ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"،امس الخميس، أن العلمانيين في مصر يسعون إلى استقطاب الطرق الصوفية إلى جانبهم، وذلك لافتقارهم للتأثير على الشارع المصرى، في مواجهة المد المتعاظم للإخوان المسلمين والسلفيين. كتبت الصحيفة أن العلمانيين المصريين اكتشفوا أن الإسلاميين يفوقونهم عدداً بمراحل، في وقت تحشد فيه الأحزاب السياسية قواها لخوض الانتخابات التشريعية الشهر المقبل، وفقا ل"الجزيرة نت". وقد أشاع فوز حزب حركة النهضة، الذي تصفه الصحيفة بأنه حزب إسلامي معتدل، بالانتخابات في تونس إحساساً لدى العلمانيين في مصر بأهمية التحرك العاجل خاصة بعد أن اتضحت غلبة المرشحين الإسلاميين على قوائم الترشيحات بعد قفل باب التسجيل للانتخابات الاثنين الماضي، بحسب الصحيفة. ويزعم مشايخ الطرق الصوفية أن لديهم أتباعا يفوق عددهم السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين مجتمعين، إذ يصل عددهم إلى 15 مليون شخص، علما بأن من لهم حق التصويت في مصر يبلغ نحو 45 مليون مواطن ومواطنة. واعتبرت "وول ستريت" أن الصوفيين بهذا العدد الذي يفوق أي جماعة دينية أخرى، وفقاً لمزاعمهم، يمثلون الأغلبية السياسية الصامتة في مصر، وهم بذلك يحددون هوية التيار الديني الرئيسي الذي يتسم بالاعتدال، الشامل لكل الشرائح. وإذا كان العلمانيون يأملون في إيقاظ ما تسميه الصحيفة بالمارد السياسي النائم، فدون ذلك تحدٍّ هائل، فالصوفيون قادمون جدد على الساحة السياسية، ولا ينتمون لأي عقيدة سياسية بخلاف معارضتهم من أصحاب "الإسلام السياسي المتشدد". وقد ظهر افتقار الصوفيين للتجربة السياسية في أغسطس الماضي عندما نظم أحد قادتهم تجمعاً في ميدان التحرير رداً على المظاهرة التي حشدها الإسلاميون قبل ذلك بأسبوعين. ولم يستجب للدعوة سوى بضع مئات من الناس، ذلك أن قلة من الصوفيين تهتم على ما يبدو بالتظاهر للتعبير عن مواقفهم السياسية. غير أن الصحيفة ترى أن الصعود السياسي المفاجئ للتيار السلفي في مصر، أعطى ذرائع جديدة لمشايخ الصوفية لحث أتباعهم على ولوج حلبة الصراع السياسي.