الأطفال أول ضحايا المجاعة المتطوعون يقيسون طول ووزن الأطفال الوافدين حديثاً إلى مخيم دولو أدو في أثيوبيا، لتحديد ما إذا كان الجوع قد أخر نموهم. والكثير من الأطفال لا يفقدون حياتهم خلال الطريق الطويل من مناطق المجاعة في الصومال إلى أثيوبيا، والذي يستمر لأيام عديدة. الوصول إلى مخيم دلو أدو فر أكثر من 120 ألف لاجئ صومالي عبر الحدود إلى أثيوبيا المجاورة هرباً من المجاعة والجفاف وميلشيات شباب المجاهدين. وبعد أن نفذت الخيام من منظمات الإغاثة الدولية العاملة هناك، يضطر الوافدون الجدد إلى البقاء لأيام طويلة تحت منازل من الخرق والأغصان الحصول على رقم القادمون الجدد إلى مخيم دولو أدو يحصلون في البدء على رقم التسجيل، قبل أن يتم التحقق من هويتهم. ويعيش هؤلاء اللاجئين لفترة قد تصل إلى شهرين في مركز احتجاز، قبل أن يتم السماح لهم بالإقامة في المخيم. البقاء على قيد الحياة في الصحراء صورة من الجو لمخيم دولو أدو. هنا يتم إسكان اللاجئين في خيام دائمة بعد أسابيع أو حتى شهور من الإقامة من المخيمات المؤقتة. مورد ثمين أثمن الموارد في دولو أدو: مياه الشرب. بسبب صعوبة الحصول على مياه الشرب واستمرار تدفق اللاجئين توجب تقليل حصص ماء الشرب من 10 إلى 3 لترات لكل شخص يومياً. هذا يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الصحي بالمخيم. كابوس حقيقي للمنقذين مهبط الطائرات الرملي في دولو أدو لا يصلح سوى لهبوط طائرات الركاب الصغيرة، وليس لطائرات النقل البضائع. ولذلك يجب نقل أكياس المواد الغذائية والخيام ومحطات معالجة المياه من العاصمة أديس أبابا عبر الطريق البري المرهق. وبسبب موسم الأمطار الحالي يمكن أن تستمر الرحلة لأكثر من عشرة أيام عبر الطريق الموحلة. حمى لاهبة كثير من الأطفال في المخيم يعانون من الحمى الناجمة عن الإصابة بالالتهابات. المنقذون يبذلون قصارى جهدهم للحيلولة دون أنتشار وباء الحصبة في المخيم. كما تم تشخيص بعض الإصابات بالكوليرا، على الرغم من أن الحكومة الأثيوبية مازالت تتحدث عن "إسهال حاد" فقط. هرباً من الإرهاب والحرب "لا أعود إلى وطني إلا حين يعم سلام دام فيها" يقول شريف ظاهر (18 عاماً)، الذي سار على قدميه لأسبوع كامل ونجح في استقلال باص صغير في العاصمة مقديشو، ليتجه إلى مخيم دولو أدو. ظاهر هرب من ميلشيات شباب المجاهدين، التي تفتش المنازل ليلاً عن الشباب لتجنيدهم في صفوفها. ظروف صعبة للحياة ليلاً ونهاراً تهب العواصف الرملية على المخيم. ويعاني الكثير من اللاجئين، لاسيما الأطفال منهم، من الغبار تحت عيونهم الملتهبة، الأمر الذي يتطلب معالجتهم طبياً. آمال في الحصول على الغذاء منذ أربعة أسابيع يعيش كوسفو مايو حسن وعائلته في دولو أدو، وينتظرون الحصول على خيمة خاصة بهم. والهوية المزودة بصورة رقمية وبصمات الأصابع تضمن لهم الحصول على حصة من الغذاء. ويقول حسن: "الجوع قاتل في الصومال. آمل أن ننعم بالراحة والغذاء هنا".