منذ اللحظة الأولى التى رأيت فيها الحياة، وأنا أتساءل: "من تلك المرأة التى ترعانى؟ ومن ذلك الرجل الذي يحملنى؟" وكبرت شوية وأصبحت عيلا، وأدركت أن تلك المرأة هى أمى، وذلك الرجل ما هو إلا أبى, وعندها قفز سؤال آخر إلى ذهنى: لماذا؟! لماذا لم يتسن لي أن اختار الأم التى أريدها على مزاجى؟ فأجابتنى أمى بضحكة تحاول أن تخفيها: "لا يا حبيبى إنت أول ما "اتزلطت"، الدكتور سألك.. هااه عاجبينك الاثنين دول يا حمادة ولا أرجعك لبطن ماما تانى؟" من ساعتها وأنا أحاول –عبثا- تذكر تلك اللحظة اللى "اتزلطت" فيها! وكبرت وأصبحت رجلا، ونفس السؤال يعبث بعقلى: "لماذا لا أختار المنزل الذى أنشأ به، والعائلة التي أكبر من خلالها؟" وعندها أجابنى أبى أن الشخص إذا كان صالحا، يرزقه الله بالذرية الصالحة, فانت لا تختار أهلك، لكنك تختار كيف ستصبح فى المستقبل، وكيف سيكون أولادك, هنا فقط اقتنعت بما سمعت. وإذا كنت لم أختر أبى أو أمى، فلدي فرصة الآن، لأشارك فى اختيار النائب الذى يمثل المنطقة التى أسكن بها، ومن ثم اختيار الشخص الذى يتولى مسئولية رئاسة جمهورية بلدى, حتى وإن كنا نشك جميعا فى النزاهة الانتخابية, لكننا نرفض أن نستسلم للسلبية، ونفقد الأمل فى التعبير والتغيير, فالإنسان يموت عندما يفقد الأمل. فدعونا "نزلط" كلمة "سلبية" من حياتنا, وليبدأ كل منا بنفسه أولا .. سأقول رأيي بصراحة ولن أظل سلبيا بعد الآن.