأولى برحلة طيران عادية ويظل واقفاً بالساعات فى طوابير الانتظار أمام شبابيك الجوازات ثم تدفعه فى مشاهد ومحافل سياسية تشتت فكره وتقلل تركيزه.. وفى النهاية نطالبه بالإبداع.. ويا جبلاية اتقوا الله فى موهوبينا وعاملوهم معاملة طيبة حتى يتمكنوا من تقديم كل ما لديهم لخدمة وطنهم. شوقى حامد