ظهر خلال شهر رمضان هذا العام عدد من الوجوه التى لمعت فى تجسيدها للشخصيات فى المسلسلات، ورغم أن هذه الوجوه لا تلعب أدوار البطولة فى المسلسلات إلا أن تأثيرها فى الأحداث لا يقل أهمية عن الأبطال حتى أنها تعتبر الجوكر فى بعض المسلسلات. ومن هذه الوجوه التى لمعت خلال هذا العام الفنان سيد رجب الذى شارك هذا العام بأربع شخصيات، حيث يجسد شخصية "حمادة غزلان" فى مسلسل "موجة حارة"، وشخصية "بحر" فى مسلسل "آسيا"، أما فى مسلسل "تحت الأرض" فيجسد دور شخصية أحد كبار السياسيين فى البلد الذى لا يحدث أمر دون علمه، وهو المحرك لكل الأمور على الرغم من قلة ظهوره، وفى مسلسل "فرعون" حيث يجسد دور "البلعوطى"، وهو أحد كبار المينا وتاجر مخدرات وكان يعمل معه "فرعون" فى بداية حياته. ورغم اختلاف طبيعة كل دور عن الآخر، إلا أن سيد رجب برع فى تقديم الأربع شخصيات دون أن تشعر أن هناك تكرارا أو حتى مللا من كثرة مشاهدته فى أكثر من عمل، بل بالعكس فأصبحت طلة سيد رجب على الشاشة مميزة ولها بريقها ويعود ذلك لخبرته المسرحية، حيث قدم رجب عددا من الأعمال المسرحية التى ساهمت فى تكوينه كنجم قدير يستطيع أن يخرج من شخصية إلى شخصية ويصور أكثر من واحدة فى وقت واحد دون أن يشعر جمهوره، وهذا ما جعله سيد رجب وجها مألوفا على الجمهور فى وقت قصير، ومع نجاح الأدوار الأربعة التى قدمها سيد رجب فى رمضان إلا أن دور "حمادة غزلان" القواد فى مسلسل "موجة حارة" وهى شخصية معقدة ومركبة ولا أحد ينكر أنها قدمت فى السينما والتليفزيون أكثر من مرة، ولكن قدمها سيد رجب من منظور آخر كشف فيه عن الجانب الخفى فى حياة "القواد" وهى علاقاته الإنسانية بزوجته ووالدته وابنته فهو إنسان له مشاعر، ويحب أسرته، فهو فى النهاية شخصية عادية لها مميزات وعيوب، واعتبر سيد رجب أن دور حمادة غزلان تحديا له، خاصة أنه صرح فى أكثر من مقابلة تليفزيونية له أن المقربين منه كانوا يظنون أنه لا يستطيع تقديم هذه الشخصية نظرا لطبيعته الطيبة، إلا أنه قرر أن يتحدى كل هؤلاء، وبالفعل نجح فى التحدى وكأننا لأول مرة نشاهد شخصية "قواد" على الشاشة، ولأول مرة المشاهد يتعاطف مع "قواد". ومن أبرع المشاهد التى قدمها سيد رجب أو "حمادة غزلان" فى مسلسل "موجة حارة" والذى يجعلك تتعاطف معه عند وفاة والدته "الشناوية" التى كان يتعلق بها بشكل كبير، ومن أجمل الجمل التى قالها "حمادة" فى المشهد أثناء بكائه على والدته "الحكومة بتقول عليا قواد طلع الخوف هو أكبر قواد"، معبرا عن مدى خوفه من الوحدة ومن الدنيا بعد وفاة والدته وفى ثانية تنسى أن هذا الرجل قواد، وتتذكر فقط أنه إنسان فقد أعز شخص لديه وتتعاطف معه وتتمنى أن تمسح دموعه.