على الرغم من تصاعد الحملة الأمنية والعسكرية العنيفة التي يشنها الجيش السوري ذو الأغلبية العلوية لقمع انتفاضة الشعب السوري ذو الأغلبية السنية وغم الإدانات الموسعة من الاتحاد الأوربي والمتحفظة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية بما يعنى تواطوء دولي واضح إزاء سقوط ما يزيد على ألف وثلاثمائة قتيل وفى اجراء جديد لمحاولة تسكين الاوضاع من قبل نظام دكتاتورى فاقد للشرعية
انطلق اللقاء التشاوري للحوار الوطني في سوريا يوم الاحد بعد نحو اربعة شهور من الاحتجاجات ضد حكم نظام الاسد المستمر منذ اكثرمن 40 عاما وسط مقاطعة ابرز وجوه المعارضة في البلاد. ويناقش اللقاء التشاوري المنعقد على مدى يومين القضايا المدرجة على جدول أعماله وهي دور الحوار الوطني في المعالجة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للازمة الراهنة والافاق المستقبلية وتعديل بعض مواد الدستور بما في ذلك المادة الثامنة لعرضها على أول جلسة لمجلس الشعب وعدم استبعاد وضع دستور جديد للبلاد اضافة الى مناقشة مشاريع قانون الاحزاب وقانون الانتخابات وقانون الاعلام. وقال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في افتتاح اللقاء في دمشق امام اكثر من 200 شخصية من اعضاء البرلمان المستقلين ومثقفين وفنانين انه لا بديل عن الحوار "لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة." وقال الشرع ان "الحوار الوطني يجب ان يتواصل سياسيا وعلى كافة المستويات ومختلف الشرائح لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا." وغاب عن جلسات اللقاء التشاوري شخصيات وجماعات بارزة في المعارضة الذين رفضوا دعوة الرئيس الاسد للحوار وقالوا انهم لن يشاركوا في محادثات قبل وضع حد للحملة العسكرية واطلاق سراح الاف السجناء السياسيين. وقال الشرع "ان مجتمعنا لن يستطيع بغير النظام السياسي التعددي الديمقراطي الذي سينبثق عن هذا الحوار ان يصل الى الحرية والسلم الاهلي اللذين يرغب بهما كل مواطن في ارجائه كافة." وقال الشرع "الحوار لا بديل عنه في الوضع الراهن غير النزيف الدموي والاقتصادي والتدمير الذاتي اما فكرة اللاحوار فلا افق سياسيا لها ولا اظن ان هذه الفكرة ستكون مطلبا شعبيا في أي ظرف كان فكيف بظروف بلدنا ومنطقتنا في هذه الايام." ويقول ناشطون سوريون ان قوات الامن قتلت أكثر من 1300 مدني اثناء الاحتجاجات. وتقول السلطات السورية ان 500 من جنود الجيش وقوات الامن قتلوا على أيدى عصابات مسلحة تلقي عليها ايضا بالمسؤولية عن معظم الوفيات بين المدنيين. وعرضت المناقشات على التلفزيون السوري مباشرة حيث ترددت اصوات ومطالبات لم تكن لتظهر في السابق على الاعلام السوري.