فى الخامسِ والعشرين .. كان لقاؤنا .. بالميدان .. لا أعرفُهُ .. ولا يعرفُنى .. لكنَّ وجهَهُ يُشبهُنى .. كإنسان .. ساءلتُهُ : ما اسمُك ؟ قالَ : عيسى ويعانقُ معصمَهُ صليبٌ أخضر .. ينامُ كلوحة حزينة .. على سريرٍ من حنان .. عيسى .. ذكّرنى ( بأمِّ أنطونَ ) عندما دعت لىَ الربَّ أن يباركَنى .. إذ رأتنى خارجاً من المسجدِ .. بعد أن أديتُ الصلاه .. بالميدان .. عيسى .. كان يهتفُ بالخبزِ .. والحريةِ .. والحياه .. وأنا أهتفُ بالخبزِ .. والحريةِ .. والحياه .. وأجهزةُ الأمنِ .. تحاولُ قتلَ الحلمِ فينا .. والحياه .. فى الثامنِ والعشرين .. كان عيسى .. يصبُّ لى ماءَ الوضوء .. صلّينا معاً .. غنيّنا معاً .. وهتفنا معاً .. بإسقاطِ الطغاه .. وأجهزةُ الأمنِ .. تحاولُ قتلَ الحبِّ فينا .. والحياه .. عيسى كان يعشقُ ترابَ هذه الأرض .. كان يغنى .. كلما اشتد علينا .. بطشُ الطغاه .. عيسى .. كان يحبُ الموتَ .. كما أحبَّ الحياه .. استقبلَ عيسى رصاصَ الأمنِ .. وهو يتبسّم .. وقالَ كلمةً أخيرة .. ( لا تستسلم ) .. أسلمَ الرُوحَ عيسى .. وسكتَ عنّا غُناه .. لم يُصلَب عيسى هذه المرة .. على الصليب .. صُلِبَ عيسى .. على ترابِ هذه الأرض .. فعيسى .. كان يعشقُ ترابَ هذه الأرض .. لكنَّ هذه الجمعةَ .. كالأولى .. جمعةٌ عظيمة