سيناريو غير متوقع بالمرة ذلك الذي مر علي الأهلي في لقاء الذهاب من نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الوداد المغربي أمس السبت حيث انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق رغم أن حسام البدري مدرب الأهلي لم يلجأ للفلسفة في التشكيل الذي خاض به ذهاب النهائي حيث دفع بشريف إكرامي في حراسة المرمي في خط الدفاع لجأ للدفع بمحمد نجيب وسعد سمير وعلي معلول واستعاد أحمد فتحي. في خط الوسط دفع برامي ربيعة وعمرو السولية وعبد الله السعيد العائد من الإصابة ومؤمن زكريا في خط الهجوم يأتي جونيور أجايي ووليد أزارو. كان الأهلي يحتاج الخروج بنتيجة جيدة تخدمه في لقاء الإياب الذي يجري السبت المقبل في المغرب وحاول لاعبوه لكن تفوق حسين عموتة مدرب الوداد تكتيكيا علي حسام البدري بعد أن أدي فريقه بشكل جيد للغاية والتزام لاعبوه بالأدوار الدفاعية لتخرج المباراة بأفضل نتيجة ممكنة للوداد الذي وضع نصب عينيه نتيجة لقاء النجم الساحلي التونسي الأخيرة التي فاز فيها الأهلي بسداسية . لكن تبقي كل الخيارات متاحة أمام الأهلي في لقاء الإياب برغم صعوبة الموقف حيث يحتاج للفوز أو التعادل بأكثر من هدف لضمان التتويج . وإن كان الأهلي قد نجح في سنوات سابقة في تحقيق لقب البطولة خارج أرضه وابرزها أمام الصفاقسي التونسي تحت قيادة مانويل جوزيه والترجي تحت قيادة البدري. شوط متعادل لم يستهلك الأهلي الكثير من الوقت من بداية المباراة فالهدف الأول عن طريق مؤمن زكريا جاء في الدقيقة الثالثة من عمر الشوط الأول بعد تمريرة رائعة من عبد الله السعيد حيث تسلم مؤمن الكرة علي حدود منطقة الجزاء وسددها بيسراه في مرمي الوداد معلنا عن تقدم المارد الأحمر ليظن الجمهور الذي حضر اللقاء بكثافة أن المباراة ستكون إعادة للقاء النجم الساحلي الذي فاز فيه الأهلي بسداسية. استمرت معنويات الأهلي وجماهيره المرتفعة في اللقاء بعد الهدف وحاول الأحمر تسجيل الهدف الثاني فمن ثاني أخطر كرات المباراة للأهلي لعب عبد الله السعيد بينية بالرأس سبق وليد أزارو مدافع الوداد إليها لكنه سددها في العارضة ليُحرم الأهلي من الهدف الثاني. عقب إضاعة أزارو للفرصة الأقرب للتسجيل بدأ الأهلي في فرض سيطرته علي اللقاء طوال الربع ساعة الأول من هذا الشوط وبدأ الأحمر ولاعبوه في الاعتماد علي مجموعة من الجمل التكتيكية لكن ما كان ينقص الأهلي في المباراة وتحديدا المهاجمون هو إنهاء الهجمات حيث فشل أزارو في التسجيل أولا وعاد بعدها أجايي في الدقيقة 14 من الشوط الأول ليسدد الكرة من علي حدود منطقة الجزاء لكنها جاءت خارج المرمي. طوال الربع ساعة الأولي لجأ لاعبو الوداد إلي السقوط في أكثر من مناسبة _حتي بدون احتكاك مع لاعبي الأهلي_ وهو ما أثار حفيظة لاعبي الأهلي الذين حاولوا التحدث مع الحكم الأثيوبي تيسيما باملاك بخصوص إضاعة الوقت من جانب الفريق الودادي . الذي نجح في تهدئة الأجواء بعد إحراز الأهلي للهدف الأول. علي عكس سير المباراة وعكس توقعات الجماهير الحمراء التي حضرت بالآلاف تمكن الوداد المغربي من تدارك الموقف واستعادة الثقة وحقق ما أراد في الشوط الأول حيث أحرز هدف التعادل في الدقيقة 16 من اللقاء وذلك بعد عرضية متقنة من محمد أوناجم علي رأس أشرف بن شرقي الذي سجل في يمين إكرامي الذي اكتفي بالمشاهدة وسط رعونة وتأخر من سعد سمير مدافع الأهلي في إبعاد الكرة عن المناطق الخطرة. بعد إحراز الوداد للهدف بدأ في التراجع بشكل تدريجي إلي منطقة الجزاء مستغلا التكتلات الدفاعية مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة مستغلا سرعات لاعبيه التي كانت واضحة في هذا الشوط في ظل محاولات الأهلي مستميتة لإحراز الهدف الثاني وهو ما أتاح الفرصة للاعبي الوداد لاستغلال المساحات بعد أن أعطي حسام البدري التعليمات للثمائي علي معلول الظهير الأيسر وأحمد فتحي الظهير الأيمن للتقدم ومساندة الهجوم. محاولات الوداد عن طريق الهجمات المرتدة لم تسفر عن أي خطورة وانحصر لعب الوداد في منطقة وسط الملعب التي حاول حسين عموتة مدرب الفريق المغربي السيطرة عليها ليمنع الأهلي من فرض سيطرته علي المباراة. التغيير الأول للوداد المغربي جاء اضطراريا بخروج محمد أوناجم صاحب عرضية الهدف في الدقيقة 26 من المباراة وذلك بسبب الإصابة ليدخل عبد العظيم خضروف إلي المباراة. بعد محاولات مستمرة من جانب الأهلي وقبل نهاية الشوط الأول لجأ أحمد فتحي إلي لعب عرضية متقنة علي رأس جونيور أجايي لكنه لعبها خارج المرمي وذلك قبل نهاية هذا الشوط بدقيقتين. شوط سلبي انطلاقة الشوط الثاني لم تختلف كثيرا عن الشوط الأول حيث حاول الأهلي الضغط من البداية لتسجيل هدف مبكر ولجأ الوداد لدفاع المنطقة مكتفيا بالهدف الذي سجله في الشوط الأول حيث حقق ما أراد. بداية الأهلي جاءت قوية ونجح من خلال جملة بين مؤمن زكريا وأجايي من الوصول للمرمي ومن داخل منطقة الجزاء سدد مؤمن الكرة في جسد المدافعين في الدقيقة 54 من عمر المباراة. بعد هجوم الأهلي الضاغط في الدقائق العشر الأولي حاول الوداد تخفيف الضغط من خلال الخروج من المناطق الدفاعية لإبعاد الخطورة عن مرمي زهير العروبي ولاحت لمؤمن زكريا أكثر من فرصة "غير خطيرة" نظرا لتواجد المساحات لكن ضاعت أمام الدفاع. نقطة التحول في المباراة وتحديدا في الشوط الثاني كان بطلها وليد أزارو والحم الأثيوبي بعد أن تغاضي الحكم عن احتساب ركلة جزاء صحيحة لوليد أزارو بعد تدخل عنيف من الدفاع الودادي عليه في الدقيقة 57 من المباراة. بعد تأخر الهدف لجأ حسام البدري للتبديل الأول بنزول وليد سليمان العائد من الإصابة بدلا من جونيور أجايي وذلك بعدما ظهر اللاعب بعيدا عن مستواه طوال المباراة وحاول البدري استغلال تواجد وليد علي حدود منطقة الجزاء إلي جانب معاونة عبد الله السعيد في وسط الملعب. عبد الله السعيد لم يجد المساحات الكافية في المباراة لكن في المرات القليلة التي نجح في الهروب من الرقابة الدفاعية ومن خلال جملة بين السعيد ومعلول في الدقيقة 70 وصل معلول إلي منطقة الست ياردات ولعب عرضية لكن الدفاع أخرجها من أمام وليد أزارو مهاجم الأحمر. أخطر كرات الوداد تمثلت في الهجمات المرتدة عن طريق أشرف بن شرقي الذي أتعب دفاع الأهلي كثيرا في المباراة واستطاع استغلال الوقت في تهدئة الأهلي وتخفيف الضغط علي مرمي العروبي. لجأ البدري للتبديل الثاني بنزول أحمد حمودي بدلا من رامي ربيعة وقرر المدير الفني للأهلي المجازفة بخروج ربيعة من خط الوسط مع عودة عبد الله السعيد لمعاونة عمرو السولية في الدقيقة 77 . كما لجأ حسين عموتة للتبديل الثاني بنزول الإيفواري دوا بدلا من إسماعيل الحداد في الدقيقة 83 من المباراة. لجأ البدري للتبديل الثالث وآخر الأوراق الهجومية الممثلة في عماد متعب الذي اشترك بدلا من وليد سليمان الذي تعرض للإصابة وذلك في الدقيقة 86 من عمر المباراة لتأتي أخطر وآخر الكرات من جانب الأهلي عن طريق عماد متعب الذي تسلم كرة علي حدود منطقة الجزاء وسدد كرة أرضية لكنها مرت بجوار القائم . وبرغم احتساب الحكم باملاك لأربع دقائق بدلا من الوقت الضائع لم يتمكن الأهلي من تعديل الأوضاع لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق. مهمة الأهلي صعبة لكنها ليست مهمة مستحيلة في المغرب فالفريق الذي سيخوض إياب النهائي السبت المقبل يتوجب عليه تحقيق الفوز علي الوداد علي أرضه أو التعادل بأكثر من هدف لضمان الفوز بدوري أبطال أفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه.