** عندما يواجه منتخبنا الوطني اليوم الاحد الكونغو برازافيل في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا العام المقبل يكون قد مر 26 عاما علي آخر مشاركة لنا في مونديال ايطاليا الذي لم نخرج منه سوي بهدف مجدي عبد الغني ( اللي مصدع دماغنا به ). وجمله شهيرة قالها الراحل محمود بكر رحمه الله وهي: (عدالة السماء تنزل علي ستاد باليرمو). وبخلاف ذلك كانت مشاركتنا كحلم خاطف بعد الخروج من الدور الاول. 26 عاما مرت. ونحن نصل الي عين الماء ولانشرب .. نداعب الظمأ حين يتراقص أمامنا السراب فنظنه ماء. ومانلبث حتي نكتشف أننا خارج دائرة الأمل. فنكتفي مرغمين (بمصمصة الشفاة ) علي أضغاث أحلام لم تكتمل. ونتعايش معها علي أنها: حلم منتظر.. لعل وعسي نصل الي مونديال قد اقترب وماهو بمقترب.!. 26 عاما.. أختلفت فيها المدن والبلاد التي احتضنت 6 مونديالات. كنا فيها من الشاهدين علي تألق منتحبات ولاعبين. وايضا مشجعين لفرق (من باب أن القرعة تتباهي بشعر بنت اختها).. وبالطبع في تلك السنوات.رحل عن دنيانا بعض الحالمين بصعود منتخبنا لكأس العالم وصعدت أرواحهم الي العالم الآخر. هذه المرة.. كل لاعبي المنتخب كانوا ومازالوا من الحالمين مثلنا بالتأهل للمونديال.. كل لاعب من لاعبي منتخبنا شاهد - منذ كان طفلا- ( أجيال ورا أجيال) وهي تخفق في الوصول الي البئر. وإذا وصلوا لايشربون. والأسباب معروفة ومكررة ومزمنة .. إفراط في الثقة أمام فرق (غلبانة ) وتفريط في الفرص الواحدة تلو الآخري. حتي جعلونا ظمآي ننتظر شربة تروي كبرياءنا. بعدما شربنا حتي الثمالة من كأس الأمم الأفريقية. ولم نشرب ولو مرة واحدة - بعد ايطاليا 90- من كأس العالم..وكم من المرات الأليمة التي وصل بنا الأمر أن ننتظر نتائج الآخرين. أو نلعب علي نقطة فتضيع نتيجة الشحن الزائد والباهت. هذه المرة .. كل لاعبي منتخبنا علي دراية كاملة بأن التعادل في مثل هذه التصفيات لايفيد. وأن الفوز خارج الأرض هو الحل الوحيد لحصد نقاط تزيد من فرص التأهل وتحمي مبكرا بطاقة الترشيح من ذوابع الريح. في منتخبنا الحالي مجموعة من اللاعبين المميزين والمتجانسين. فمنهم الخبرة. ومنهم الحريف. ومنهم المقاتل ومنهم المجتهد والغيور.. ومعهم جهاز فني سواء اتفقنا أو اختلفنا معه . إلا انه نجح حتي الآن في قيادة السفينة بأمان. خلاصة القول .. منتخبنا الوطني بمن حضر من لاعبين محترفين ومحليين قادرون هذه المرة علي إكمال الحلم المنتظر والتأهل لمونديال روسيا. وعليهم إدراك حقيقة واحدة فقط .. هي : أن تأهلهم يعني انقاذنا وانقاذهم وانقاذ الكرة المصرية من ذلك الهدف المونديالي اليتيم وممن سجله. أرجوكم .. انقذونا من الأسطورة مجدي عبد الغني.!!.