تشهد مدينة الأقصر، غدا الأحد، ختام الاحتفالات بمولد أبو الحجاج، والموكب السنوى الذى يطلق عليه الدورة الشبيهة بمهرجان آمون الفرعونى، الذى كانت تجرى مراسمه على أرض المدينة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام. ويخرج الآلاف إلى ساحة مسجد سيدى أبى الحجاج الأقصرى، ويتحركون منها طائفين بشوارع وميادين الأقصر يذكرون الله وينشدون الأناشيد الدينية ويرتلون القرآن الكريم ويؤدون لعبة التحطيب والرقص بالعصى التى عرفها المصريون القدماء منذ آلاف السنين. ويقوم المشاركون فى الاحتفالات بالرقص بالخيل وركوب الجمال التى تحمل توابيت من القماش المزركش، تتبعهم عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عمله فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم فى مشاهد تمثيلية وكرنفال شعبى وفنى مثير للدهشة، وفى تقليد تشهده الأقصر كل عام طوال أكثر من ثمانمائة عام مضت. وقال الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى، أستاذ الأدب الشعبى والروائى المعروف فى الأقصر، إن الاحتفال بمولد سيدى أبو الحجاج لا يوافق ذكرى مولده ولا ذكرى وفاته، وأن المصريين اعتادوا منذ قرون، وقبل اختراع الكهرباء، الاحتفال بموالد أوليائهم فى الليالى "المقمرة"، أى فى منتصف الشهور العربية. وأشار إلى أن أغلب الموالد تقام ما بين 13 و17 من كل شهر عربى، لافتاً إلى ضرورة بعد المتصوف عن السياسة وعدم خلط الأوراق، موضحاً أنه رفض فكرة إنشاء حزب للصوفية ودخولهم عالم السياسة. وعادة من يشارك المحافظ فى الاحتفالات كل عام، ولكن فى هذه المرة يغيب عنها المحافظ الجديد المعين حديثاً أسعد الخياط، الذى لم يتمكن من دخول المحافظة، بسبب احتجاج المئات على قرار تعيينه، نظراً لما يتردد عن انتمائه للجماعة الإسلامية، التى واجهت اتهامات بالضلوع فى حادث الاعتداء على السائحين بالأقصر أواخر التسعينيات الماضية.