تحتفى السينما المصرية والعربية ، خلال الأسبوع القادم بذكرى ميلاد الفنان الراحل أحمد زكى (فتى الشاشة الأسمر)، كما يطلق. والذي ولد 18 نوفمبر و توفي 27 مارس 2005. ويعد الفنان أحمد زكي من ألمع النجوم التي ظهرت في تاريخ السينما المصرية، واسمه الكامل أحمد زكى عبد الرحمن مولود في مدينة الزقازيق، وهو الابن الوحيد لأبيه الذي توفى بعد ولادته، تزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فرباه جده. حصل الفنان أحمد زكي على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، حيث شجعه ناظر المدرسة الذي كان يحب المسرح، وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وقابلوه، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وأثناء دراسته بالمعهد، عمل في مسرحية (هالوا شلبى). وتخرج (فتي الشاشة الأسمر) من المعهد عام 1973، وكان الأول على دفعته، ثم عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيريا مثل (مدرسة المشاغبين)، (أولادنا في لندن)، (العيال كبرت)، وفى التليفزيون لمع في مسلسل "الأيام" و"هو وهى" ، و"أنا لا أكذب..ولكنى أتجمل"، و"نهر الملح "، و"الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين". وعمل في العديد من الأفلام التى حصل منها على جوائز عديدة، وتزوج من الممثلة الراحلة هالة فؤاد، وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم، ويعتبر أبرز ممثلى الثمانينيات والتسعينيات. كما يعد (فتي الشاشة الأسمر) من الممثلين الذين يندمجون في الدور، فيأديه بقوة مهما كانت مساحته أو أهميته، وتعتبر أفلامه بمثابة محطات مهمة في التمثيل، ابتداء من (عيون لا تنام)، و(البرئ)، و(الحب فوق هضبة الهرم)، و(أحلام هند وكاميليا)، و(ناصر 56)، و(أرض الخوف) و(أيام السادات)، وكان أخر فيلم قدمة (حليم). وقال الكاتب والسيناريست وحيد حامد، إن الفنان الراحل أحمد زكى تميز بالإخلاص الشديد فى عمله للدرجة التى جعلته يعانى ويتعرض لصعوبات حقيقية فى حياته. وأكد أن السينما المصرية تتمتع بكم هائل من الأسماء اللامعة والتى لا تقل موهبة عن الراحل أحمد زكى، إلا أن الأخير تمتع بجانب موهبته الفذة بإخلاص وتفان فى عمله وبرز هذا فى أدق التفاصيل الخاصة بالشخصيات التى تقمصها ليكتسب زكى ثقة واحترام النقاد ومن قبلهم الجمهور طوال تاريخه الفنى. وأشار إلى أنه كانت تجمعه صداقة عميقة مع الراحل أحمد زكى بدأت منذ منتصف السبعينات، مؤكدا أنه عرف أحمد زكى "الانسان" قبل "الفنان"، وهو لا يقل روعة وابداعا عما نراه على الشاشة فهو صادق لأقصى درجة لذا صدقه واحترمه الجمهور ليعتلى قمة النجومية ويصبح من أهم النجوم فى السينما المصرية. ومن جانبه، قال الناقد طارق الشناوي، إن أحمد زكي هو أفضل فنان في تاريخ السينما المصرية خلال الربع قرن الأخير، مشيرا إلى أنه يتمتع بموهبة كبيرة جدا جعلته من أهم الفنانين الذين أنجبتهم السينما العربية. وأضاف الشناوي أن أفلام أحمد زكي سوف تعيش في ذاكرة السينما المصرية، ومن أهم المواقف التى جمعتنى بالنجم الكبير كانت فى بداية مشوار أحمد زكي عندما نسير فى وسط البلد، وكان ينادى بأحمد الشاعر الدور الذي قامه في مسرحية (مدرسة المشاغبين) الذي كان انطلاق النجم الكبير في عالم السينما والمسرح. وأكد أننا نحن أمام فنان مجتهد جدا، يهتم كثيرا بالكيف على حساب الكم، يلفت الأنظار مع كل دور يقدمه، وأعماله تشهد له بذلك، منذ أول بطولة له في فيلم (شفيقة ومتولى)، مرورا بأفلام (إسكندرية ليه)، (الباطنية)، (طائر على الطريق)، (العوامة 70)، (عيون لاتنام)، (النمر الأسود)، (موعد على العشاء)، (البريء)، (زوجة رجل مهم)، والعديد من الأفلام التى حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهير والنقاد على السواء. ومن جانبه، قال الناقد حسن حداد عن أحمد زكي أنه لمس قلوب الناس وسط عاصفة من الضحك، كان هذا خلال المسرحية الأولى التى واجه الجمهور بها، وهي مسرحية (مدرسة المشاغبين). فمن حوله ملوك الضحك عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، حسن مصطفى، عبد الله فرغلي، وهو التلميذ الغلبان الذي يعطف عليه ناظر المدرسة. وبعد ذلك انتقل زكي من المسرح إلى التليفزيون ثم إلى السينما، وكانت له جولات وصولات في الساحات الثلاث، ولفت الأنظار إليه بكل دور يقوم به..وترجمت هذه الأعمال المتفوقة إلى جوائز، وهنا بدأت الحرب عليه، وذلك للحد من خطورته. ومصدر الخطر فيه تحدد في ثلاثة مواقف سينمائية وتليفزيونية : الموقف الأول حين قام بدور البطولة في مسلسل (الأيام)، فقد قام بدور طه حسين، وعندما أجرى النقاد مقارنة بينه وبين محمود ياسين، الذي قام بنفس الدور في السينما. وقالت الفنانة فردوس عبد الحميد إن الفنان أحمد زكى من الفنانين القلائل الذين لن تستطيع السينما المصرية تعويضهم لامتلاكه موهبة عبقرية وتلقائية في الأداء أكسبته احترام الجمهور والنقاد على حد سواء. وأضافت أن دوره في فيلمي (ناصر 56)، و(أيام السادات) من أهم الأدوار، غير أنها أكدت أن تجسيده لشخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كانت أصعب من تجسيد دور الراحل أنور السادات بالنسبة له.