نجح الأرجنتيني هيكتور كوبر في أول اختبار رسمي له مع الفراعنة. ونجح في قيادة المنتخب الوطني الأول. إلي نهائيات بطولة أمم إفريقيا والتي تقام في الجابون العام المقبل. بعد غياب استمر لسبع سنوات متتالية لم يشارك فيها المنتخب صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالبطولة القارية الأكبر. عقد هيكتور كوبر مع الفراعنة كان يتضمن مهمتين. الأولي تمت بنجاح وهي بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي غاب عنها المنتخب علي مدي ثلاث دورات متتالية. بينما المهمة الأكبر تتمثل في الوصول بالفراعنة إلي مونديال كأس العالم في روسيا عام 2018 بعد غياب استمر 28 عاما عن المشاركة في البطولة الأكبر في عالم كرة القدم. هيكتور كوبر نجح في بناء فريق قوي نجح معه في بلوغ نهائيات أمم إفريقيا حيث لم يخسر أي مباراة خلال التصفيات رغم وجود نيجيريا المنتخب القوي للغاية في المجموعة السابعة ولكنه كان الأفضل وحسم مكانه في البطولة القارية بفضل نجمه الأبرز. محمد صلاح. ¢الكورة والملاعب¢ حاورت هيكتور كوبر. عقب التأهل الإفريقي وطرحت عليه العديد من التساؤلات التي تتعلق بالمنتخب واللاعبين وحلم كأس العالم وغيرها من الأمور التي أجاب عنها في الحوار التالي: ** أعتقد أنني نجحت في تحقيق الهدف الأصغر بالوصول لأمم إفريقيا ويتبقي الحلم الأكبر وهو الوصول لنهائيات كأس العالم. أعلم جيدا أن مصر تمتلك سبع بطولات قارية في أمم إفريقيا والشعب المصري فرح أكثر من مرة بهذه البطولة. وبالطبع الحلم الأكبر هو الوصول لكأس العالم وهذا ما أعمل عليه مع جهازي الفني المتعاون ومع مجموعة اللاعبين الرائعين الذين يضمهم المنتخب الوطني. ** سعيد للغاية بأنني استطعت خلال عام ونصف فقط في إيجاد توليفة اللاعبين المناسبة التي يمكنها تنفيذ فكري داخل الملعب. وبالفعل الكرة المصرية تمتلك أفضل الأسماء وتضم لاعبين لديهم إمكانيات مهارية رائعة وكذلك قدرة بدنية وتحتاج فقط إلي التقويم والتوجيه داخل الملعب. وأعتقد أن المجموعة الحالية من لاعبي المنتخب رغم أن هناك اختلافات علي بعضهم ولماذا ينضم للمنتخب ولكن في النهاية هي المجموعة الأمثل بالنسبة لي بدليل أنها نجحت في الوصول لأمم إفريقيا بعد إخفاق استمر لسبع سنوات متتالية من الفشل في بلوغ البطولة. ** لا أهتم كثيرا بمن يشارك مع ناديه أو لا يشارك لأنه بالنسبة لي. المشاركة مع الأندية لا تمثل مقياسا في الانضمام للمنتخب. فهناك لاعبين يتألقون مع أنديتهم ولكن في ذات الوقت عندما قررت ضمهم لمعسكرات سابقة فشلوا في إثبات ذاتهم ولم يقدموا أنفسهم بالشكل المطلوب وبالتالي قررت استبعادهم في المعسكرات التالية. والأهم بالنسبة لي أن أضم اللاعب القادر علي تنفيذ فكري وما أطلبه منه داخل الملعب. وأعتقد أن هذا هو السبب في ضم لاعبين أمثال عمرو جمال ومحمود حسن تريزيجيه وحمادة طلبة رغم أنهم لا يشاركون كثيرا مع أنديتهم في الفترة الأخيرة. ** عمرو جمال مهاجم رائع يحتاج للدعم والمساندة ووجوده مهم بالنسبة لي وأسعي إلي إعادته إلي مستواه المعهود ولذلك أضمه رغم عدم مشاركته كثيرا مع الأهلي لأني أثق في قدراته وكذلك تريزيجيه رغم عدم مشاركته مع إندرلخت إلا أنه لاعب مميز للغاية ويمنحني القدرة علي إيجاد ثغرات في الخصوم بفضل سرعته الكبيرة وكذلك مهاراته الرائعة. فيما يشهد الكل علي أن حمادة طلبة لا غني عنه في المنتخب ويكفي أنه كان سببا رئيسيا في وصول المنتخب إلي نهائيات أمم إفريقيا بفضل إنقاذه التاريخي أمام نيجيريا. فكما قلت المشاركة مع الأندية ليست معيارا بالنسبة لي من أجل التواجد مع المنتخب. الأهم هو الالتزام بفكري والقدرة علي تنفيذه. ** باب المنتخب لن يغلق في وجه أي لاعب مهما وصلت الخلافات معه إلي حد الأزمة. فالباب مفتوح أمام محمود كهربا وحسام غالي وباسم مرسي. بدليل أن عصام الحضري لم ينضم للمنتخب لأكثر من معسكر مع بداية تكوين الفريق الحالي ولكنه أثبت نفسه فيما بعد وعاد ليقود المجموعة بصفته القائد الحقيقي ومع تألقه أكثر والتزامه بات أساسيا في مواجهة تنزانيا وأحد أسباب الفوز الرئيسية. ونفس الأمر بالنسبة لأحمد فتحي الذي كان بعيدا عن اختياراتي لفترة طويلة ومع تألقه واستعادته لمستواه عاد مرة أخري للمنتخب وتألق وأصبح أحد الركائز الأساسية. ** حسام غالي لاعب مهم جدا بالنسبة للأهلي وكذلك للمنتخب وسيعود يوما ما إلي صفوف الفراعنة. ولكن أزمة قائد الأهلي أنه خرج عن السياق المطلوب منه لأنه كان يجب عليه الالتزام بالتعليمات ولكنه خرق المنظومة وهدد بمشاكل كبيرة داخل الفريق في وقت صعب للغاية. وكان من الضروري استبعاده للحفاظ علي تركيز المجموعة الحالية. والشرط الوحيد لعودته إلي صفوف المنتخب هو الالتزام وعليه أن يعلم أن هناك قائد واحد لهذا الفريق هو هيكتور كوبر والذي لا يهتم بأي شيء سوي مصلحة المنتخب حتي وإن كانت مصلحة الفراعنة تتمثل في رحيله هو شخصيا عن تدريب الفريق. ** أهم ما يميز المجموعة الحالية من لاعبي المنتخب هو التواضع الشديد في التعامل فيما بينهم وكذلك مع الجهاز الفني. فأنا دربت في أكثر من دولة وأعتقد أنني دربت في كل قارات العالم. للمرة الأولي في حياتي أري لاعبين يحصلون علي ملايين سنويا ولديهم شهرة ونجومية كبيرة ويتعاملون بهذا الشكل المتواضع مع مدربيهم فهو شيء رائع للغاية وأعتقد أن هذا سر نجاح هذه المجموعة المميزة من اللاعبين. ** أعمل من الآن علي التحضير لتصفيات المونديال. حيث سأستمر في متابعة مباريات الدوري والكأس وكذلك مشاركة الأهلي والزمالك في دوري أبطال إفريقيا من أجل اختيار أفضل العناصر ومتابعة الأسماء التي كانت بعيدة عن المعسكر الأخير. قبل أن نخوض مباراتين وديتين قويتين مع أفضل المنتخبات خلال المعسكر الذي ينطلق في الفترة من 28 أغسطس ويستمر حتي 6 سبتمبر المقبل ضمن الأجندة الدولية عقب إلغاء مباراة تشاد في التصفيات لانسحاب المنتخب التشادي. لتجهيز اللاعبين لضربة البداية في تصفيات المونديال وأول لقاء يقام في شهر أكتوبر المقبل. ** مسألة حضوري صلاة الجمعة مع لاعبي المنتخب في تنزانيا ليست لها علاقة بأنني أرغب في اعتناق الإسلام. فأنا أسعي للتعامل مع أي شيء يقربني من لاعبي المنتخب. فأنا أعلم أن اللاعب المصري متدين بطبعه ويهتم دائما بالأمور العقائدية وأعتقد أن معرفتي بأمور دينه ستساعدني في التعامل معه بالشكل الأنسب. فأنا شاركت اللاعبين صيام شهر رمضان العام الماضي خلال المعسكر كنوع من المشاركة معهم فأنا عندما أطلب من اللاعبين التعامل مع فكري فأنا يجب أن أعرف كل شيء عنهم. فتراني دائما في الأفراح والمناسبات سواء المبهجة أو الحزينة وأمشي في شوارع القاهرة وأصر علي قيادة السيارة وسط الزحام المطلق في العاصمة لأنني أرغب في أن أكون جزءً من هذا البلد وهو ما ساعدني علي النجاح في مهمتي الأولي. ** لقطة واحدة لا أنساها حتي الآن لم أرها في أي مكان آخر بحياتي جعلتني أعشق هذه البلد وشعبها. عندما نحضر مباريات للأهلي في برج العرب نحرص علي تناول الطعام في أحد المطاعم العربية. وفي أول مرة عقب الانتهاء من الطعام وتبقي هناك الكثير منه فوجئت بجهازي يطلب الحصول علي باقي الطعام في أكياس فظننت أنهم سيأخذونها إلي بيوتهم ولكنني فوجئت بهم يتوقفون في الشوارع ويعطونها للفقراء والمشردين وعندما سألت قالوا إنه نوع من الإحساس بالفقير. فمنذ تلك اللحظة وأنا أعشق مصر وشعبها.