لم تَكٌن تراه وسيماً .... كانت تحسد صديقتها لارتباطها بذلك الرجل الوسيم ..... كانت تٌحِسّ أنها أقلّ حظّاً من زميلاتها .... كٌلّما نَظَرت إلى صورة الخطوبه شَعَرَت بالضيق ...... كيف ارتضَتْ أن ترتبط به و هى التى كانت دوماً تٌرَدِد أنه من حَقّ المرأه أن تختار شكل الرجل الذى سترتبط به...... كانت تقول : ” لِمَ يقتصر حق اختيار الشكل على الرجل فقط ؟....... فى حين أنها هى التى لابد و أن تلتزم بهذا الحق .... فالرجل له حق أن يتزوج ب غيرها إن هو قرر ..... و إن لم يٌعجبهٌ شكلها عَبّرَ عن ذلك ب حٌرّيّه .... فما بال أنها سترتبط به واحد ...و للأبد ؟!! .....ف مِن حقها أن تختاره و تكون أكيده من هذا الاختيار . “ حينما تٌقَدّمَ لها لَمْ تَكٌن رأتْه بَعْد ..... حَدَّثوها عنه ..... قالوا فى حَقّهِ كلام طَيّب كثير .... امتَدحوا كثيراً أخلاقه و تَدَيّنه و عَبّرَ كثيرون منهم عن ارتياحهم لدى رؤيته .... صحيح أنها تلك المَرّه بالذات لم تهتمّ بشكل المٌتَقَدّم و ارتاحت ل سؤالها ربّها بأن ما فيه خيراً بأمر الله سييسره الله لها ..... و لكنها حين رأته تَغيرت من داخلها ...... أحسّت أنها لن تستطيع أن تكون معه سعيده ..... بملامحه .. مهما كات طباعه ...... ف صورته أول ما ستتعرّض لهٌ فى كلّ وقت . ... جَلَسَت معه ..... تَحَدّث ... عَذْبٌ حديثه ...... و كلامه موزون و مٌنَسّق ... استغربَت أن الانسان ممكن أن يحكم على شخص آخر بشكله ....... “مَن قال ذلك!!”..... غَيّرت رأيها بعد المٌقابله الأولى . تَقَبّلَتهٌ ...... أحسّت أنه بمعاملته الحَسَنه لها سَتٌحّبّهٌ ...... و تتغاضى عن شكله .......و لكن..... كٌلّما غادر و جَلَسَت و أفكارها ..... تجد نفسها تعود الفكرة لِ تٌلحّ على عقلها .... كانت تٌحِسّ بها أكثر كلما حَضَرَت عٌرساً ل زميلة أو رَأت خَطيباً أو زوجاً لأحد صديقاتها .... كانت تجد نفسها مدفوعه لشىء واحد ..... المٌقارنه ...... كانت دوماً تٌقارنه بهم جميعاً ...... كانت دائماً تَضعه فى خانة الشكل ... و الشكل فقط......... اقتناعها بمسألة الشكل لم يَكٌن لاهتمام خارجى بالمظهر .... أو شىء من هذا القَبيل ... إنما كانت مٌقتنِعه بأن الشكل هو البوابه الأولى للراحه ..... لمعرفة موقفنا من هذا الانسان أو ذاك ...... كانت تٌصّدق ما يقولونه عنه ..... لأنها أحسّت ذلك بنفسها منه ...... ف هو شاب خَلوق ... مٌتَديّن ... سعيد بالزاوج و يٌقَدّسهٌ .... لَم تعرف أبداً إن كان يٌحبّها أم لا ...... و لكِنّه كان يٌشعرْها بأنها أميرته .....مَلِكَتهٌ المٌتَوّجه ..... و لم تَكٌن تعتبر هذا غريباً ... بل رأته حقها ..... فهى لا تَرى أنها سيئة بالمقابل ............ حتى جاءَ ذلك اليوم الذى كانت فيه تَحضر حَفل زفاف صديقة عٌمرها ..... رأتهٌ و رأتها ..... زوج و زوجه ...... رأت فى عينيهما مدى الانسجام و التفاهم و الحب .... و جاءَتْ اللحظه .... لحظة المٌقارنه ..... قارنَت و تخيّلت نفسها مع خطيبها مكان صديقتها و زوجها ...... و فجأه ..... و بدون مٌقَدَّمات .... انتزعت الدبله من إصبعها ...... قَررت شيئاً لَم تَكٌن تَظٌنّ أنها ستمتلك القدره على اتخاذ قرار حياله ..... بعدما عادَتْ ..... كلّمها كعادته “مِن فضلك .... أتمنّى لو تحضر غداً صباحاً .... لَدىّ ما أقولهٌ لك ..........” “ألا يصلٌح هذا الذى تٌريدين قَولهٌ أن يٌقال الآن....... شَوّقتينى .....” “لا ... لا يصلٌحْ ..... و لا تتعَجّل .....” فى الصباح ..... طَرَقَ الباب .. استأذَنَت أٌمها أن تَفتَحْ الباب .... إنه خطيبها ... فَتَحَتْ .......قَبْل أن يَخطو الخطوة الأولى إلى داخل الدار دَفَعَت إليه ب عٌلبة الشَبْكَه فى يديه بدون كلمه واحده....... أَخَذَ العٌلبه و الصدمه .... و رَحَلْ .... أحَسّت منتهى الرّاحه بمٌجّرّد خروجه ... هى لَم تختار أن تتركهٌ ل شكله فقط .... إنما هى ترفض الارتباط بمَن تٌفَكِّر فى شكله ..... هو ليس شخصاً سيئاً ...... و لا هى كذلك .. و لكن .... كٌلٍّ مِنهٌما مناسب لِ غَير كلٍّ منهما ..... هى اقتَنَعَت أن مَن تتزوجه لابٌد و ألاّ ترى غيره ..... لا تسمع غيره ... لا تتضايق أو تَتَذمّر من أى تفصيله فيه ..... فمرآة الٌحبّ ليست عمياء .....إنما هى ترى كٌلّ ما فى الحبيب من عيوب .... و لكن ..... تتغاضى عنها ..... و تتقبّلها ..... كما هى ..........................!