دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للرئيس المصري المعزول محمد مرسي كافة المصريين إلى المشاركة في مليونية "الشعب يسترد ثورته" غداً الجمعة لمواصلة رفض "قرارات الانقلاب العسكري في 3 يوليو/ تموز، والمطالبة باسترداد ثورة 25 يناير 2011"، كما أعلن عن بدء تفعيل "خطة العصيان المدني السلمي" ابتداء من يوم غدٍ. في الوقت الذي أكدت قوى سياسية عدّة على هدف "استرداد" مطالب ثورة "25 يناير" خاصة بعد إخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أنها أكدت رفضها النزول يوم الجمعة خشية الاجتماع مع تيار يعارضونه بمظاهرات واحدة، وتخوفاً من حدوث أعمال عنف. وفي بيان أصدره "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي يضم 11 حزباً إسلامياً، أبرزهم الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، دعا التحالف المصريين إلى النزول للشوارع والميادين "لدحر الانقلاب" في جمعة "الشعب يسترد ثورته". وقال التحالف في بيانه إن "المصريين لن يتنازلوا عن مطالبهم التي رفعوها من قبل من إنهاء الانقلاب ومحاسبة قادته على جرائمهم في حق الشعب وعودة الشرعية المتمثلة في الرئيس محمد مرسي ومجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان) المنتخب والدستور المستفتى عليه". في ذات السياق أعلن التحالف عن بدء تفعيل "خطة العصيان المدني السلمي" ابتداء من يوم غد الجمعة ك"وسيلة مؤثرة في وجه ا?نقلابيين وإجبارهم على إنهاء ا?نقلاب وتحقيق كافة مطالب الثورة"، بحسب البيان الذي لم يحدد مدة هذا العصيان. وفي مؤتمر صحفي عقده التحالف، اليوم، قال إنه "لا يتحفظ على مبادرات التهدئة التي يقوم بها وسطاء حقنا للدماء، على ألا تتنكر لإرادة الشعب صاحب الثورة وصاحب السيادة الحقيقي، وأن تستهدف الحفاظ على حقوق الشهداء". وفي تسجيل مصور بثته فضائية "الجزيرة مباشر مصر" القطرية في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، دعا القيادي في جماعة الإخوان المسلمين و"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، عصام العريان، الشعب المصري إلى الخروج في مظاهرات سلمية يوم غد الجمعة (30 أغسطس الجاري) من "أجل استكمال تحقيق أهداف ثورة 25 يناير/ 2011"، مشيداً بالشعب المصري الذي أثبت أنه قادر على "قيادة مسيرة الثورة بنفسه ودون ارتباط بتنظيم أو حزب أو جماعة"، حسب تعبيره. وقال العريان مخاطباً الشعب المصري الذي وصفه ب "العظيم": "موعدكم يوم الجمعة وما قبله وما بعده؛ لتواصلوا مسيرة النضال والجهاد في تظاهر سلمي يثبت للعالم أننا قادرون على تحقيق أهداف ثورتنا العظيمة - ثورة يناير - في العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية". وأضاف في كلمته التي تضمنت العديد من الآيات القرآنية، ولم يرد فيها أي ذكر لاسم الرئيس المعزول محمد مرسي - أن ما وصفه ب "الانقلاب الدموي الفاشي العسكري" " أهدر كل ما قام به الشعب من أجله في ثورة 25 يناير؛ فلا عيش، ولا حرية، ولا كرامة إنسانية، ولا أمل في عدالة اجتماعية". وجاءت كلمة العريان بعد نحو ساعتين من كلمة مصورة أخرى ألقاها القيادي في جماعة الإخوان المسلمين و"التحالف الوطني" محمد البلتاجي، وطالب خلالها أنصار مرسي، المنتمي للجماعة، ب"الصبر وعدم اليأس". وقال البلتاجي، موجها حديثه إلى أنصار مرسي "أذكركم وأذكر نفسي بأن اليأس ليس من شيمة الأمين بل الثقة في وعد الله ونصره في الدنيا قبل الآخرة فاصبروا (..) قضيتنا عادلة ونتطلع إلى حياة كريمة لا وصاية عليها من الداخل أو الخارج (..) فنحن نضحي من أجل الأمة وليس لأي مصلحة شخصية". بينما ناشد الداعية المصري، محمد عبد المقصود، المصريين إلى الخروج والتظاهر في مظاهرات الغد من أجل التحرر مما أسماه "رق العبودية"، داعياً في الوقت ذاته الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع إلى "التوبة" إلى الله من الدماء التي أريقت خلال الفترة التي تلت عزل مرسي. وخاطب عبد المقصود المصريين من خلال تسجيل مصور أيضا في ظهور هو الأول له منذ قيام قوات الجيش والشرطة بفض اعتصامي ميداني "رابعة العدوية"، و"نهضة مصر" يوم 14 أغسطس / آب الجاري قائلاً: "علينا أن نهب للدفاع عن كرامتنا وحريتنا؛ لأنه لا قيمة لحياة العبودية، وإنه لموتة فى طاعة الله خير من الحياة فى معصية". وشدد الداعية على ضرورة الاستمرار في التظاهر السلمي، حيث قال "ليس أمامنا إلا التظاهر السلمي؛ لأن استخدام السلاح سيدخلنا في نفق مظلم أيضا"، واستشهد في هذا الصدد بعبارة للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ألقاها أمام المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، وقال فيها: "سلميتنا أقوى من رصاصهم". من جانبه، قال حاتم عزّام القيادي بحزب الوسط (عضو التحالف) في تصريحات سابقة للأناضول إن المشاركين في مظاهرات الغد لن يكونوا من الإخوان أو التيار الإسلامي فحسب، لكنه يعرف الكثير من الوجوه التي شاركت في ثورة "25 يناير" ستنزل للمشاركة لأنها "ترفض العودة لمربع الصفر، المتمثل في عودة مبارك والدولة العسكرية"، على حد قوله. ولفت إلى أن "الفاعليات الاحتجاجية سوف تستمر على مدار اليومين القادمين في جميع المحافظات لكن بأعداد أقل، وستكون بهدف التأكيد على استمرار رفض الانقلاب". وأعلنت حركة "أحرار" المنبثقة عن حركة "حازمون" التابعة للقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، المحبوس احتياطيا على ذمة التحقيقات في التحريض على العنف، مشاركتها يوم 30 أغسطس "لاسترجاع أهداف ثورة 25 يناير وليس عودة مرسي"، بحسب بيان لها. وكانت الحركة -التي تتصرف بمعزل عن التحالف الوطني- قد اختارت التجمع في ميدان سفنكس (غربي القاهرة) عقب صلاة الجمعة القادمة كمكان لفعالياتها. إلا أنه وبعد أحداث وقعت في هذا الميدان خلال اليومين الماضيين كحرق لعدد من المحلات وتبادل لإطلاق النار بين مسلحين وقوات الجيش والشرطة مساء أمس اعتبرت ما حدث "فيلماً قام به النظام وأجهزة أمنه بعد إعلان الحركة نيتها النزول إلى الميدان". وطالبت الحركة على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أعضاءها في المحافظات المختلفة بعدم المجئ إلى القاهرة وترتيب تحركات موازية في المحافظات، بينما دعت أعضاءها في القاهرة لأن يكونوا مستعدين ومتابعين بصورة قوية في الساعات القادمة لأي تغييرات مفاجئة سيعلن عنها.