رفض الرئيس الجزائرى السابق اليامين زروال العودة مجدداً إلى الرئاسة رغم الضغوط التى يتعرض لها والتصريحات المتكررة لمسئولين سياسيين وعسكريين سابقين والتى تؤكد أنه رجل المرحلة القادمة. وذكرت مصادر إعلامية محلية مساء أمس، أن الرئيس السابق اليامين زروال التقى بعدد من مقربيه، الذين حاولوا أن يعرفوا رأيه بخصوص الدعوات المتكررة بخصوص ضرورة عودته إلى المشهد السياسى، وإلى رئاسة الجمهورية من أجل خلافة رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة الذى شهدت أوضاعه الصحية تردياً فى الفترة الأخيرة، وأن الرئيس زروال أبلغهم عدم وجود أى نية لديه للعودة إلى الرئاسة، تحت أى مسمى، ومهما كانت المبررات التى يسوقها الذين يطالبونه بالعودة. وأشارت المصادر إلى أن زروال أبلغ محدثيه أنه غادر الرئاسة بمحض إرادته فى 1999، وأنه غير راغب فى العودة إلى المسئولية من جديد. جدير بالذكر أن الرئيس اليامين زروال يحظى باحترام واسع وسط الجزائريين، وهذا الاحترام تعاظم خلال سنوات التى غادر فيها موقع المسئولية، وثبت زهده فى المناصب وفى المزايا خلافاً لآخرين، على اعتبار أنه حطم الرقم القياسى فى الاستقالات فقد استقال فى وقت أول من الجيش حينما رفض مشروعه لتحديث المؤسسة العسكرية، ثم استقال من منصب سفير برومانيا، رغم الراتب الضخم الذى كان يتقاضاه والمزايا التى تتبع المنصب، بل يتردد أنه ذهب إلى حد إغلاق السفارة، واعتبار أن وجودها تبذير للمال العام، وآخر استقالة كانت من منصب رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولايته الأولى، وذلك بعد خلاف مع أقطاب الحكم حول مستشاره الجنرال محمد بتشين. وفضل الرئيس زروال بذلك الاستقالة والعودة إلى مسقط رأسه بباتنة "500 كيلومتر شرق العاصمة". تجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية أزمة مرض الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة فى 27 مايو الماضى ونقله إلى باريس للعلاج تصاعدت حدة النقاش والتراشق السياسى بين حزبى السلطة التجمع الوطنى الديمقراطى وجبهة التحرير الوطنى، اللذين يدافعان عن إنجازات بوتفليقة وبين أحزاب المعارضة من الإسلاميين والأحزاب الاشتراكية التى تتهم السلطة بالغموض فى إدارة ملف أزمة الرئيس. وكان استطلاع للرأى قد أظهر تفوق رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق على بن فليس للفوز فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى ابريل القادم.
