يزور الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء على رأس وفد كبير بزيارة رسمية إلى دولة الجزائر الشقيقة في الفترة من 22 إلى 23 أكتوبر الجاري يلتقي خلالها برئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلام لبحث سبل دعم العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. ومن المقرر أن يبحث الدكتور قنديل مع الجانب الجزائري سبل دعم العلاقات والتعاون في المجال التجاري والاقتصادي، وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة وتنشيط واستحداث لجان نوعية قطاعية مشتركة لتنشيط العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارة. وكان محمد كامل عمرو وزير الخارجية قد زار الجزائر في 13 نوفمبر الماضي ضمن جولة مغاربية، شملت المغرب أيضا، في أول زيارة رسمية بعد ثورة 25 يناير، حيث التقى خلالها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، استمر اللقاء لأكثر من ساعتين. كما عقد وزير الخارجية جولتين من المباحثات في يومين متتالين مع نظيره الجزائري مراد مدلسي لتغطية الموضوعات المطروحة، بالإضافة إلى اجتماع محمد عمرو مع وزير الشئون المغاربية والإفريقية الجزائري عبد القادر متساهل. وقد أسفرت تلك الزيارة على اتفاق الجانبين على بدء حوار إستراتيجي يعقد بالتناوب بين العاصمتين، وعقد أولى جولاته فى الربع الأول من العام القادم، وعقد لجنة المتابعة الوزارية للإعداد لعقد اللجنة العليا بين البلدين، التي لم تجتمع منذ عام 2008. كما اتفق الجانبان على تشكيل لجنة تنسيق مشتركة تختص بالشئون الإفريقية، بحيث تجتمع دوريا قبيل المؤتمرات والاجتماعات الإفريقية المهمة للتشاور وتنسيق مواقف البلدين وإنشاء آلية للتشاور بين دول الشمال الإفريقي داخل الاتحاد الإفريقي (من المعروف أن دول الشمال الإفريقي تساهم بمفردها بنصف ميزانية الاتحاد الإفريقي بالكامل). واتفقت مصر والجزائر على إعداد اتفاق إطارى شامل بينهما لتنظيم كل المسائل المتصلة بالشئون القنصلية والعمالية، بحيث يدخل حيز النفاذ أوائل العام المقبل.وتبادل الدعوات للتنسيق وتعزيز التعاون بين البلدين على مستوى وزارات القوى العاملة والزراعة والصناعة والتجارة والثقافة والتعليم والتعليم العالي والإعلام. كما اتفق الجانبان على إنشاء لجنة مشتركة تعنى بتعزيز التعاون الثقافي والإعلامي والتعليمي بين البلدين.. ومشاركة مصر، لأول مرة، في مؤتمر دول تجمع الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والذي يعقد في مالي أوائل العام المقبل. وترتبط مصر والجزائر بعدة اتفاقيات تنظم العلاقات والتعاون بينهما في المجال التجاري والاقتصادي، ومن أهمها: اتفاق التجارة واتفاق التعاون الاقتصادى والفنى الموقعين فى أكتوبر 1991، واتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة الموقع فى مارس 1997، واتفاق تجنب الإزدواج الضريبى الموقع فى فبراير 2001، وبروتوكول التعاون فى مجال الاستثمار الموقع في يناير 2005. وتعد مصر المستثمر الأول في الجزائر خارج قطاع النفط والغاز بإجمالي إستثمارات تبلغ قيمتها حوالي 4 ر2 مليار دولار.. ويوجد بالجزائر حوالي 32 شركة مصرية تعمل في مجالات: الاتصالات، الإنشاءات والأشغال العمومية، الصناعة الخدمات، الزراعة. ويحكم العلاقة بين مصر والجزائر إرث الارتباط بحركة التحرر في خمسينات القرن العشرين، حين وضعت مصر كل إمكانياتها المادية والمعنوية لمناصرة ثورة الجزائر عام 1954 إلى أن حصلت على استقلالها، كما كانت مصر من أولى الدول التي شاركت بأبنائها في تحقيق عملية التعريب لمناهج التعليم بالجزائر وإستعادة هويتها العربية. وقد شاركت الجزائر مصر بكل قوة في حربها مع إسرائيل عامي 1967 و1973.. وخلال العقد الأخير من القرن العشرين شهدت العلاقات بين البلدين آفاق جديدة من التعاون واتفاق الرؤى بشأن مختلف القضايا الدولية والإقليمية ويأتي على رأسها الصراع العربي الإسرائيلي.