أخويا العزيز: أنا آسف لأن المرة دي مش هقدر أرسم لك الضحكة اللي إنت متعود عليها مني ولا أكدب عليك وأقول ك إن كل حاجة تمام، لا أنا مش سعيد وكل حاجة مش تمام ، وأنا آسف لأني هتجاهل النهارده معاناة غربتك وإنك مسافر عشان تبني مستقبلك، لأني مش قادر أجبر عقلي أكتر من كده على إنه يفكر بطريقة عملية وأقول له إن دي سنة الحياة - لإني تعبت من الوحدة!. تعبت من إحساسي إني فقدتك مع إنك لسه عايش، تعبت لأن ما بقاش ليا ضهر أتسند عليه ولا ليا كبير ألجأ له، تعبت لأني بقيت بخاف لما الباب يخبط يكون وراه مشكلة أنا مش أدها، تعبت لأني حاسس إني فقدت أبويا مرتين! تعبت لأني بقيت بنام بالعافية من كتر التفكير في بُكره، تعبت لأني بخاف أخرج من البيت وأسيب أمي وأخواتي لوحدهم، تعبت من كتر ما بقيت أرسم على وشي ملامح الإحساس بالأمان قدامهم مع إني مش حاسس بيه!! أد إيه بيكون إحساسي صعب لما أسمع أصحابي بيقولوا لي" أنا أخويا صلح لي الكمبيوتر إمبارح ، أنا سهرت أنا وأخويا نلعب لحد الصبح"، أنا بتضايق كل ما أشوف أمي بتدعي لك ربنا يوفقك في سفرك وبشوف في عنيها أمنية إنك ترجع وكفاية كده بقى! تعبت لأني فقدت الصديق اللي كان بيفهمني ويحس بيا من غير ما أتكلم، تعبت لأني كل يوم بسمع أختي الصغيرة بتسأل مراتك " إيه مش نازل قريب؟"، أد إيه شعوري بيبقى قاسي وأنا شايف مراتك بتتمنى رجوعك عشان تحس إنها إتجوزت زي أي ست وتحقق أمنيتها وتبقى أم، تعبت عشان كل مرة أنتظرك في مناسبة تصدمني قبلها بساعات بكلمتك المتلجة " معادنا المناسبة الجاية!"، تعبت من كل يوم أدخل فيه بيتنا أسيب همومي ومشاكلي على الباب وأتحول في ثانية لأراجوز لأختي الصغيرة، وحرمت نفسي من حقها حتى في الزعل، تعبت من كتر سماع " أنا آسف إني سايبك لوحدك"، وتعبت أكتر من كدبي عليك " يا باشا كله تمام المهم بص لمستقبلك"، تعبت لأني ... أرجوك ارجع بقى ! ارجع وصدقني إننا مش محتاجين أي حاجة أكتر ما إحنا محتاجين "أخ كبير" لأن أي حد في الدنيا مهما كان راجل ولا ست، كبير ولا صغير، بيحتاج ساعات إنه يكون ليه كبير، يرمي عليه همومه ومشاكله، لأن بجد " اللي ملوش كبير بيشتري له كبير"، ارجع وصدقني ..القرش وسط أخواتك وفي بلدك أحسن ألف مرة من عشر قروش بره.. تدفع منهم تمن غربتك ووحدتك ..وندفع إحنا منهم تمن الحاجة اللي كل يوم بتتكسر فينا!. ارجع وصدقني هكون راضي وسعيد بكل لحظة إنت فيها جنبي، هكون راضي بكل حاجة بتعملها معايا، راضي تزعق لي لما أتأخر بالليل بره، أو إني أسهر على الكمبيوتر، راضي إنك تلبس "تي شيرتي" البني وتاخد "كوتشي" الكورة. راضي إنك تنام على السرير من جوه، راضي إنك تتأخر الصبح في الحمام وأتأخر أنا على الشغل، راضي إنك تفرجني على اللي إنت عايزه في التلفزيون، وتخلي أمي تأكلنا على مزاجك، راضي إنك تدبسني في كل عزومة بنعزمها لأخواتنا، راضي تتحكم في مستقبلي وتقول لي أعمل إيه وما أعملش إيه! يا سيدي أنا راضي أعيش حياتي كلها على طريقتك، بس ارجع، صدقني أنا محتاج لحد يأثر فيا، محتاج أحس بمتعة إني أنفخ وأنا قاعد على القهوة مع أصحابي وأقول لهم إن اخويا خنقني اليومين دول!. محتاج أرجع أمشي معاك في الشارع وإنت حاطط إيدك على كتفي، صدقني بجد أنا محتاجك، إيه؟.. بذمتك مش واحشك حضن أمنا اللي ياما اترميت فيه في كل مرة بتقابلك مشكلة؟.. إيه؟.. مش واحشك أكلها اللي ياما حلفت بيه؟.. مش وحشاك نكت أختك اللي دايماً كنت بتقول عليها بايخة؟.. مش وحشاك مجادلتي معاك في الكورة وانتهاء الحوار دايماً بإني مابفهمش حاجة؟.. إيه؟.. هو أنا مش واحشك؟.. طيب إنت بجد وحشتني، وحشاني كل حاجة فيك، ووحشني هزارك معايا، واحشني حتى حقدك عليا وإنت بتقول لي " أنا أمنية عمري أشوفك دمّعت في يوم" يا ريتك تشوفني دلوقتي وإنت تتأكد إني كل يوم بحقق لك أمنية عمرك وأكتر! نشر فى فبراير 2009