أنا القدس أنادي فلما لا تجيبون؟! على من يدَعون السلام والوعد المصون. على من يسيلون الدماء أنهاراً على أرضي. على من يحرقون المساجد والكنائس وشعبي. أين أنتم ياشعب عربي مخلصون؟ لماذا وجيشكم وحربكم وبأسكم مختبئون؟ لماذا لا تدافعوا عن مهد الأنبياء؟ أرض القداسة والعراقة والعلاء. أين حبي الذي يسري في عروقكم كالدماء؟! أين أرضي التي هى أعلى من عنان السماء؟! أنسيتم أنني موطن موسى ويوسف والمسيح؟! أنسيتم أنني موطن كل عربي صريح؟! أنا من أسرى إلىَّ محمد بن عبدالله أنا من اصطفاني وكرمني وأحبني الإله تتركون اليهود يسفكون الدماء ويغتصبون الطهارة؟! تتركوهم يقتلون الأطفال تارة والشباب تارة؟!! تتركوهم يحصدون القدس في ربيع شبابها؟!! تتركوهم يسلبون القدس من أحضان شعبها!! أين قوتكم التي أنتم تزعمون؟ أين وحدتكم التي بها تتباهون؟ ألا تسمعون ندائي وصراخي؟ أهو عديم الفائدة؟! ألا ترون نظراتي التي تمزق الأفئدة؟! ماذا تحتاجون أكثر من ذلك لتجيبوا؟ ترون الأطفال يقتلون في أحضان آبائهم. ترون الأبناء يخطفون أمام أعين أمهاتهم. ترون المسجد الأقصى قد أصبح بحراً من الدماء ترون اليهود ينكرون السلام ويبدأون العداء ألا يكفيكم ذلك لتدافعوا عن أرضي؟ ألا يدفعكم ذلك إلى الوقوف جنبي؟ فأنا القدس أنادي فلما لا تجيبون؟ لماذا لا تحرروني من أيدي اليهود؟ لماذا لا تضحكون بأرواحكم مثل الشهود؟ لماذا تقفون ممدودي الأيدي لتشحذوا السلام؟! لماذا لا تشنون حرباً تشيب لها الولدان؟ ألا ترون شعبي يقاوم بالحجر لا الرصاص؟! ألا ترون شعبي يقاوم من أجل الخلاص؟! لماذا لا تصبحون يداً واحدة؟ لماذا لا تحاربون فتحيون الأفئدة؟ لا تكفيني دموعكم التي تسيلونها أنهاراً. أنا لا أريد سلاماً زائفاً كل تارة. أنا أريد خلاصاً لي ولشعبي. أنا أريد حريتي فهل من ملبي؟! لا أريد (عرفات) يبتسم من أجل السلام لا أريد (مبارك) يجتمع من أجل الوئام أنا أريدكم أنتم ياشعب عربي. أريد بأسكم وإيمانكم وحبكم لشعبي. أريدكم أنتم أن تقفوا إلى جواري. أريدكم أن تتذكروا القدس ومركزها العالي. أريدكم أن تتذكروا أطفالي وشبابي ورجالي. لا أريد سلاماً ملوثاً بدماء أولادي. لا أريد تاريخاً مؤلماً لأحفادي. أريد إعادة مجد العرب في حطين. أريد إعادة عصر الناصر صلاح الدين. أريدكم أن تحققوا النصر المبين. أريدكم أن تهينوا من كان لنا مهين. أريد الصليب أن يقف جوار الهلال. أريد بقوتكم أن تهدوا الجبال والتلال. أريدكم أن توقفوا النحيب. أريدكم أنتم فهل من مجيب؟! كلمتنا – يوليو 2001