أول ما فتحت عينى على الدنيا، لقيته شايلنى بين إيديه، هو اللي علمنى معنى الصبر، والاحترام، وحب الناس، والثقة بالنفس، الوحيد اللي بيشجعنى، وبيقف جنبى، فى كل لحظات ضعفى، هو أخويا وصديقي، هو "الرجل الأول" فى حياتي، على الأقل بالنسبة لي أنا.. هو "أبويا". أبويا من غير تزويق، من غير بابي، أو دادي، أو حتى لقب "والدي العزيز"، ولما بسمع الناس بتضحك لما بيكلمنى، ويسمعوا موبايلي يقول "أبويا"، بحس أكتر إنه أبويا لوحدى. فاكرة كل تفاصيل حياتي معاه، من أيام لما رجلى اتكسرت وأنا صغيرة، وقعد -قبل ما أدخل أوضة العمليات- يحكى لي حدوتة، عشان ما أركزش فى العملية، ولما كنت بلعب سباحة، وصوته يروح من التشجيع. ولما كنت آخد ميدالية، وفى كل صورة ألاقيه واقف ورايا يسقّف، ولما جبت فى الثانوية العامة مجموع قليل، وزعل منى، وجبت له ورد أصالحه، فرفضه لأنه اتعود منى دايما على النجاح. ولما كنت ببعد عن أى حاجة غلط، حتى لو كان الغلط ده من وجهة نظره هو بس، ما أعملهاش، عشان ما بحبش أزعّله، ولما يبقى كل هدفي فى حياتى إزاي أخليه فخور بيا، ولما أطلع فى التليفزيون، أو أنجح فى دراستي، ويقول "دي بنتى". ولما كان بيعودني أتحمل المسئولية، وأشترى كل حاجة بفلوسى، مع إنه قادر يجيب لى كل حاجة، ولما يبوسنى وأنا نايمة وهو مسافر، وأول ما أصحى.. أكلمه.. يقول لي "وحشتيني"، ولما يطلب مني أغني له أغنية حلوة، وببقى بيني وبين نفسى، عايزة أقول له كل كلمة في الأغنية دي عشانك لوحدك. ولما أشوف حب الناس ليه، وأنا ماشية جنبه، وأصحابه يقولوا له بناتك ب 100 راجل، كنت عايز ولاد ليه؟! ولما أكون مستعدة أتنازل عن شغلي ومستقبلي وطموحي، عشان بس أقف جنبه فى شغله. ولما أحس دلوقتي بابتسامته، وهو بيقرأ الكلام ده، وأبقى حاسة برد فعله... ده مش كلام كبير، ولا مبالغة، ده كلام وإحساس بنت لأبوها اللي بالنسبة لها هو "الرجل الأول". نشرت بمجلة كلمتنا شهر 6 / 2010