لا أريد ان يأخذ الموضوع أكثر من حقه.. ولكنه النادي الأهلي أبوالأندية ومحمد أبوتريكة اللاعب الموهوب الذي حقق نتائج مبهرة في آخر اللحظات محرزاً بطولات افريقية كنا في أشد الحاجة إليها.. فكان لابد من الأخذ والرد.. والنفي والتكذيب ثم تظهر الحقيقة المخجلة في أكبر وسائل الإعلام!!! فلماذا كان النفي والتكذيب. صدقوني ما وقع بعد الحكاية المؤسفة أشد ايلاماً علي النفس من الحكاية نفسها. النادي الأهلي صاحب البطولات الرياضية والوطنية.. النادي الأهلي الذي انشأه زعماء مصر لتجميع الشباب الوطني لمحاربة المستمعر.. النادي الأهلي الذي أسس وسبب تفوقه ونجاحه وانتصاراته هو الخط المستقيم في الأخلاق والقيم والمبادئ.. الخط المستقيم الذي تمسك به في ألعن الظروف وأشد المحن التي مر بها. ثم أنت يا أبوتريكة النقي الورع الذي لا تفوتك فرض وسنة.. أين صدقك وشجاعتك وقول الحق الذي دائماً يتساقط من فمك؟؟؟.. كلنا نخطيء وخير الخطائين التوابون.. إذا كنت فعلاً متمسكاً بمكارم الأخلاق التي يفرضها عليك خير الأديان وخير الرسل.. فلماذا العناد؟؟ *** لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟؟ لأنني في مقال الأسبوع الماضي هاجمت أبوتريكة بشدة.. فقد كدت افقد اعصابي حينما قرأت في الزميلة الكبري "الجمهورية" في الصفحة الأولي كيف تعدي أبوتريكة بالقول علي ضابط هذا الجيش الباسل الذي أنقذ مصر مرتين متتاليتين في أصعب ظروف مرت بها البلاد وإلا تحولنا إلي سوريا وحرب أهلية يعلم الله مداها.. رغم ان هذا الضابط ؟؟؟ ومعه قوة عسكرية جاء ليحرس أبوتريكة "أفندي"!! من المجرمين زملاء أبوتريكة في الجماعة الضالة المضللة!!! فقدت أعصابي فعلاً وطالبت النادي صاحب التاريخ القيم بطرد أبوتريكة فوراً.. فلا يصح ان يبقي بيننا من لا يؤمن بمبادئ النادي العظيم ويتنكر لتاريخه المشرف.. مهما كان هذا ال "أبوتريكة"!!! *** حكاية عابرة... كان النادي الاسماعيلي يضم لاعباً خرافياً اسمه "رضا".. في الاسماعيلية شارع باسمه الآن.. لاعب أهم من عشرة أبوتريكة "أفندي"!!! ستانلي مانيوز "خرافة" الكرة العالمية بعد مباراة اعتزال رأفت عطية في الستينيات قال لمحمد حسن حلمي ان رضا خير من معظم اللاعبين المحترفين في أوروبا.. لماذا لا تبيعوه لأحد الأندية الكبري بمبالغ طائلة؟؟؟ فرد عليه محمد حسن حلمي بأنه مع الأسف لاعب الفريق الآخر "يقصد الاسماعيلي". هذا اللاعب "الخرافي" طلع في رأسه فجأة ان يلعب للنادي الأهلي.. فجمع ملابسه وكل متعلقاته وسافر إلي القاهرة.. ودق جرس باب فاروق يوسف في الفجر وقال له انه لن يعود للاسماعيلية لانه سافر من وراء الجميع ويريد ان ينضم للأهلي.. وكان فاروق يوسف أحد كبار لاعبي فريق تنس الطاولة بالأهلي ونائب رئيس تحرير مجلة "الأهلي" وأحد "أعمدة" صفحات الرياضة بالجمهورية والمساء معاً. لم يصدق فاروق نفسه.. وأخذ يفرك عينيه.. يريد ان يفيق من نومه في هذا الفجر الذي جاء بالنبأ الغريب للغاية والمثير أيضاً للغاية.. خبر مانشيتات في كل الصحف لولا أننا اخفينا الموضوع. أيقظني فاروق من نومي.. فلم أصدق نفسي أيضاً.. قلت لفاروق اسأله: هل هو رضا فعلاً أم واحد شبهه؟؟؟ مش ممكن رضا يبيع نفسه بهذه الطريقة الخفية وهو الذي ثمنه يصل إلي رقم خرافي؟؟؟ سألني فاروق: المهم ما هو العمل الآن؟؟؟ علي فكرة.. رضا له صلة قرابة بالمرحوم فاروق يوسف.. ؟؟؟ قلت له: الصباح رباح.. سأوقظ محب يوسف مدير الكرة وأعرض عليه الموضوع وسأتصل بك مرة أخري. ماذا كان موقف الاهلي العريق ذو التاريخ المجيد من هذه الصفقة الكبري؟ سأل محب رضا عما إذا كان النادي الاسماعيلي علي علم بهذا الموضوع.. فقال رضا لم أخطر أحداً بأي شيء!!.. لا النادي يعرف شيئاً ولا جهاز التدريب ولا إخواني اللاعبون.. هنا اتصل محب يوسف برئيس النادي الاسماعيلي تليفونياً وشرح له ما حدث.. وقال له: اللاعب أمانة عندنا.. في انتظار من سيحضر من عندكم ليتسلم اللاعب فالنادي الأهلي يرفض ان يضم لاعباً مهما كانت نجوميته بهذه الطريقة. *** هذا هو النادي الأهلي يا أعضاء مجلس إدارة النادي الاهلي الذين جئتم في غفلة من الزمن!! ويا أخ "أبوتريكة أفندي" نحن نرفض أي لاعب مهما كانت نجوميته لأن الأخلاق عندنا هي الأهم.. زمان عندما كان الأهلي هو الأهلي. كان يجب ان يعترف مجلس الإدارة بخطأ لاعبه.. وان يذهب رئيس النادي ومعه اللاعب إلي الرجل العظيم الفريق عبدالفتاح السيسي ويقدم له الاعتذار المناسب!!! ولكن - مع الأسف - كما سبق ان قلت عدة مرات ان النادي الأهلي لم يعد هو النادي الأهلي بتاع زمان.. وعليه العوض ومنه العوض!!! *** في هذا المكان.. منذ أسبوعين.. كتبت عن ان ثورة 30 يونيو أنقذت البلد من مشروع بدأ علي يد وزير الشباب الأسبق أسامة يس كان كفيلاً بأن تتحول البلد إلي وجود جيشين بدلاً من جيش واحد مثل كل الدنيا.. وجهازي شرطة بدلاً من جهاز واحد.. وتصبح البلد أمام خيارين.. إما ان تخضع لفصيل واحد مدي الحياة.. أو ندخل في حرب أهلية نتيجتها فناء الشعب وهدم كل مبانيه.. ولا ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.. بينما تحولت المدن الألمانية إلي صحراء لا توجد فيها طوبة فوق طوبة!!! كانت الأخبار تؤكد ان الأخ أسامة يس العضو البارز في جماعة الإخوان "المجرمين" بدأ يجمع الشباب المنتمي للجماعة في كل قرية ونجع وبلد لكي يختاروا فيما بينهم أمناء مجالس إدارات مراكز الشباب.. وتبدأ عمليات التمرين والتدريب وغسل المخ لهذا الشباب مع ضم شباب جديد قدر الامكان.. وعلي فكرة الجماعة كانت قد بدأت هذا المشروع في فترة ليست بالقصيرة.. وظهرت الطلائع في استعراض مفاجيء في ساحة الأزهر أيام المخلوع رقم واحد حسني مبارك وكانت حكاية أيامها!!! كان القرار الأول للوزير الإخواني هو حل كل مجالس إدارات مراكز الشباب.. علي ان تكون المجالس الجديدة كلها من "الشباب الصغير"!!! والحمد لله أن ثورة 30 يونيو أوقفت المشروع بعد بدايته بشهور قليلة. ثم علمت من بعض الزملاء ان الأخ أسامة يس هرب مع ناشط إخواني كبير مطلوب قضائياً منذ مدة ومعه محمود عزت هارباً.. أو قل تخفيا في رفح عند نقطة فلسطينية محصنة.. وانقطعت الأخبار عند هذا الحد إلي ان تم القبض علي أسامة يس في نفس اللحظة واستطاع فيها محمود عزت الهروب في آخر لحظة. *** وهكذا ضاعت فكرة مراكز الشباب منذ عام 1956 حتي اليوم!!!.. كانت هذه المراكز فكرة خروشوف التي أقنع بها جمال عبدالناصر.. فكان المجلس الأعلي للشباب والرياضة.. وكم تحمسنا لسرعة بناء المراكز مع أمل كبير في ان يتحول الشعب إلي شعب رياضي يتحلي بالخلق والسماحة الرياضية.. كما تم بناء قصور ثقافة بجوار مراكز الشباب.. لكي يتذوق الشعب الرياضي الفن بمختلف فروعه أيضاً..لكي نقفل معظم أقسام الشرطة والمستشفيات!!! فلم يعد لها داع!!! ثم طارت الأحلام الكبيرة أمام انعدام ضمائر المسئولين علي مختلف درجاتهم في مختلف العصور.. من حكم العسكر.. إلي المجرمين.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!!