سيظل دور «فوزية» والدة «ذات» فى مسلسل «بنت اسمها ذات» علامة مضيئة ومهمة فى مشوار انتصار كممثلة، فشخصية «فوزية» الأم المصرية استطاعت أن تخطف القلوب، ونضحك معها مرة ونبكى مرة أخرى، لتكسب الجمهور متعة المشاهدة فى جميع المشاهد التى تظهر فيها، والتى تتقاسم أغلبها معها ابنتها «ذات» نيللى كريم، وزوج ابنتها «عبد المجيد» باسم سمرة، وأحفادها. «فوزية» هى الأم المصرية «الرغاية» و«العصبية» التى تمتلك خفة دم بالفطرة وقامت بتربية أبنائها وعلمتهم وكبرتهم. «فوزية» أجبرت المشاهد على أن يرتبط بها، وينتظر مشاهدها كما ينتظر العمل ككل، وبخفة دمها المعتادة استطاعت «فوزية» أن تضحكنا فى العديد من المشاهد، أبرزها وهى تلعب دور الجدة فى النصف الثانى من المسلسل، حيث «المناكفة» و«المشاكسة» المستمرة بينها وبين ابنتها وزوجها وأولادها وجيرانها، والتى تحدث دائماً بسبب أنها أم لا تعرف الدلع وصريحة «اللى على قلبها على لسانها»، وهو ما يسبب العديد من المواقف المحرجة لكنها مواقف كوميدية، مثل مشهد تقدم أحد العرسان لخطوبة حفيدتها، وأثناء الجلسة ينفلت لسانها بأن والد العروس كان محبوسًا فينزعج العريس وأهله، وتتدارك ابنتها «ذات» هذا الخطأ فى مشهد طريف وكوميدى. ومن قمة الكوميديا إلى التراجيديا ومشهد وفاة زوج «فوزية»، والد «ذات» الذى توفى فجأة بعد فترة قصيرة من المرض لتتلقى العزاء وقتها الأم وابنتها فقط دون رجل بجوارهما، حيث كان الابن يعيش فى أمريكا، وبعد عودته وفى مشهد تراجيدى للغاية يجمع بين الأم وابنها تقف الأم وسط مشاعر مختلفة بين الحزن على وفاة زوجها وغياب ابنها عن دفن وعزاء والده، وبين سعادتها برؤية ابنها بعد عودته من أمريكا، حيث تقف الأم وهى تعاتب ابنها وتغمرها الدموع، وتقول له: «أبوك مات وادفن وعزينا فيه والمولد انفض، جاى تعمل إيه؟»، لتأخذه بعدها فى حضنها مع وصلة من الحزن والبكاء، ثم مشهد تراجيدى آخر، هو مشهد تلقى «فوزية» وابنتها «ذات» وبقية أفراد العائلة خبر وفاة ابنها «حسن» فى حادث طائرة، وهو مشهد مؤثر للغاية قامت فيه «انتصار» بتكرار كلمة «ابنى.. ابنى» بطريقة مؤثرة وموجعة للقلب.. إنها الضاحكة الباكية انتصار فى مسلسل «ذات»، والتى استطاعت أن تضحكنا كثيرا من قبل فى العديد من الأدوار الكوميدية التى كانت تتميز وتتقنها وتضحكنا بها بخفة دمها الكوميدية التى اكتسبتها بالفطرة، لكن فى «ذات» وإلى جانب جرعة الضحك البسيطة الموجودة فى المسلسل استطاعت «انتصار» أن تبكينا بشدة، وأن ترسم بملامح وجهها حزنا حقيقيا يصدقه المشاهد، حتى حركة انتصار فى المسلسل مع تقدمها فى السن استطاعت أن تؤديها ببراعة، وهو ما يظهر فى حركة اليد البطيئة، وطريقة جلوسها ووقوفها، وخطوتها البطيئة الثقيلة.