زهق من كلمة "صنع فى الصين"، كان من أهم طموحاته إذا اشترى منتج يجده صناعة مصرى، عانى مرارا وتكرارا من تلك المشكلة، وصل إلى حد الهوس بالصناعة المصرية، لدرجة أن أصدقائه أطلقوا عليه لقب اشتهر به وسط أهالى منطقته منطقة الغورية، محمود الشيمى صناعة مصرى أم الصينى، لا يوجد كبير أو صغير يعرف محمود من قريب أو بعيد، إلا ويعرف عنه هذه المشكلة التى تؤرق حياته، وما كان يصعب عليه الأمر أنه يعمل كحداد، وكان لا يجد فى تلك المهنة ما يؤهله لخلق صناعة مصرية، ولكن لم يستسلم للأمر الواقع، وقرر أن يبحث عن صناعة لها علاقة بمهنة الحدادة والخامات الخاصة بها كالحديد والصاج وعملية الخراطة والتشكيل والدهن، ولم يتوقف كثيرا فسريعا ما وجدها وهى صناعة عربات الباعة المتجولين من أيس كريم وحمص الشام وغيرها، بشكلها الحديث. يقول محمود الشيمى 35 سنه ل"اليوم السابع " إن قصته مع الصناعة الصينى أو "عقدته" كما يطلق عليها بدأت منذ حوالى 10 سنوات، فاستفزته جدا فكرة أن الصين تسيطر تماما على السوق المصرى، خصوصا انه يجد أن معظم الصناعات الصينى بسيطة ويستطيع المصريون على منافستها بل والتغلب عليها، ويتابع حديثه قائلا " يعنى الأستيكة فيها أيه صعب يخلى المصرين مش عارفين يصنعوها، المشكلة مش مشكلة إننا ما بنعرفش نصنع المشكلة مشكلة إننا بنستسهل نستورد وبنفضل نبقى فى الأمان". "من لاشىء يمكن أن تفعل كل شىء" هذه هى المقولة التى دائما ما تتردد على لسان محمود، فيقول إن هذه المقولة كان يسمعها بشكل مستمر من جدته، وهى ما دفعته للتفكير بشكل جدى فى تحويل من مهنته كحداد أو خراط يقوم بتقويم الحديد والصاج فى أشكال بحيث يكون جاهز للصناعة، إلى صانع منتج من أول مرحله التصنيعية إلى أخرها. ولذلك فهو وجد صناعة عربات الباعة المتجولين فى شكلها الجديد هى الأقرب والأنسب لمهنته كحداد، ومن هنا أنطلق فى وفتح ورشته بحى الغورية، وبدا فى التصنيع، وكأى مشروع يواجه بعض المشاكل ولكن مع التصميم والصمود تخطى كل هذه العوائق ونجح فى حرفته. أما عن مراحل التصنيع فيقول محمود إن العربة الواحدة تأخذ يومين فى تصنيعها صناعة يدوية خالصة، ويتابع وحرفته كحداد ساعدته فى تأسيس شكلها وصناعتها من الصاج وبعض الخامات الحديدية، ثم تركيبها على ما يشبه دراجة لتكون سهلة التحرك، وفى النهاية تدهن بدهانات مطاطية وغالبا ما تدخل الفرن. وعن الربح فيقول " العربية بتتكلف حوالى ألف جنية، وببيعها 1500 جنية والحمد لله ماشية" وفى نهاية حديثة يقول محمود إنه يعلم أنه لم يفعل المستحيل، وأن صناعته من الصناعات البسيطة، ولكنه على الأقل حاول، ويدعو كل الشباب أصحاب المهن والحرف أن يطوروا من أدائهم لعل وعسى أن يخرج من بينهم من يستطيع أن ينافس الصناعات الأجنبية.