(مش هنا الاوضة اللي جمبنا .. لازم تروح تدفع 2 جنيه في الخزنة .. مش بنتعامل مع طلبة يوم الخميس ) .. جمل مثلت مصدر عذاب طلبة جامعة حلوان خاصة كلية الآداب ، فاليوم الذي تضربك فيه شمس جامعة حلوان وتجعلك تقرر إنك تروح تخلص ورق في الكلية يصبح يوم العذاب والإصابة بالضغط أو الشلل الرباعي وأحيانا نصفي أو كلي لمجرد التعاون مع موظفين الشئون . لم أدرك معنى (روتين الموظفين) إلا عندما رأيته بأم عيني في جامعتنا الموقرة ، أعلم أن روتين الموظفين موجود في أي حاجة حكومية في مصر ، لكن موظفين جامعتنا (يتفننون) في تعطيل العمل وإصابة الطالب بالشلل وكأنهم واخدين كورسات في كيفية تعذيب الطالب ، وبدايتها إنه إذا أراد طالب تخليص أوراق في الكلية فليبتعد عن يوم الخميس حيث أن الموظفين دون مبالغة لا يتعاملون مع الطلبة يوم الخميس .. أمال قاعدين في مكاتبهم يوم الخميس يعملوا إيه ؟! ، وإذا أراد استخراج ورقة من الكلية لأي غرض كان فالطبع يجب دفع رسوم ، فيتوجه إلى غرفة لينتقل إلى أخرى حسب ما بيبعته الموظفين ثم يقف في طابور طويل على الخزنة ليكون في انتظاره موظف الخزنة (والذي يعد من أشهر معالم جامعتنا) بالسيجارة وكوباية الشاي التي سكب نصفها على الدفاتر ، لينظر إليه بكل معالم الغضب التي لا تنزاح من على وجهه ويأخذ الفلوس بعد وصلة (زعيق) في الطلبة اللي عاملين دوشة برا الأوضة ، وناهيك عن أيام الزحام على الخزنة لدفع المصاريف حيث يكون نفس موظف الخزنة منهمك في التكشير والزعيق وتحصيل الفلوس وكأنه بيمن علينا أنه بيشوف شغله والموظفة بجانبه قاعدة (لا شغلة ولا مشغلة) وتقول بمنتهى الألاطة (أنا مش شغالة انهرده) .. أمال جاية تعملي إيه ؟! . والمأساة الكبرى بتكون إذا أردت استخراج اسمك من أحد الكشوفات فيقوم الموظف بعد معاناة كبيرة مع الكسل والملل ويتكرم عليك بإعطائك دفاتر لتبحث بنفسك عن اسمك فيهم وهو قاعد بيرغي مع زميله و في أيده كوباية الشاي أو القهوة ، أو يكون مشغول في شغل تاني فيقولك (مش وقته) وكأنك رايح تهزر معاه مش رايح في شغل بردو . معاناة لا تنتهي مع الموظفين ، فلا أعرف لماذا يصرون على التباطؤ والتكاسل في العمل رغم أن بعضها بتكون واقفة على ختم أو إمضاء ، ولكنك تشعر إنهم يتلذذون بتعذيبك بروتين مميت نازلهم على (سيدي هات) ، وهنا يأتي سؤال ملح يطرح نفسه .. ألن ينزل للطالب كورسات في كيفية تعذيب الموظفين .