واصل عصام الحضري. الحارس الأسطوري لكرة القدم المصرية. إعجازاته بعدما نجح في قيادة الفراعنة لنهائي أمم إفريقيا في الجابون. وواصل تحطيم الأرقام القياسية ليصبح أعظم حراس القارة السمراء طوال التاريخ. وتتغني باسمه جميع وسائل الإعلام في العالم. بفضل الإنجازات التي يحققها رغم تخطيه العام 44 وما يزال يتألق بشكل لافت للأنظار. الحضري. أصبح أسطورة حية ما تزال تؤدي وبقوة. حيث أصبح أكبر لاعب يشارك في تاريخ نهائيات أمم إفريقيا. وبفضل تألقه الرائع قاد الفراعنة لعبور نصف نهائي البطولة القارية بصدات إعجازية. في ركلات الترجيح أمام بوركينا فاسو في نصف النهائي.لينجح في الوصول بالفراعنة إلي النهائي بحثا عن اللقب الثامن في التاريخ. وباتت جميع وسائل الإعلام في العالم تتحدث عن عصام الحضري. والذي يتحدي الزمن. في موعدة جديد مع نهائي كأس الأمم الأفريقية. وهو يحاول إثبات تفوقه رغم الظروف الصعبة التي تعرض لها. ورحيله عن صفوف الأهلي ولكنه أصر وقاتل ليحافظ علي مكانه في التشكيل الأساسي للمنتخب. ويؤكد أنه أسطورة بمعني الكلمة. "الكورة والملاعب" تحاورت مع عصام الحضري. علي هامش مشاركته مع الفراعنة في بطولة أمم إفريقيا في الجابون. وطرحت عليه العديد من التساؤلات التي أجاب عنها في الحوار التالي قبل ساعات من موقعة النهائي: **كيف تصف نجاحك في حفر اسمك كأكبر لاعب يشارك في أمم إفريقيا؟ إنجاز عظيم ويسعدني كثيرا حديث الإعلام في العالم عنه. ولكن لأكون صادقا الألقاب الفردية التي أهتم بها كثيرا. الأهم هو اللقب الجماعي. التتويج بلقب أمم إفريقيا هو هدفي الأساسي. وبعد ذلك أبدأ في البحث عن الألقاب الفردية. وأسعد بها وهو شيء يدعو للفخر أن أكون أكبر لاعب يشارك في تاريخ نهائيات أمم إفريقيا. ولكن ذلك في النهاية لن يكون له أي أهمية. إذا لم يتوج المنتخب المصري بلقب البطولة القارية. **ولكنك قاتلت لتشارك أساسيا مع المنتخب؟ صدقني. كنت حزينا للغاية لإصابة زميلي شريف إكرامي. وأحمد الشناوي مع بداية البطولة. فهذا الثنائي متميز للغاية وهما مستقبل حراسة المرمي في مصر. خاصة وأن مشواري مع الكرة لن يكون طويلا بعد تخطي العام 44. وبالتالي فإنني كنت حزينا لإصابة الثنائي مع بداية المنافسات وعودة الشناوي إلي القاهرة. وكنت أتمني أن يستمر معنا في الجابون. من أجل الاحتفال باللقب القاري. وأعتقد أنه من حقي أن أجتهد وأقاتل لألعب أساسيا في تشكيل المنتخب. فأنا من النوع الذي يكره الجلوس علي دكة البدلاء وبالفعل قاتلت حتي حصلت علي الفرصة مرة أخري. وتمسكت بها ولن أتنازل عنها مرة أخري. **هل حزنت لتواجدك احتياطيا في بداية البطولة؟ اعترف بانني أحزن للتواجد علي الدكة. فأنا أري أن مكاني دائما في المرمي وداخل الملعب. وأكون في حالة سيئة للغاية إذا ابتعدت عن حراسة الشباك والاكتفاء بمتابعة المباريات من الخارج. فالأمر لا يطاق وغير محتمل. ولكنني كنت أدعم زميلي أحمد الشناوي ووقفت بجانبه ودعمته في البداية. قبل أن يتعرض للإصابة ويغادر البطولة ويعود إلي القاهرة. أنا شخص أرفض البقاء علي دكة البدلاء وسأقاتل حتي آخر نفس في حياتي. من أجل الاستمرار مع الفراعنة وتحقيق كل أحلامي وأحلام الشعب المصري. **متي يفكر الحضري في الاعتزال؟ طالما أنني ما أزال قادرا علي العطاء سأستمر في مكاني. ولن أعتزل وأشعر بالفعل أنني لدي القدرة علي العطاء للعديد من السنوات المقبلة. فبعد رحيلي عن الأهلي لسيون السويسري. وعودتي مرة أخري إلي مصر. ورفض النادي الأحمر التعاقد معي مرة أخري. ظن الجميع أنها النهاية بالنسبة لي وأنني سأعتزل بل وطالبني البعض بضرورة الاعتزال. ولكنني رفضت كل ذلك وتمسكت بأحلامي وتحديت الجميع. وحاليا أصبحت الحارس الأساسي للمنتخب. وأكبر لاعب يشارك في نهائيات أمم إفريقيا طوال التاريخ. لن أعتزل حتي أشعر بأنني أصبحت غير قادر علي تقديم نفس مستواي الطبيعي وحينها سأرحل. **هل ستعتزل إذا وصلت للمونديال؟ كما قلت ما زلت أشعر بأنني قادر علي العطاء. وبالتالي لن أفكر في الاعتزال. بالطبع الوصول لمونديال روسيا هو حلم حياتي حيث أنني حققت جميع البطولات مع الأندية والمنتخب. باستثناء المشاركة في كأس العالم. وأعتقد أنه حان الوقت أن نقاتل من أجل تحقيق هذا الحلم الكبير. والذي ينتظره الشعب المصري من عام 1990. وإذا وصلت مع المنتخب للمونديال وشعرت بعدها بالرغبة في الراحة والاعتزال. سأعلنها علي الفور ولكنني بالفعل قادر علي العطاء للعديد من السنوات. **وهل المنتخب أصبح قريبا من روسيا؟ لأول مرة في تاريخ مشاركاتنا بتصفيات المونديال. نصبح في هذا المكان القريب من التأهل. فنحن حققنا الفوز في أول مباراتين وحصدنا ست نقاط أمام الكونغو برازافيل وغانا. وأعتقد أننا نمتلك فرصة من ذهب لبلوغ كأس العالم في روسيا. إذا فزنا في مباراتي أوغندا ذهابا وإيابا ثم الكونغو برازافيل في القاهرة. حيث لن تكون مباراة غانا الأخيرة في المجموعة ذات أهمية. وسيكون التأهل حسم بشكل نهائي لصالح الفراعنة. وهو ما سنقاتل من أجله طوال الفترة المقبلة. **هل الجيل الحالي يختلف عن جيل أبو تريكة وحسن شحاتة؟ بالطبع هناك بعض الفروق من حيث المهارة والخبرات والإمكانيات. ولكن الجيل الحالي يختلف في أنه يضم شباب أكثر. وبالتالي هم مستقبل الكرة في مصر وأمامهم سنوات طويلة للاستمرار علي القمة. حيث استغرق بناء هذا الفريق سبع سنوات كاملة للوصول إلي هذه المجموعة الحالية من اللاعبين. وأعتقد أن الجيل الحالي يتميز بأن معظمه يلعب في دوريات كبيرة في أوروبا. علي عكس السابق حيث كان أغلب لاعبي المنتخب من الدوري المحلي. ولكن دائما الميزة التي تربط بين جميع الأجيال. هي حب الوطن. فكل جيل وصولا إلي الجيل الحالي يعشق تراب مصر. ولدي كل منهم القدرة علي القتال من أجل إسعاد الشعب المصري. وأعتقد أن هذه الميزة لا تتوافر لأي منتخب آخر في إفريقيا غير منتخبنا. فهناك بعض النجوم يرفضون الانضمام لمنتخبات بلادهم ويفضلون الأندية. ولكن ذلك لم يحدث يوما في تاريخ المنتخب المصري. أن رفض لاعب التواجد وفضل ناديه علي الفريق. **وكيف تقيم هيكتور كوبر مع المنتخب؟ كوبر. مدرب رائع للغاية. قادر علي قراءة أي خصم بالشكل الأمثل. وأفضل ما لديه أنه يلعب بالعناصر المتوافرة أمامه ويخرج منهم أفضل ما لديهم. ودائما يحاول تحسين الأداء. ويكفي أن المنتخب المصري تطور كثيرا تحت قيادته في الفترة الماضية وخاصة في الجانب الدفاعي. وبات مرمي الفراعنة مغلقا في وجه جميع المنتخبات التي تواجهه. بجانب قدرته علي خطف جميع المنتخبات التي يواجهها بسرعة بأهداف قاتلة بفضل الالتزام الخططي الكبير. وتنفيذ اللاعبين لتعليمات الجهاز الفني بالحرف الواحد. حيث أنه لا يسمح لأي لاعب بمخالفة تعليماته مهما كان اسمه ونجوميته. وأعتقد أن كوبر يسير في طريق إعادة المنتخب المصري لسابق عهده. وسيصل بنا إلي نهائيات كأس العالم في روسيا. **بعيدا عن المنتخب. كيف تخطط لمشوارك مع دجلة؟ مستمر في صفوف وادي دجلة. وهو أكثر الأندية المحترفة في مصر. حيث يمتلك إدارة رائعة للغاية بقيادة ماجد سامي وسعيد للغاية بالتواجد في صفوف هذا الفريق. وأعتقد أنني لاعب محظوظ للغاية بأن شاركت مع العديد من الأندية في الدوري. ولكن سعادتي لا توصف بالتواجد في دجلة. والتدرب تحت قيادة الرائع فكري صالح. الذي طور مستواي كثيرا وساعدني علي التواجد في صفوف المنتخب. **ولكن هل ما زلت تتمني العودة للأهلي؟ لا أنكر أنني ما زلت أحلم بأن أنهي مشواري في صفوف النادي الأهلي. لأنه بيتي وأعتقد أن هناك العديد من الأشخاص رحلوا عن النادي بطريقة أسوأ من طريقة رحيلي. ومع ذلك عادوا مرة أخري وبدون أي مشاكل. ولكنني وحتي نهاية مشواري مع كرة القدم سأظل أحلم بأن ألعب في صفوف الأهلي مرة أخري. وأن أنهي مشواري مع كرة القدم مع هذا النادي العملاق.