اتهمت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية "فايزة أبو النجا", وزيرة التعاون الدولي, بأنها هي المسئولة والمخطط الأول للحملة على المنظمات غير الحكومية التي تمولها الولاياتالمتحدة, مؤكدة أنها الأداة التي استخدمها مبارك لضرب العلاقات المصرية الامريكية بعدما جبرته واشنطن على التنحى في فبراير الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن بقاء "أبو النجا", كوزيرة التعاون الدولي, بعد حملة التطهير للحكومات بعد سقوط مبارك يشير إلى كونها اقوى امرأة في الحكومة المصرية، ولكن تكثيف حملتها ضد جماعات المجتمع المدني يقدم دليلا واضحا, على أن بعض عناصر النظام القديم لاتزال راسخة، وتحاول منع ظهور قيادة سياسية جديدة في البلاد. وأضافت أن مبارك حاول طوال سنوات عهده إحباط أنشطة هذه الجماعات، ومشاريعها التي وصفتها بالمعززة للديمقراطية. من جانبه قال "عبد الله الأشعل"، مساعد وزير الخارجية الأسبق, إن مبارك هو الحاكم الفعلي للبلاد حاليا ولا يزال يمارس سلطاته في بعض المجالات, ويمنع تكوين نظام جديد خارج سيطرته في مصر, مؤكدا أن "فايزة أبو النجا" واحدة من أدوات مبارك في تنفيذ ذلك. وأكد بعض المسئولين الأمريكيين الذين ساندوا الإصلاح الديمقراطي في مصر، على حد زعمهم، أنهم كانوا يأملون في أن سقوط مبارك سيعني نهاية مهمة أبو النجا في الوزارة، والتخلص من القيود الصارمة المفروضة على نظام المساعدات الأمريكية المخصصة للبرامج المؤيدة للديمقراطية. وأضافوا أنهم بسقوط مبارك اعتقدوا أن مصر الجديدة ستكون في حاجة ماسة للتمويل, حيث الأحزاب السياسية الوليدة، والتي كانت مضطهدة من قبل الحكومة الاستبدادية والاستعداد للانتخابات الأولى الحرة في البلاد. وقال مسئول أمريكي رفيع, رفض ذكر اسمه إنه عندما تغير النظام: "أدرك الجميع أنه سيتم التخلص من "أبو النجا" فورا ولكننا اكتشفنا اننا مخطئين", مؤكدا أنها أصبحت الآن أقوى من أي وقت مضى.