أتم ما أتمه من عمري وتصحبني شمس الثاني عشر من فبراير إلى طريق عام جديد , مع حبة بهارات حسرة وولولة ( إده أنا بكبر يا جدعان ) , أحاول أن ألملم ما تبعثر من نفسي جراء فعل " الولولة " حتى يصدمني ذلك اليوم الأحمر , بدءا من شمسه اللي- سبحان الله - بتطلع " حمرا " , وألاقي البني آدمين قلبوا أحمر , والدنيا كلها حمرا في حمرا في حمرا , فأبحث في التاريخ عن أصل الخليقة , لعلها كانت في البدء ذات لون أحمر , أو أن السماء كانت حمراء ( ربما ) وجاء الأزرق يتصارع مع ذاك اللون اللعين حتى حكم الأوزون ( ربنا يخليهولنا ) بوجوب إنتصار الأزرق . أو أن هرقل بعظمته وجلالة قدره كان من عشاق الأحمر ! أو ربما نابليون قال بأن الثورة الفرنسية هي في الأصل الثورة الحمرائية , ولكن المؤرخين أخفوا علينا الأمر كي لا ننصدم ونتوجع ! أبحث وأبحث وأبحث , ولا أجد سوى إجابة واحدة , إن النهاردة الفالانتين ! كل عام يأتيني الفلانتين أقضيه أمام لابي العزيز أغازله ويغازلني , أعيش نضالي الأليكتروني الفكري العظيم المتبحر بلولبة متفننة معبرة في دهاليز الفلسفة البعيدة المتكعورة في اللامتناهي السودوي اللي بقدرتي العظيمة أحوله إلى لون أبيضاني منعش للنفس . عزيزي " بابا " مبارك إحترم أبوته تجاهي وخلع عن وظيفة الرئاسة يوم 11 فبراير وأجدني أقضي عيد ميلادي 12 فبراير بمنتهى الحرية , أتجرع حسرة العمر الذي يجري في يوم 13 فبراير , يأبى الزمن أن يتركني بحسرتي ويحل عني , فيأتي ويضربني على قفا قلبي يوم 14 فبراير , لأجدني كما كل عام أعيشه في نضالي الإليكتروني وأكتب هذا المقال اللعين الذي أكتبه كل عام , وأنت تقرأه كل عام , وأزرار الكي بورد تطبع حروفه كما كل عام . ولكن هذا العام مختلف عن كل عام , الحب الذي يجعلك تعيش كملك , تتحرر من نفسك المريضة , تعيش أيامك وأنت تضع هدفا نصب عينيك , تعمل لأن هناك حبيبة تنتظرك , تنتظرين لأن هناك حبيبا على بابك يبتغي رضاكِ , تعيشان حياتكما سويا تبنيان , ذاك الحب بكل معانيه السامية تأتي مصر اليوم لتأسرني وتأسرك , يعيش كلا منا من أجلها , نحيا فقط من أجل الحفاظ على ذرة واحدة من ترابها . اليوم .. في ميدان التحرير الذي كوّن المصريين معه علاقة حب - شرعية - وطنية , حبه اليوم صار واجبا دينيا , الصلاة على أرضه كما الحج , تقديسه وحمايته جهاد , العيش والملح مع ناسه صيام , ميدان الحب الأعظم .... ميدان حب مصر , ميدان تطهر بدماء أبناءها , ميدان ناس عقدت رباطها المقدس فيه , ميدان نفسي أعقد رباطي المقدس فيه , ميدان أتمنى أن ينتظرني حتى يكتب الله لي نصيب أن أتلقى أول دبدوب على أرضه , ويتحرر دبدوبي المنتظر من قيود الزمان . أنتظرك دبدوبي العزيز , انتظرك ومصر حرة , أنتظرك وأنا حرة , أنتظرك على أرض الميدان المقدسة . مش هقعد أكتب شعر كتير إنجز واتحرر بقى يا دبدوبي العنيد . صباحكم محبة على أرض مصر .