الواجب يقتضي أن نوجه خالص الشكر إلي إمارة الشارقة وإلي أميرها الفارس العربي النبيل المبدع الشيخ سلطان القاسمي.. وإلي الإمارات العربية عموما.. نعم الإخوة أنتم ونعم الناس عندما قررتم احتضان نوعية جديدة من المسابقات النافعة والمختلفة والمحترمة في نفس الوقت لاختيار منشد العرب من الشارقة.. تبارت الأصوات والحناجر بالابتهال والانشاد والصلاة والسلام علي خير البرية سيدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم. تأتي هذه المسابقة في وقت انتشرت فيه نوعيات عديدة.. غالبا هي فراغ يبحث عن فارغ بأساليب فارغة إلا قليلا.. وفوق كل هذا تسيطر عليها العاب الدجل والاحتيال بحثا عن أرباح. الشارقة التي هي دائما وابدا مختلفة.. احتضنت أهل الانشاد.. واكتمل المشهد بظهور صوت بديع ورائع لشاب بنهاوي ينتمي إلي محافظة القليوبية.. وعندما قدمته مني الشاذلي ورأيناه لأول مرة.. أعادنا إلي زمن الابتهالات الكبري.. النقشبندي والفشني وعلي محمود.. وها هو الشاب محمود هلال الفائز باللقب والمفاجأة رغم تمكنه من المقامات الموسيقية.. إلا أنه لم يدرس المزيكا فهو خريج أزهري درس الشريعة وقد وضع قدمه علي الطريق عندما كان عمره 9 سنوات الصوت ساحر.. ويجذبك من أول طلة.. وقد تجلت محبة أهلنا في الشارقة عندما قدموا "هلال" بأسلوب يكشف عن مدي محبتهم لكل ما هو مصري.. وبلغ الأمر ذروته عندما فاز "هلال" علي باقي منافسيه.. ويكفي أن أقول لك إن لجنة التحكيم كانت تضم عملاقا من اساتذة الغناء العربي وهو النجم التونسي لطفي بوشناق.. المدهش أن إذاعة القرآن الكريم عندنا.. قررت أن تضم الفتي الموهوب إلي كتيبة المنشدين المعتمدين لديها ونحن نتمني أن ينطلق صوته في أقرب فرصة. المواهب في بلادنا موجودة ليس فقط في مجال الغناء والرقص وما إلي ذلك.. لكن الأهم في هذا الميدان الروحاني الذي يجمع بين روعة الإنشاد الديني.. والابتهالات وما فيها من فن له قيمة ترقي بالنفس. وقد كانت بلادنا وما تزال رائدة في ميدان التجويد والتلاوة والإنشاد.. واظن أن الواجب يحتم علي إذاعة القرآن الكريم ان تتبني مسابقة كبري تتيح لها الخروج بأسماء جديدة واعدة في هذا المضمار وما أحوجنا إلي لفت انتظار الشباب إلي لون يكاد ينقرض.. وللأسف لم نسمع بمسابقة الشارقة.. الوقورة.. لأن مسابقات الهلس الأخري تجر الاعلام خلفها وكأنها مؤامرة علي الذوق العربي العام ويبدو أن هذا هو قدر كل عمل كريم يهمس بصوته الرقيق.. وسط الضجيج والصخب والهلوسة وهي أمور تسيطر علي حياتنا.. إلي جانب نفايات الاعلام التي تداهمنا أناء الليل وأطراف النهار بما تلقيه علي اسماعنا وابصارنا وعقولنا.. ولكن يشاء السميع العليم أن يفتح أمامنا نافذة من النور وان كانت ضيقة.. لكنها كافية لكي تعيد إلي التوازن والثقة حيث لن يصح إلا الصحيح رغم المكائد من هنا وهناك.. وها هو هلال بنها يطل علينا من الشارقة.. ليؤكد هذا المعني بقوة.