في إطار اهتمام الصحف العالمية بقطاع سيناء نظرا لحدوده المشتركة مع إسرائيل، نشرت نيويورك تايمز في تقرير عن انتشار عمليات التهريب بصورة واضحة شمال سيناء، خاصة بعد اختفاء عناصر الشرطة، حيث يتم تهريب سيارات غير مرخصة من ليبيا إلى سيناء، وتسليمها إلى فلسطينيين وتهريبها عبر أنفاق إلى غزة. وذكر أحد المتورطين في عمليات التهريب – وفقًا لما نشر في نيويورك تايمز- أن هذه العمليات زادت خاصة بعد اختفاء الشرطة المصرية في أعقاب أحداث 25 يناير، حتى إن حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة قررت تخفيض عدد السيارات القادمة عبر سيناء إلى 30 سيارة أسبوعيا خوفا من التلوث والازدحام المروري، خاصة مع صغر مساحة القطاع، وبالرغم من ارتفاع معدلات البطالة في غزة إلا أن المسئولين وذويهم يمتلكون من المال ما يكفي لشراء تلك السيارات.
"ينشط عملنا حين تختفي قوات الشرطة" هكذا صرح أحد المهربين بينما يقود سيارة هيونداي تكسون تحمل لوحة أرقام ليبية موضحًا أن تهريب السيارات من ليبيا إلى غزة يحقق لهم أرباحا
غير متوقعة تصل ما بين 5-6 آلاف دولار للسيارة الواحدة لأن السلطات بعد الثورة لم تعد تهتم بقمع الأعمال الإجرامية بقدر اهتمامها بالأحداث السياسية.
وربط التقرير بين اختلال تنفيذ القانون عقب تنحي مبارك وعدم تواجد قوات الشرطة في شمال سيناء التي يسيطر عليها البدو والتي تشترك في الحدود مع إسرائيل ولطالما كانت مسرًحا للعديد من العمليات الإرهابية، لذا فقد كان الرئيس السابق يتعامل معها على أنها منطقة عدو، حيث قام بزراعة عناصر للشرطة في كل مكان، لتأمين سيناء من أي حوادث إرهابية قد تؤثر على أمن إسرائيل بالإضافة لزيادة الحصار على الفلسطينيين في غزة وفقا للتعليمات الإسرائيلية.
وأشار التقرير إلى أن انسحاب قوات الامن لم تزد فقط من عمليات التهريب، بل أدت إلى زيادة الهجمات الإرهابية على خطوط الغاز الموصلة لإسرائيل أيضا ، حيث تم تنفيذ 6 هجمات على خطوط الغاز ، مما أدى إلى انقطاعه نهائيا عن إسرائيل.
جدير بالذكر أن القوات المسلحة قامت بتنفيذ عملية "نسر" بشمال سيناء لضبط عناصر إرهابية متشددة تنتمي لجيش الإسلام حيث تم إلقاء القبض على 12 عنصرًا من بينهم 6 عناصر هاربة من السجون إبان أحداث الثورة والباقون ينتمون لجيش الإسلام.