سيناء أرض الفيروز، فلذة كبد مصر، ملتقي الأنبياء، أرض المعارك والانتصارات، علي ترابها سالت دماء الشهداء الأبرار دفاعا عن أرض الوطن عندما وقف ابناؤها الأوفياء بجميع فئاتهم يصدون العدو الصهيوني بصدور مليئة بالإيمان والانتماء، رغم ذلك أهملت حكومات مبارك أبناء سيناء، وأسقطتهم من حساباتها كما أسقطت معظم شعب مصر، وعندما قامت الثورة، امتدت أياديها لاستعادة أبناء سيناء واحتضان مطالبهم واستيعاب ثورتهم ضد الظلم، وكانت «الوفد» سباقة للسماع الي مشاكلهم، وها نحن نلتقي بهم مجددا بعد زيارة رئيس الوزراء عصام شرف الذي حمل اليهم 10 وعود لم ينفذ منها إلا واحدا وهو مادعا السيناوية للمطالبة بسرعة إنقاذهم وتصحيح أوضاع الأراضي، والبدء فورا في المشروعات الخدمية العاجلة والضرورية وحل مشاكل الشباب بعيدا عن الواسطة والمحسوبية. وحسب سامي حربي فإن أكثر ما يعاني منه أبناء سيناء غياب العدالة الاجتماعية، واستحواذ المحاسيب علي الاراضي والمشروعات، دون غيرهم من المستحقين، مشيرا الي أنه تقدم أكثر من مرة بطلب للحصول علي قطعة أرض، لإقامة مخبز عليها لخدمة أهالي أبو صويرة، رأس سدر، إلا أن المسئولين رفضوا طلبي رغم موافقتهم علي منح شخص آخر ليس أحق مني أرضا لبناء مخبز، وهو ليس من أبناء سيناء، وإنما من الوافدين، كما تم توزيع الأراضي أيضا علي المحاسيب وأقارب اصحاب النفوذ بواقع 5 آلاف متر للشخص، ومعظمهم من الوافدين. ويؤكد عودة فريج فرج الله ما قاله حربي، ويضيف : تقدمت بطلبات عديدة للحصول علي قطعة أرض بمساحة 200 متر، لإقامة مشروع يخدم أهل المدينة ويساعدني علي مواجهة الحياة، لكني وجدت المسئولين أذنا من طين والأخري من عجين رغم توزيع الأراضي علي المحاسيب التابعين للنظام السابق، بل من المضحكات المبكيات، بأني تقدمت بطلب للحصول علي قطعة أرض لا تزيد مساحتها علي 4 أمتار مربعة «لتغسيل» الموتي، الغريب أن المسؤلين وافقوا علي غرفة التغسيل، ورفضوا مشروعي لخدمة أهالي المدينة. ويطالب فريج المسئولين بالاهتمام بأبناء سيناء، ومساعدة الشباب لتقنين أوضاعه، وإنشاء مشروعات صغيرة ومصانع لتشغيلهم تكون قريبة من مساكنهم، ويمكن إقامة مصانع للرخام و الزجاج، لتوافر المواد الخام بكثرة، مما يساعد اهل المدينة للقضاء علي البطالة، ومحاربة تجارة المخدرات، كما يطالب شركات البترول بمراعاة تعيين ابناء سيناء، بحيث يكون لهم أولوية تصل إلي نسبة لا تقل عن 50% من العاملين. ويشكو مطلق حربي سالم من أبناء مدينة رأس سدر ذات الشكوي فيقول: تقدمت بطلب للحصول علي قطعة أرض بمساحة الف متر عام 2008، لإقامة مشروع متكامل يعمل علي خدمة طريق شرم الشيخ السويس، فهذا طريق حيوي وليس به مثل هذه المشاريع، ويشمل المشروع الذي أرادت إقامته مركزا للصيانة وقطع الغيار والتشحيم وتغيير زيت السيارات، وغيرها، ولكن تم رفض طلبي، بينما تم منح أراضي شاسعه لآخرين لإقامة مشروعات مماثلة، وطبعا جميعنا يعرف السبب، وهو ما يدفعه هؤلاء لبعض المسئولين علي سبيل الرشوة للحصول علي الاراضي. ويري أشرف رمزي إن أي مشروعات لخدمة أهالي سيناء كان يتم إعاقتها في ظل الحكومات السابقة، ويوضح: تقدمت بطلب تخصيص قطعة أرض لإقامة مشروع متكامل، لخدمة التعليم ويضم مكتبة علي أعلي مستوي، وبالفعل تمت الموافقة، واتفقت مع شركة من شركات المقاولات للتنفيذ، وتم دفع مبلغ 350000 جنيه للشركة، إلا أنني فوجئت بمجلس المدينة يرفض المشروع، وتعهد بإعطائي مكانا جديدا داخل مركز تجاري «مول» كبير سيتم بناؤه بالمدينة، وتجمد بالتالي مشروعي. وتتكرر المشكلة مع خالد عياد سالم، الذي تقدم بطلب لشراء قطعة أرض لإقامة «كوفي شوب» لخدمة السياحة بالمدينة، إلا أن طلبه قوبل ايضا بالرفض، كما رفضوا طلبه بتخصيص شاطئ عام لأهل المدينة، بينما الشاطئ الوحيد تم تأجيره. فيما يواجه فرج أبو جرار مشكلة حول قطعة أرض يملكها، يتنازع عليها مع البنك الاهلي، ويقول: هذه الارض خاصة بأجدادي، ولدي من المستندات ما يؤكد هذا، فهذه الارض ملك لنا منذ 1989، وتم عمل أكثر من 6 محاضر حولها، وصدر فيها حكم دون جدوي، ودون ان يتراجع البنك عن محاولة الاستيلاء عليها، ويشير أبوجرار الي وجود قانون يقضي بانتزاع الأرض وتسليمها لمجلس المدينة إذا لم يتم البناء عليها خلال فترة محددة، فلماذا لم يتم سحب قطعة الأرض من البنك اذا كان يدعي ملكيته لها، وهو لم يبن فوقها، أطالب المسئولين بحل هذه المشكلة التي لا أجد لها حلا. الوعود العشرة عندما زار عصام شرف سيناء مؤخرا، حمل معه 10 وعود براقة من أجل حل مشاكل أهالي سيناء وتنميتها تنمية مستدامة، ولكن للآن لم يتم البدء إلا في تنفيذ وعد واحد، والكلام علي لسان محمد حافظ الموجه بالتربية، ويضيف: الحكومة مطالبة الآن بالالتفات إلي مشاكلنا التي أهملتها الحكومات السابقة طويلا، والعمل علي تصحيح أوضاع الأراضي الواقعة تحت أيدينا، لأن كثيرين منا قاموا ببناء مساكن فوقها وتكلفوا فيها شقاء العمر، وكنت أنا أحد المتضررين من الإجراءات العشوائية للحكومة، حيث قاموا بهدم منزلي الذي بنيته علي مساحة مائتي متر، ولكن في نفس الوقت لم تتم إزالة منازل آخرين من المحاسيب، ولا أعرف أين أذهب أنا وأبنائي فأنا أقيم وأعمل بالمدينة منذ عام 1983. وليست مشكلة انتزاع الأراضي وهدم البيوت، وتعطل مشروعات العمل فقط هي التي تحاصر أهالي المدينة، بل هناك أيضا إهمال في المرافق والمشروعات الاساسية التي تمس حياة المواطنين، علي غرار أيدي الإهمال التي دمرت مستشفي رأس سدر، فالمباني فخمة، ولكنها بلا خدمات حقيقية تقدم للجمهور، رغم تكدس أحدث الأجهزة بالمستشفي، إلا أنه لا يوجد أطباء متخصصون في الأوعية الدموية أو المخ والاعصاب، أو وغيرها من الحالات الحرجة والمستشفي تكلف بناؤه أكثر من 85 مليون جنيه. ومع هذا التنوع في المشاكل التي يعاني منها اهالي سيناء، يطالب الاهالي بإنشاء كوبري بالقرب من بور توفيق الشط، ليربط أبناء المدينةبالسويس فهذه المنطقة تعد أضيق مكان بالشط، ويصعب المرور عبرها مع التكدس السكاني بالمدينة.