كان لأستاذ السياسة المصري محمد حسنين هيكل لقاءان رائعان مع الإعلامية منى الشاذلي والإعلامي محمود سعد، طرح فيهما آراء قيمة للغاية، نستعرض أهمها في النقاط التالية: ثورة 25 يناير.. وضع تاريخي جديد موقف هذه الثورة جديد جدا، فهي ليست انقلابا عسكريا أو حتى شبهة انقلاب عسكري.. ودون قائد محرك لها.. فلو خرج الجيش مثل ثورة يوليو ثم خرج الشعب بجانبه فهناك شبهة انقلاب عسكري.. ولو قام عسكريون واستولوا على السلطة يكون هناك انقلاب عسكري... لكن هذه المرة نحن في وضع لم يحدث في التاريخ نهائيا، على الأقل في مصر.. فالشعب استطاع انتزاع شرعيته بنفسه وأعطاها للجيش. دستور جديد ما دمت أدركت أنها ثورة فلابد أن تدرك أنك في حاجة لدستور جديد. الشرعية عاوز رئيس يمثل شرعية الدولة بلا سلطات، ولا يتدخل في الحكم إلا في الأزمات مع تحول مصر لدولة برلمانية... عن طريق برلمان يملك السلطة بجانب الرئيس ويعطي القوة للشعب... مجلس أمناء أريد إنشاء مجلس لأمناء الدولة والدستور، به كل الكفاءات دون تمييز، بشرط النزاهة.. حتى الوصول لانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد. مشاركة الشباب مجلس الأمناء عايز هذا الجيل في مجلس أمناء الدولة والدستور، ونعطي الفرصة لمن يصلح منهم للوزارة، وأن يشارك الجيل في حوار قبل تعديل القانون والدستور، وفي حوار ما قبل إقرار الدستور.. اديهم فرصة مفتوحة وفيها رواسي تطمئن وسترى الأمل. وزارة قوية أريد أقوى وزارة في البلد الفترة القادمة.. لتواجه الانتقال من وضع لوضع،وتحتاج الوزارة لاطلاع وتفتيش فيما سبق لأن حجم ما فسَد شنيع جدا. حسابات الماضي .. والمستقبل .. ونصيحة للشباب أطلب من الشباب أن يفتحوا أعينهم ويحكموا ضمائرهم، بُكرَه أولى بعنايتهم وغدا بالتأكيد أفضل من 30 سنة ماضية... فيجب أن يكلف أحد بملفات الماضي ليحقق فيها ويعطينا ملفاتها في أي وقت بعد الانتهاء منها.. فلا نريد أن ندخل في حسابات الماضي ونهمل المستقبل.. لأنه تعطل لمدة 30 سنة. الثورة ورحيل النظام والثورة المضادة وعلاقتهم بشرم الشيخ عمرك ما هتلاقي ثورة تيجي لنظام بكل أشكاله متغلغل بهذه الطريقة مرة واحدة وتقول لهم جاء وقت الرحيل.. في الأول بيتراجع وأول ما يتمالك أعصابه بيرد بما تسمونه الثورة المضادة.. وأكثر ما يشجع الثورة المضادة هذه اللحظة هذا الموقع في شرم الشيخ، ولا يمكن مواجهتها إلا بتدبر ووعي وتوقعها، ولابد أن يتلوهما حقائق تخرج للناس عن أسباب الفساد. والحل... أن تواجه ما كنت فيه بصراحة وتحدد ما تريده بصراحة وحسبت مواردك وسوف تجد أنك في موقف يمكن إدارته... هناك متناقضات عديدة والسياسة هي إدارة للمتناقضات... إذن فالحل موجود. الرئيس والثورة المضادة ودور شرم الشيخ الفاسد بيتكلموا على إننا لازم نحترم إنه كان قائد في 73 - ودي فيها كلام - وماحدش يقول لي رجل كبر في السن وأدى دور.. أي كبير في السن يجب تقديره وأي فرد أدى دور يجب تقديره، لكن هناك وطن أكبر مني وأكبر من أي فرد... فلا يوجد من يحصل على شرعيته نتيجة حرب. أهمية شرم الشيخ موقع شرم الشيخ يستغله ناس كتيرة قوي.. أولاً: من كانوا رافضين لخروج الريس. ثانياً: من أثنوا على الرئيس في يوم من الأيام. ماتنساش إن "بن آلي زار" قال إن الرئيس مبارك كنز إستراتيجي لإسرائيل. ليه شرم الشيخ؟ لو عايز العلاج... ممكن يروح أي حتة .. يسافر برّه.. أي مكان، لو عايز يموت في مصر ممكن يروح إسكندرية أو أي محافظة تانية.. لكن ليه شرم الشيخ؟ لأنها جزء من خطة التأمين في الدولة البوليسية اللي كانت موجودة "عمرك شفت دولة بوليسية عدد أفراد أمنها بنسبة واحد إلى 42؟!.. شرم عمرها ما كانت منتجعا سياحيا للرئيس في أثناء إقامته فيها. شرم الشيخ خطة تأمين للرئيس لأنه لازم يبقى موجود في أماكن مفتوحة، بعيدة، ماحدش يمسكه، ماحدش يضره، يقدر يتواصل مع قيادة القوات المسلحة ويخاطب الشعب من خلال أذرعه في القاهرة وفي الحكومة والشارع. شرم الشيخ بعيدة عن الزحام والكتل السكانية والجيش، وقريبة من البحر وجنبه مطار وقريب من إسرائيل وفوقه القوة الأمريكية الموجودة في سيناء. هذه البؤرة ينبغي أن تزول، لكن هذا البقاء والتجمع في شرم الشيخ بيخلق مركز مناوئ للثورة لا داعي له في هذا الوقت، لأنه ممكن أن يؤدي إلى تضارب، وهناك مشاهد تدل على ذلك... إزاي الناس تتطمن؟ خلينا نعترف إن ماحدش هيقدر دلوقتي يلبي مطالب، لكن الناس تطمئن لما يلاقوا وضوح وأوضاع ثابتة.. ويصبح لديك رؤية، مش حد في الظل ولاّ حد مزنوق في تشكيل وزارة، فأنت لا ترى وسط الزحام أو الضباب، ووقتها الناس يبدأو يبصوا هيدوا إيه لمصر ويبقوا واعيين قوي لده. المشهد في مصر مربك ولكن... المشهد في مصر لا يوصف بأنه مربك للغاية فقط، وإنما يثبت أن هناك طلائع في الشعب موجودة، ما يبعث على الأمل وأيضا الشعب موجود وحاضر وهذا موضع أمل آخر، والقوات المسلحة عارفة دورها، وهذا موضع أمل أيضا، لكن لابد أن تسلم بأن ما جرى فاجأ الجميع ولهذا لا يوجد من له خطة ولا تصوُر ومن هنا يأتي الإرتباك. هناك تيار جارف يجب أن تفهمه جيدا لكي تقوم بالتعامل معه وتوجيهه، والأمور لن تقوم بحل نفسها ويجب أن نقوم بحلها ونسأل أنفسنا ما العمل؟.. وأنا أرى النقاط الآتية: 1- يجب أن تعرف ما تواجهه.. إذا عرفت أنها ثورة وليست حركة أو احتجاجا أو تظاهرة.. يجب أن تفهم أن هؤلاء الشباب كانوا طليعة يعبروا عن آخرين قاموا من بعدهم.. ويجب أن تدرك أنك أمام ثورة... لتبدأ بالعلاج. 2- الانتقال من أوضاع قديمة مرفوضة ، لأنها دولة فساد وليس فقط فساد دولة.. وأنا ضد أن تلقى التهم جزافا في هذا الوقت، المشكلة أنك أمام فساد مُقنّن "أي بالقانون"... وأن يكون الوضع الجديد واضحا، ويتم تفسيره للجميع، لكي تعرف الحقيقة حتى تستطيع معرفة أسباب الفساد. 3- عليك أن تفكر في المستقبل ويصبح التنفيذ سريعا ونزيها.