عندما يشتد القمع على الأرض ولا سبيل للحصول على المعلومات أو إيصال الأصوات يتحول الانترنت في سوريا أيضا إلى السبيل الوحيد لإيصال أصوات المحتجين إلى الرأي العام العالمي، ومن هنا أعلن قراصنة حرباً الكترونية على نظام الأسد. يطالب المجتمع الدولي بتشديد العقوبات على دمشق بفرض حظر على شراء الأسلحة في إطار تكثيف الضغوط بهدف حمل نظام الأسد على وقف القمع المسلط على المتظاهرين في سوريا، حيث لقي نحو ألفي شخص حتفهم منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في آذار / مارس الماضي. ومثلما كان الأمر في تونس ومصر فإن القيادة السورية لم ترد على الاحتجاجات فقط باستخدام العنف بل أيضا باتباع مراقبة مشددة على المواطنين وفرض رقابة صارمة على الانترنت. ولكن يبدو أن هذه الأنظمة الديكتاتورية لم تحسب حسابا لنشطاء انترنت دوليين بعلنون الحرب عليها. مع بداية الربيع العربي قام عدد من القراصنة الالكترونيين من مناطق متفرقة من العالم بتوسيع نظم الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط لتزويد الناس خارج تلك المنطقة بالمعلومات حول الأحداث التي تشهدها. وعندما قام نظام حسني مبارك بقطع شبكة الانترنت قامت مجموعة من نشطاء الانترنت تطلق على نفسها اسم "تيليكومكس" بمساعدة المصريين على الدخول إلى الانترنت والحصول على آخر الأخبار عبر تسخير موديم انترنت خاص يعمل من خلال جهاز الهاتف. وتعتبر مجموعة "تلييكومس" نفسها بمثابة قاعدة أو منصة افتراضية يلتقي فيها قراصنة من مختلف الدول للعمل على تحقيق أهداف مشتركة والدعوة عبر تويتر إلى ضمان الحق في التواصل الآمن والحر والحق في حرية الصحافة والتعبير.