لا جديد. الأهلي فاز بالدوري. وهو الدرع رقم 39 في تاريخه. ليسجل نادرة أخري في التاريخ وهو تحقيق رقم قياسي في الفوز بدرع الدوري بالنسبة لأقرب منافسيه.. حيث أن عدد مرات فوزه بالدرع ضعف عدد فوز مرات فوز الزمالك بالدرع. لكن حقا. لا جديد هذا الموسم في الأهلي.. أشك. هناك جديد. يستحق التأمل.. الجديد هو سؤال شائك قد يهرب منه البعض مختبئين خلف الصورة التذكارية مع الدرع. السؤال هو لماذا لم يفرح الأهلاوية هذا الموسم مع أن لغة الأرقام التي حققها المارد الأحمر فيه. تقول أن الأهلي هو الفريق الوحيد الذي لم يهزم ولا مرة في بطولة الدوري.. بل إنه لم يتلق غير 9 أهداف علي مدار شهور المسابقة. وهو الفريق الوحيد في العالم أيضا الذي لم يهزم لمدة 4 شهور في عام 2016 ولم يهزم ولا مرة أيضا في 2017 .. وهي أرقام قياسية كفيلة بأن ترضي غرور محبي القلعة الحمراء.. لكن هذا لم يحدث. الذي حدث أن الجمهور شعر بأن هناك عنصر غير موجود هذا الموسم في فريقه. عنصر المتعة. مع كل مباراة يفوز فيها الأهلي يخرج جمهوره راضي عن النتيجة لكنه رضا مشوب بعدم الإستمتاع. لم يستخرج المارد الأحمر كعادته أهات المتعة الكروية من جمهوره العاشق. ساد شعور عام أن فوز الأهلي بالدوري وتحقيق هذه الأرقام نتيجة ضعف الخصوم المبالغ فيه.. وفقط. يبحث الجمهور دائما عن لمسة حلوة. جملة تكتيكية جديدة. نجم يلتفون حول مهاراته وكاريزمته في الملعب. لكن بحثه غالبا كان يبوء بالفشل بعد كل مباراة. بالرغم من الفوز.. إذن ما الحكاية. الحكاية أن الفريق هذا الموسم إفتقد للنجوم. اللاعبين الذين يستطيعون صناعة الفارق. يستطيعون أن يغيروا مجريات الأمور بلمسة حلوة تنزع الأهات من حناجر الجمهور.. في هذا الجيل كان يمكن أن يؤدي هذا الدور بكفاءة عالية رمضان صبحي نجم ستوك سيتي الحالي.. أو تريزيجيه لاعب أندرلخت. ولا أنكر أيضا أن هذا الجيل مظلوم لأنه جاء بعد جيل أسطوري وهو جيل أبوتريكة وبركات ووائل جمعة.. جيل أهلي أبو تريكة لم يكن كأي جيل. جيل شهد إنجازات لم تكن مسبوقة علي مستوي البطولات والأداء الجمالي. وإرتبط هذا الجيل أيضا بإنجازات مماثلة للكرة المصرية وثلاث بطولات متتالية لكأس الأمم الإفريقية.. الجيل الحالي موضوع إجباري في مقارنة دائمة مع جيل إسطوري في تاريخ الأهلي ومنتخب مصر. لكن الجمهور الاحمر معذور أيضا لأنه إعتاد علي البطولات المصحوبة بمتعة كروية.. ليست تلك التي تأتي بسهولة نتيجة ضعف الخصوم وحسب. بدون نقاط مضيئة تذكر للاعبي الفريق. هدف جميل. لمسة سحرية تضع المهاجم أمام المرمي مباشرة.. حتي اللاعبين الحاليين الذين كان من الممكن ان يعول عليهم إضافة بهارات المتعة علي البطولات الأهلاوية.. مثل عبد السعيد ووليد سليمان تشعر أنهم فقدوا شغف اللعب الجميل ويرضون بأقل القليل في الملعب. مادام الفريق في النهاية سوف يفوز.. أما اللاعبون الجدد فتستطيع أن تصفهم وأنت مرتاح البال انهم كمالة عدد.. حتي لو كانت الحجة أن اغلبهم لم يحصل علي فرصة إثبات الذات من المدير الفني.. لأن الحقيقة ان البدري تقريبا أعطي للجميع الفرصة بدرجات متفاوتة لكن لم يضئ أيا منهم في الملعب بشكل يلفت إنتباه الجمهور المتعطش للمتعة.. بإستثناء تقريبا أكرم توفيق وصالح جمعة .. الذان من الممكن أن تكون موهبة إحداهما هي الكنز الذي يبحث عنه الجمهور.. وشخصيا غير متفائل بصالح لظروف أخلاقية كفيلة بقتل أي موهبة وحكاية إبراهيم سعيد ليست ببعيدة. إذن الخلاصة أن دولاب الأهلي العامر بالبطولات. قد أضيف فيه درعا جديدا لكنه ناقص حتة.