قال علماء من ألمانيا، إن الخفافيش تضبط موجاتها فوق الصوتية بسرعة البرق بناء على الضوضاء المحيطة بها. وتعتمد الخفافيش على هذه الموجات فى تحديد وجهتها وأهدافها حيث تعتمد الخفافيش على حاسة السمع فى رصد الموجات التى تصدرها بعد أن ترتد هذه الموجات لدى اصطدامها بجسم ما. وأوضح الباحثون أنه عندما تصطدم قطرات المطر على سبيل المثال بالأرض بالقرب من الخفاش فإنه يغير وبسرعة البرق مجال التردد الخاص بالأصوات التى يصدرها بحيث يصبح قادرا مرة أخرى على انتقاء صدى الصوت المرتد من بين الصخب المحيط به. غير أن فريق الباحثين تحت إشراف شتيفان هاجه من جامعة توبينجن الألمانية أوضح فى دراسته التى نشرت الاثنين فى مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم أن آلية هذه الظاهرة أكثر تعقيدا مما يعتقد حتى الآن. وذكر الباحثون أن الخفافيش تغير قوة أصواتها أو نبرات هذه الأصوات بشكل مستقل عن بعضها البعض، وقالوا إن العلماء كانوا يعتقدون حتى الآن أن قوة الصوت وارتفاع النبرة يحدثان بشكل متواز. ويرجح الباحثون أن تساعدهم المعلومات الجديدة فى علاج المصابين باضطرابات سمعية حسبما أوضح هاجه فى تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب أ.). وهذه الظاهرة معروفة بالفعل عن الطيور والحيوانات الثديية والإنسان، فالبشر يتحدثون بشكل أعلى تلقائيا لكى يستطيعوا التفاهم مع بعضهم البعض فى الوسط الصاخب لأن الصوت المرتفع يصل للمستقبل رغم الضوضاء المحيطة "وهذا هو التأثير الذى يستفاد منه خلال اختبارات السمع لدى الأطفال.. حيث يتأكد الأطباء من أن سمع هؤلاء الأطفال بحالة طيبة عندما يرتفع صوتهم فى الوسط الصاخب، غير أن العلماء لم يعرفوا حتى الآن كيفية حدوث هذا التأثير على وجه الدقة". لذلك عرض الباحثون تحت إشراف هاجه ثلاثة خفافيش من نوع خفاش حدوة الحصان لأصوات مختلفة وسجلوا مدى تغير الأصوات الصادرة عن الخفافيش تبعا لتغير هذه الأصوات الثلاثة "والخفافيش مناسبة لهذه التجربة بشكل خاص لأن مدى سماعها يشمل مجالا كبيرا للترددات" حسبما أوضح هاجه. وبلغ عدد الموجات فوق الصوتية التى رصدها الباحثون نحو 83 ألف موجة.