تقف الأزمة السورية عائقاً أمام تحقيق توافق عربى روسى، خلال الدورة الأولى للمنتدى المشترك، والتى ستنطلق أعماله على المستوى الوزارى فى موسكو صباح غد الأربعاء، فى حين انطلقت اليوم اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار المسئولين، حيث يصعب التقارب بين وجهتى النظر العربية والروسية لحل الأزمة، الأمر الذى عجزت عنه المفاوضات على مدار 20 شهراً منذ بدء الثورة. وسيغادر الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لموسكو مساء اليوم الثلاثاء، على رأس وفد خماسى عربى للتفاوض مع وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف، وقال مصدر عربى ل"اليوم السابع"، إن الوفد الخماسى الذى يضم وزراء خارجية مصر ولبنان وليبيا والعراق والكويت هو قليل كتمثيل عربى فى أول دورة للمنتدى مع دولة كبرى مثل روسيا، إلا أنه أوضح أن التراجع فى التمثيل جاء بسبب رفض بعض الدول العربية لموقف روسيا من الأزمة السورية ووقوفها فى مجلس الأمن ضد المشروع العربى لحل الأزمة، لافتاً إلى أن الموقف العربى رجح أن يكون الوفد صغيرا حتى يتم احتواء الخلافات فى وجهات النظر وعدم تصعيد المواقف وانتهاء الاجتماعات بأعلى المكاسب السياسية للجانب العربى. ولفت إلى أنه جرى التشديد من قبل بعض الدول بضرورة توحيد الموقف العربى والاتفاق عليه قبل مغادرة الوفد لموسكو، مشيرا إلى أن قطر كانت من أول الرافضين للذهاب إلى روسيا، خاصة على خلفية تأزم الموقف بين الدولتين بعد الصدام الذى جرى بين حمد بن جاسم وزير خارجيتها وممثل روسيا فى مجلس الأمن. ووضع الأمين العام قبل مغادرته لموسكو ملامح أساسية للموقف العربى تجاه الأزمة السورية، والذى تم التوافق عليه خلال اجتماع مصغر عٌقد بالقاهرة فى 5 من فبراير الجارى، وحضره وزراء خارجية الكويت ولبنان والعراق، ويتضمن الموقف العربى 6 نقاط أساسية سيسعى الوفد المشارك فى المنتدى لإقناع الجانب الروسى بتضمينها فى البيان الختامى المقرر صدوره فى ختام الاجتماعات. وتشمل ال6 نقاط: الإقرار بأن الوضع فى سوريا بلغ مرحلة خطيرة بالنظر إلى حجم الضحايا من قتلى وجرحى ونازحين داخل البلاد وخارجها، والدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار، المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين، الدعوة للجلوس حول طاولة الحوار، وضرورة وضع الأزمة على المسار السياسى وفق ترتيبات "اتفاق جنيف"، معالجة الوضع الإنسانى والحاجة الملحة إلى المساعدات وتأييد دخولها سوريا وتوزيعها على النازحين فى كل من لبنان والأردن والعراق وتركيا، وأخيرا دعم جهود المبعوث الأممى العربى المشترك الأخضر الإبرهيمى لحل الأزمة. وقال المصدر، إنه سيتم تجنب الحديث عن مستقبل الرئيس السورى بشار الأسد، أو إدانة العنف من قبل النظام، وذلك لتجنب الصدام مع روسيا المساندة له، والتى تضع المعارضة فى خانة المتهم والمسئول الأول عن العمليات الإرهابية بسوريا، ولفت المصدر إلى أن تلك النقاط التى تم التوافق عربيا عليها تعتبر منطقة وسط بين الموقف العربى والروسى، حيث سيتم مطالبة روسيا بالضغط على النظام السورى للقبول بمبادرة الحوار التى طرحها الائتلاف الوطنى السورى مؤخرا. كما سيتناول المنتدى عدة ملفات إقليمية ودولية أخرى منها القضية الفلسطينية وما يتعلق بالمساعى الإسرائيلية لتهويد القدس وعملية الاستيطان المستمرة من الجانب الإسرائيلى، والمطالبة بتسوية الصراع العربى – الإسرائيلى بمعزل عن أى تطورات إقليمية أخرى، ورفض الاستيطان والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وإدانة الحصار اللا إنسانى على قطاع غزة وكذلك الترحيب بعضوية فلسطين كدولة بصفة مراقب فى الأممالمتحدة. وسيضع المنتدى خطة عمل لمدة ثلاث سنوات (2013 – 2015)، الإرهاب، والاتجاه السائد هو اتخاذ موقف يدين الأعمال الإرهابية فى أشكاله كافة، مع التمييز أن للمقاومة الحق فى الدفاع عن أرضها المحتلة لحين تحريرها، وتأييد أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.