يعيش الشارع الرياضي حالة من الغضب والاستياء بعد الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها المنتخب الوطني أمام غانا بستة أهداف مقابل هدف في ذهاب المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم. هذه الخسارة التي أضعفت بشكل كبير من فرص الفراعنة المشاركة في مونديال البرازيل حيث بات الأمر يتطلب معجزة رياضية ليفوز المنتخب بخمسة أهداف نظيفة علي نظيره الغاني في مباراة الإياب المقرر إقامتها 19 نوفمبر المقبل علي إستاد الدفاع الجوي.. ورغم حالة الغليان والانقسام في الشارع الرياضي بعد قرار اتحاد الكرة بالإبقاء علي الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الأمريكي بوب برادلي حتي مباراة العودة والسماح له بقيادة المنتخب في المباراة إلا أنه كان هناك نفس الحالة من الانقسام داخل مجلس إدارة اتحاد الكرة بين مؤيد لفكرة الاستغناء الفوري عن خدمات الجهاز الفني والبحث عن حلول ودية لإنهاء أزمة الشرط الجزائي في عقده الذي يصل إلي 6 أشهر من راتبه الشهري الذي يتخطي 35 ألف دولار. ومطالب لضرورة استمرار الجهاز الفني حتي أخر يوم في عقده لأن فكرة الاستعانة بجهاز فني جديد خلال هذه الفترة الضيقة لن تكون مجدية في كل الأحوال خاصة أن فرصة المونديال ضعيفة. وللتعرف أكثر علي تفاصيل قرار مجلس الإدارة والمزيد من التفاصيل الخاصة برحلة المنتخب في كوماسي كان لنا هذا اللقاء مع سيف زاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس بعثة الفراعنة خلال رحلة غانا الأخيرة الذي أكد أن الإبقاء علي برادلي لقيادة مباراة الإياب أمام غانا هو أنسب القرارات التي أتخذها اتحاد الكرة رغم الضغوط الإعلامية والجماهيرية التي تعرض لها عقب الخسارة الكبيرة التي تعرض لها المنتخب. وأن الإبقاء عليه لم يكن خوفا من مطالبته بالشرط الجزائي وإنما كان نابعا من أن حدث في مباراة غانا كان ظرفا استثنائيا وأن هذا الجهاز الفني واللاعبين لديهم من الرصيد والتاريخ الذي يشفع لهم لخوض هذه المباراة لرد الاعتبار.. وقال: * برادلي هو أنسب مدرب يمكنه التعامل مع المنتخب في هذه المرحلة وفكرة الإطاحة به والاستعانة بأي مدرب بشكل مؤقت ليس لها أي فائدة فمسألة التأهل إلي المونديال باتت صعبة للغاية. لذا فمن الطبيعي إعطاء الجهاز الفني فرصة لتعويض الخسارة الثقيلة التي تعرض لها ولا نقول أن التعويض يعني إمكانية الحصول علي بطاقة التأهل ولكن لرد الاعتبار له وللمنتخب خلال هذه المباراة. فهي مباراة لرد الاعتبار للمنتخب والجهاز وبعض اللاعبين الذين تعتبر هذه المباراة هي الفرصة الأخيرة لهم للمشاركة مع المنتخب وترك بصمة إيجابية في أخر مشوارهم. * الخطأ الكبير الذي اقترفناه قبل بداية المباراة هو زيادة سقف الطموحات قبل السفر إلي غانا وتهيئة الرأي العام أننا قادرين علي الفوز علي النجوم السمراء علي أرضهم ووسط جمهورهم وهذا كان بحسابات المنطق يمثل صعوبة بالغة. ولكننا أيضا لم نتوقع الهزيمة بهذه النتيجة الثقيلة. * تناسينا قبل اللقاء ظروف وعوامل كثيرة أهمها عدم جاهزية لاعبينا مقارنة بالمنتخب المنافس الذي يضم أغلب عناصره من المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية. فالهزيمة من منتخب غانا لم تكن أمر مفاجئ ولكن النتيجة هي عنصر المفاجئة في المباراة. * لا يمكن إيجاد أي مبرر للخسارة فكان هناك تقصير من جميع المسئولين الذين يجب أن يتحملوا المسئولية ويقدموا الاعتذار للشعب المصري وفي مقدمتهم وزارة الرياضة واتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبين وبعض عناصر الجماهير التي كانت سببا في توقف النشاط الرياضي الأمر الذي أضر بالمنتخب. * ولكن أيضا لا يمكن إغفال أن المنتخب واجه صعوبات بالغة في الفترة الأخيرة ساهمت في هذه الخسارة بشكل كبير بداية من توقف النشاط الرياضي وعدم جاهزية اللاعبين فنيا وبدنيا. وصعوبة تنظيم أي مباريات ودية من أجل إعداد اللاعبين فنيا وبدنيا لهذه المواجهات الصعبة. فالأزمة لم تكن مفاجأة وينبغي أن نعترف بهذه المشاكل بوضوح حتي يمكن تلافيها في المرحلة المقبلة. * أكثر اللاعبين جاهزية هم لاعبي الأهلي والزمالك ويلعبون مباراة كل أسبوعين بعكس لاعبي غانا تماما. وهو ما يؤكد أهمية عودة النشاط الرياضي في أسرع وقت الأمر الذي سينعكس بالإيجاب علي المنتخب الوطني. * اتحاد الكرة مسئول أيضا عن هذه الخسارة كباقي عناصر المنظومة ولكنه تماسك ورفض الانسياق وراء الحملة الراغبة في إقالة المدرب لأنها في النهاية لا تخدم مصلحة الكرة وكان من الممكن إقالته وتحميله وحده مسئولية الخسارة لتهدئة الرأي العام. * برادلي اعتذر عن فشله في تحقيق حلم المصريين ورفض الهروب من المباراة الأخيرة وأصر علي تحمل المسئولية ومشواره مع المنتخب يشفع له بهذا ويؤكد أنه قادر علي تحقيق الفوز الاعتباري لرد الاعتبار مرة أخري لكرة القدم المصرية.