للتركيبة الطائفية للجيش السوري تأثير بالغ فى تاريخ سوريا الحديث ورغم ان الجيش السوري لعب دورا وطنيا وعروبيا في الصراع العربي الاسرائيلى وبخاصة فى معركة العبور 1973 إلا أن دوره فى مواجهة إسرائيل تراجع أو تجمد عقب هذه الحرب وبقى للجيش السوري دور اقل جاذبية واقل وطنية فيما يتعلق بالسياسة الداخلية يعود البعض فى تاريخ تأسيس الجيش الى العام 1921 على الاستعمار الفرنسي الذى واجه مقاومة واضحة من اغلب السكان من السنة والذين يشكلون قرابة 80 فى المائة من السكان فاتجه الاستعمار الفرنسي إلى تأسيس جيش من الأقليات الطائفية وعلى رأسها الطائفة العلوية والتي تشكل حوالي اثنا عشر في المائة من السكان وبذلك يضمن ولائه عرف ذلك الجيش باسم جيش المشرق
كانت تلك البذرة القاتلة ى تاريخ سوريا والتي دفع ثمنها الشعب السوري على مدى تسعة عقود حتى الآن ومع استقلال سوريا فى الأربعينيات والاتجاه الى تأسيس دولة مستقلة ومحاولة تعديل تركيبة الجيش لتهمن عليه أغلبية سنية انسجاما مع تركيبة الشعب
ساعدت الوحدة مع مصر على محاولة تسنن تركيبة الجيش السوري إذ لم يتحمس الناصريون كثيرا لغلبة الطائفة العلوية ولعل ذلك من العوامل التى أدت الى انفصال سوريا عن مصر بعد ذلك
وقد استحكمت السيطرة العلوية على الجيش السورى عقب انقلاب 1963 والذي بدأ علويا سنيا وانتهى بانفراد العلويين بإدارة الجيش ثم إدارة البلاد وسقطت سوريا فى يد الأقلية العلوية فى حكم استبدادي شمولي ولعل اختلاف الطوائف يفسر لنا كم العنف والقمع غير المسبوقين فى المنطقة العربية لقمع الثورة السورية لا ينافسه فيها إلا مرتزقة النظام الليبى
اذ يمكننا فهم ما يحدث هناك باعتباره دفاع من قبل الطائفة العلوية عن بقائها كطائفة حاكمة ومسيطرة على سوريا تقاوم حركة شعب كامل من اجل اللحاق بربيع الديمقراطية العربى