وسط رفض و إستنكار و بين مشاعر مختلطة بين الحزن و الرغبة في الإنتقام شيع نشطاء و ثوار الإسكندرية جثمان الشهيد "بهاء الدين السنوسي" في مسيرة حاشدة إنتطلقت من أمام المشرحة بمنطقة كوم الدكة إلى مدافن المنارة بعد أن رفض أهل الشهيد تنفيذ مطالب المتظاهرين بنقل الجثمان إلى مسجد القائد إبراهيم لأداء الصلاه عليه ، و ردد المشاركون في الجنازة بعض الهتافات المطالبة بالقصاص للشهيد و المنددة بطريقة وزارة الداخلية في التعامل مع المتظاهرين السلمين مثل "يا شهيد نام و إرتاح و إحنا نكمل الكفاح" ، و "بهاء السنوسي مات مقتول و المشير هو المسئول" ، و "زي ماهي الداخلية بلطجية" و طالب النشطاء بضرورة الكشف عن السبب الحقيقي لإستشهاد "السنوسي" حتى لا يضيع حقه كغيرة من شهداء الثورة ، مشيرين إلى أنهم مصرين على أن يتم القصاص العادل له و لكل شهيد سقط على يد رجال الداخلية منذ إندلاع ثورة 25 يناير ، و أنهم سوف يستمروا في تنظيم المظاهرات و المسيرات و الوقفات الإحتجاجية حتى يتم تنفيذ كافة مطالب الثورة و في مقدمتها إعادة حقوق الشهداء و المصابين ، و حتى تصل الرسالة بشكل واضح إلى قيادات المجلس العسكري بأن الثورة ماذالت مستمرة في ميادين و شوارع مصر و لن تهداء و أن الثوار لن يملوا من المطالبة بمستقبل أفضل لهذا البلد
و إتهم النشطاء وزارة الداخلية بالإستمرار في إستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين ، مؤكدين على أن "السنوسي" سقط برصاص قناصة الداخلية من أعلى مبنى مدرية أمن الإسكندرية و ليس كما يدعي أهل الشهيد أو قيادات مدرية أمن الإسكندرية ، و أشاروا إلى أنهم يمتلكون فيديوهات توثق للأحداث و المواجهات التي شهدتها مدرية أمن الأسكندرية مساء يوم السبت و التي تؤكد إستخدام رجال الداخلية و الأمن المركزي للرصاص الخرطوش ، و القنابل المسيلة للدموع صناعة إسرائيلية لتفريق المتظاهرين ، و كذلك إستخدام الرصاص الحي في المواجهات من قبل أفراد الأمن و الذي أودى بطبيعة الحال بحياه الشهيد "بهاء السنوسي"
كما طالب النشطاء بضرورة أن يقوم المجلس العسكري و قياداتة بإثبات حسن النية في تسليم إدارة شئون البلاد لسلطة مدنية ، و أن يقوم بوضع خطة و جدول زمني للتحقيق ذلك إن كان صادق في وعوده ، و ألا يكتفي بإصدار بيانات دون تنفيذها على أرض الواقع ، و أتهموا المجلس العسكري و قياداتة بإثارة الفتنة و إحداث بلبة قبل إجراء إنتخابات مجلس الشعب القادمة ، و التي تعتبر البداية الحقيقية للإتجاه في المسار الصحيح نحو تسليم السلطة لمدنين ، و لذا فإن المجلس العسكري هو المستفيد الوحيد من إشتعال الموقف حتى يكون لديه الأسباب المقنعة لتمديد الفترة الإنتقالية
و شهدت الجنازة مشاركة عدد كبير من القوى و الأحزاب السياسية بالإسكندرية منها (حزب الكرامة ، و حركة 6 إبريل ، و حزب الوفد ، و حزب الحرية و العدالة ، و حركة دعم البرادعي ، و الإشتراكين الثوريين ، و حركة كفاية ، و جماعة الإخوان المسلمون ، و حزب العدل ، و حزب المصريين الأحرار) ، و طالبت معظم القوى السياسية بضرورة أن يتم القصاص العادل من قتلة "السنوسي" و من سبقه من الشهداء الذين سقطوا منذ إندلاع ثورة 25 يناير ، مستنكرين عدم صدور أحكام رادعة في حق ضباط الشرطة المسئولين عن سقوط هؤلاء الشهداء ، حيث أشاروا إلى أن عدم جعل هؤلاء الضباط عبرة لغيرهم أدى إلى إستمرار نفس سياسات وزارة الداخلية في الإستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين و الثور ، و حول إمكانية دخول الأحزاب و القوى السياسية بالإسكندرية في إعتصام مفتوح كرد فعل على ما حدث إستبعدت أن يكون هناك نية لتنفيذ تلك الخطوة في الوقت الحالي ، حيث أكد عمرو غازي "عضو المكتب التنفيذي بحركة 6 إبريل بالإسكندرية" على أن فكرة الدخول في إعتصام مفتوح لسيت مطروحة تماما في هذا الوقت من جانب القوى السياسية ، مؤكدا في الوقت ذاتة على أن القوى السياسية ترفض إستمرار نفس الأساليب القديمة في التعامل مع المتظاهرين و التي تعيدنا إلى ما قبل ثورة 25 يناير ، و تؤكد على حق التظاهر السلمي و ضرورة تسليم السلطة إلى مدنيين في أقرب وقت ممكن حتى نضع حد للفترة الإنتقالية
من جانبهم رفض أهل الشهيد الحديث أو التعليق على الأحداث ، و أكتفوا بالقول بأن سبب الوفاه هو إصابة الشهيد بحجر في الرأس و ليس كما قال أصدقائة بأنه أصيب بطلق ناري في الرأس ، و هذا ما أكده تشريح الجثة – بحسب قولهم